الخليل- معا- بعد اعلان وزير جيش الاحتلال مصادرة أراض من الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل، من المقرر ان يحتفل مستوطنو الخليل، السبت القادم، "بيوم تحرير مدينة الآباء"، كما يدعون.
ونشر المستوطنون دعوات على صفحات الانترنت ، للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لحضور هذا الاحتفال، حيث من المتوقع ان يتحدث فيه المستوطن المتطرف "نوعم آرنون" المتحدث بإسم مستوطني الخليل في بث مباشر تحت عنوان أسرار الحرم الإبراهيمي.
ومن المتوقع ان تباشر ما تسمى الادارة المدنية الاسرائيلية، ببناء المصعد الكهربائي في الجزء الذي يسيطر عليه المستوطنون من الحرم، رغم معارضة وزارة الاوقاف الفلسطينية.
ومنذ احتلال اسرائيل لمدينة الخليل في العام 1967، باشر المستوطنون عمليات الاستيلاء على أراض ومنازل في مدينة الخليل واقامة البؤر الاستيطانية داخل المدينة، وتهويد أحياء وشوارع فيها، بهدف اقامة مدينة الآباء عليها.
وكانت الفرصة مواتية للفلسطينيين وللعالم الحر في حينه ، ان يخُرج المستوطنون من قلب مدينة الخليل في العام 1994 على إثر المجزرة الرهيبة التي ارتكبها المستوطن "باروخ جولدشتاين" داخل الحرم الابراهيمي ف صلاة الفجر، حيث قام باطلاق الرصاص من سلاح اوتوماتيكي، وراح ضحية المجزرة 29 مصلياً كانوا بين يدي الله سجوداً في صلاتهم وجرح أكثر من 150، إلا ان لجنة "شمغار" الاحتلالية، قررت مكافئة المستوطنون بأن تم تهويد أكثر من نصف الحرم الابراهيمي، وتشريع احتلالهم للحرم، اضافة الى اغلاق العديد من الشوراع والأزقة ومئات المحال التجارية وتشريد أصحابها، ولجوء الكثير من السكان الى مناطق أخرى بعيدة عن قلب مدينة الخليل، والتي تحولت بفعل الاجراءات المتناسقة بين جيش الاحتلال والمستوطنين الى مناطق أشباح خالية من الوجود العربي الفلسطيني.
كما ان اتفاق السلام الموقع بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة الاحتلال، وخاصة اتفاقية الخليل عام 1997، كان يأمل الفلسطينيون من خلالها، إجلاء المستوطنين عن قلب مدينتهم، وخاصة حرمهم العربي الاسلامي الذي يعتبر المسجد الرابع من حيث الاهمية الدينية للعالم الاسلامي بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، لكن سياسة تهويد الخليل استمرت، ويخشى ان يتحول الحرم الابراهيمي الى كنيس يهودي.
يُشار الى منظمة اليونسكو قد أدرجت في العام 2017 الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة الى لائحة المدن التاريخية والتراثية، بعد صراع طويل بين الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي في المحافل الدولية والمحلية.