الرباط- معا- عقدت لجنة التراث في العالم الإسلامي دورتها الاستثنائية الثانية عن بُعد، بدعوة من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، لتدارس سبل حماية التراث في العالم الإسلامي وصونه، وتأهيله والعاملين فيه، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي أثر على عدد من القطاعات الحيوية وفي مقدمتها المؤسسات الثقافية، التي أغلقت أبوابها في وجه الجمهور، وبخاصة المواقع التراثية والمزارات السياحية.
وبدأ الاجتماع بدراسة بنود جدول الأعمال، ورحبت اللجنة بعقده عن بُعد، والدعوة إلى اعتماد هذه الآلية كلما دعت الضرورة إلى ذلك، وتضمينها في النظام الداخلي للجنة التراث في العالم الإسلامي، وناقشت التحديات المرتبطة بتدبير المواقع التراثية والمتاحف خلال أزمة كورونا وبعدها، وقضايا تتعلق بالتراث غير المادي وتطبيق قرارات مؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي، ذات الصلة.
ورحبت اللجنة بإنشاء مركز التراث في العالم الإسلامي، وتم اعتماد مشروع هيكله التنظيمي، مع الأخذ بملاحظات أعضاء اللجنة، والالتزام بدعم أنشطة المركز وبرامجه ومشروعاته.
وأوصت اللجنة باعتماد استمارة تسجيل عناصر التراث غير المادي في صيغتها المعدلة، مع الأخذ بملاحظات اللجنة عليها، ودعوة أمانة اللجنة إلى تعميمها على الدول الأعضاء لإعداد ملفات عناصر التراث غير المادي المرشحة للتسجيل على قائمة التراث في العالم الإسلامي.
ونوهت اللجنة بجهود الإيسيسكو في سرعة انتقالها خلال أزمة كورونا إلى اعتماد تدبير العمل الثقافي عبر موقعها الإلكتروني، والشروع في توفير فيديوهات للتكوين عن بعد في مجالات التراث المادي وغير المادي وتدبير المواقع التراثية والمتاحف، ودعت إلى مواصلة هذه الجهود وتعزيزها من خلال إعداد المشروع الاستراتيجي الثقافي الرقمي لتوثيق التراث، وإنشاء منصة للتراث في العالم الإسلامي ومتاحف افتراضية، وإلى اتخاذ الإجراءات التقنية اللازمة لإحداث بوابة رقمية لتسجيل المواقع التراثية على قائمة التراث في العالم الإسلامي.
كما دعت اللجنة مركز التراث في العالم الإسلامي إلى إعداد دليل حول سبل حماية التراث والآثار والمتاحف في ظل الأزمات والكوارث والنزاعات المسلحة، بهدف صون التراث وحمايته من التدمير والتخريب، وإلى مد جسور التعاون مع مركز التراث العالمي في اليونسكو، وإلى تنسيق الجهود مع الدول الأعضاء في الإيسيسكو الممثلة في عضوية لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، بما يخدم أهداف لجنة التراث في العالم الإسلامي، ويدعم عمل المنظمات والهيئات والمراكز الدولية والإقليمية العاملة في مجال التراث والآثار.
ودعت اللجنة أيضا أمانة لجنة التراث في العالم الإسلامي إلى إطلاق حملة توعية عبر موقع الإيسيسكو ووسائل التواصل الاجتماعي، تستهدف المجتمعات المحلية وبخاصة الشباب، تُبرز أهمية التراث في تعزيز الهوية الثقافية الحضارية للأمم وللشعوب وفي التنمية الاجتماعية والاقتصادية.