رام الله- معا- دعا تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية والبدء في اتخاذ الترتيبات الضرورية لتنقية الاجواء بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني واستئناف جهود المصالحة الوطنية بحوار وطني شامل على اعلى المستويات بين الداخل والخارج وبدء الاعداد لمواجهة مخططات الضم الاسرائيلية لمناطق الاستيطان والأغوار الفلسطينية وشمال البحر الميت بتشجيع من الادارة الاميركية على قاعدة التنفيذ المتدرج لمبادرة الرئيس الاميركي لتسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والتي باتت تعرف بصفقة القرن.
وأكد "أننا شعب لا يملك من عناصر القوى ما هو أثمن من وحدته الداخلية ، والتي على صخرة صمودها تتكسر جميع المشاريع السياسية المعادية لمصالح وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ".
جاء ذلك في الذكرى السادسة والخمسين لعقد أول مجلس وطني فلسطيني في القدس في الثامن والعشرين من أيار عام 1964 حيث تم الاعلان عن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الشعب الفلسطيني ، وتنظيم وتوحيد قواه وقيادة نضاله الوطني ، وما صاحب ذلك من تضحيات وخاصة بعد حرب حزيران 1967 وظهور حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة ، التي تولت قيادة المنظمة وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وللهوية الوطنية للشعب الفلسطيني بعد سنوات من محاولات طمسها.
وأضاف أن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية كجبهة وطنية متحدة كان مكسبا وطنيا عظيما ، مر بمحطات ومنعطفات قدم الشعب الفلسطيني فيها من التضحيات العظيمة ما ساهم في انتزاع الاعتراف العربي والدولي الواسع بها باعتبارها حركة تحرر وطني وممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني في جميع مناطق تواجده تقود نضاله من اجل العودة وتقرير المصير وبناء دولته الوطنية المستقلة على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 ، وفي القلب منها الدس العاصمة الابدية لدولة وشعب فلسطين .
ودعا في هذه المناسبة التي نعبر من خلالها الى عام جديد في عمر المنظمة الى التوقف أمام تجربة لم تكن مشجعة في عمل هيئاتها ومؤسساتها والى احترام أسس الشراكة السياسية والقيادة الجماعية في إطارها والى مراجعة سياسية شاملة للتجربة التي مر بها النضال الوطني منذ التوقيع على اتفاقيات أوسلو واستخلاص العبر من المراهنات السابقة على الولايات المتحدة الأميركية ، والرباعية الدولية ، التي دخلت منذ سنوات مرحلة الموت السريري ، الذي لا شفاء منه ، لأنها كانت في أساس نشأتها وتكوينها لعبة وملهاة دولية وأداة من أدوات التحايل على لقانون الدولي والشرعية الدولية ولكسب تأييد روسيا الاتحادية والاتحاد الاوروبي وعدد من الدول العربية للعدوان ، الذي كانت تحضر له الولايات المتحدة ضد العراق ، على حد تعبير آرون موللر . عضو الفريق الاميركي السابق لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال عهد الرئيس الأميركي بيل كلينتون
وجدد خالد التأكيد على أهمية التوجه الذي أعلن عنه الرئيس الفلسطيني محود عباس في الاجتماع القيادي ، الذي عقد في مقر الرئاسة في العشرين من الشهر الجاري ، بالتحلل من جميع الاتفاقيات والتفاهمات مع كل من دولة اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية بالعودة الى قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الاخيرة نهاية ابريل / مطلع أيار من العام الماضي وقرارات المجالس المركزية للمنظمة واللجنة التنفيذية ووضع الآليات المناسبة لتطبيق تلك القرارات ، المتعلقة بإعادة بناء العلاقة مع اسرائيل باعتبارها دولة معادية ودولة احتلال كولونيالي ودولة أبارتهايد وفصل عنصري بكل ما يتطلبه ذلك من خطوات فك ارتباط على جميع المستويات السياسية والادارية والامنية والاقتصادية معها بدءا بسحب الاعتراف بدولة الاحتلال الاسرائيلي ووقف التنسيق الامني بكل اشكاله مرورا بوقف العمل باتفاق باريس الاقتصادي وتحويل مقاطعة منتجاته الى سياسة رسمية للسلطة الفلسطينية والى ثقافة وأسلوب حياة في كل بيت فلسطيني ، وانتهاء بالإعداد لعصيان وطني شامل في وجه الاحتلال لإسقاط صفقة القرن واستعادة زمام المبادرة لانتزاع الحقوق الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.