غزة- معا- أكَّدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "أن مسؤوليتها الوطنية والتاريخية هي التي دعتها للمشاركة في الاجتماع المتعارف على تسميته باجتماع القيادة الفلسطينية الذي انعقد بالأمس في رام الله، وهو الذي دعاها أيضًا لدعوة جميع القوى للمشاركة فيه، بهدف اتخاذ القرارات العملية والآليات المطلوبة لتجسيد قرارات المجلسين الوطني والمركزي بشأن تحديد العلاقة مع إسرائيل من خلال إلغاء اتفاق أوسلو وما ترتب عليه من التزامات، وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال وغيرها من القرارات التي يتطلبها القطع مع نهج ومسار المفاوضات، وتفتح على توحيد الساحة الفلسطينية".
واعتبرت الجبهة في بيان لها، "أن ما صدر عن هذا الاجتماع لم يرتق إلى ما كان مأمولاً، حيث استمرت ذات السياسة في اعتماد الصياغات التي لا تحسم أو تقطع مع اتفاق أوسلو وما ترتب عليه، وتفتح على استمرار الرهان على المفاوضات ومرجعية الرباعية لها، وعلى "السلام" و"حل الدولتين" كمحدد لتحرك القيادة الرسمية، رغم ما ألحقه ذلك من نتائج أسست لصفقة ترامب ولتسارع عمليات الضم وفرض الأمر الواقع لحسم الصراع وفقًا للمنظور الإسرائيلي القائم على نفي أي حقوق للشعب الفلسطيني في أرضه".
واعربت عن استغرابها "من تأكيد الالتزام الثابت بمكافحة الإرهاب العالمي أيًا كان شكله أو مصدره، دون أي إشارة للإرهاب الإسرائيلي والأمريكي ودون التأكيد على شرعية النضال الوطني الفلسطيني، حيث أن هذه الصيغة غير المحددة مشجعة لأطراف دولية مُعادية في استمرارها بوصف النضال الوطني الفلسطيني باعتباره إرهابًا".
وأكَّدت الجبهة، "أنّه كان مطلوبًا في هذا الاجتماع الوضوح الشديد بالقطع مع مسار أوسلو والخيار الذي قاد إليه، واتخاذ القرارات العملية التي تمكننا من ذلك، ومن الصمود والنجاح في مواجهة مُخططات التصفية ومواجهة التطبيع الذي تتسع دائرته عربيًا، والعمل سريعًا على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنيّة وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية وفي القلب منها منظمة التحرير الفلسطينية بالاستناد للاتفاقيات الموقّعة، والإعلاء من شأن المقاومة الشعبية بأشكالها المختلفة وفي كل المواقع، وهو ما غاب عن البيان والقرارات الصادرة عن اجتماع رام الله".
وختمت الجبهة، "برفضها السلوك غير الديمقراطي في تعامل الرئيس مع ممثل الجبهة في الاجتماع، ومع بعض وجهات النظر الذي قدمت فيه، وفي التعامل مع هكذا اجتماعات باعتبارها اجتماعات شكليّة وإعلاميّة – إعلانيّة، ودعت جميع من شارك في هذا الاجتماع إلى إعلاء الصوت برفض هذا السلوك والإصرار على ضرورة احترام وجهات النظر الأخرى والبحث عن القواسم المشتركة لصناعة القرار الوطني، مُؤكدةً على أنّها ستبقى ممسكة بالخطاب الوحدوي، وبالوحدة الوطنية، وبالحوار والعلاقات الوطنيّة الديمقراطيّة، وبالبرنامج الوطني التحرري الذي يحافظ على كامل حقوق شعبنا".