رام الله- معا- نظم المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية- مدى ضمن مشروع خطوة الى الامام نحو تعزيز حرية التعبير في فلسطين الممول من الاتحاد الاوروبي، حلقة نقاش رقمية حول الرقابة الذاتية في الاعلام وتأثيرها على الحريات الاعلامية في فلسطين من خلال برنامج زووم ZOOM))، شارك فيها ممثلون عن مؤسسات اعلامية وأهلية ومجموعة من الصحفيين والصحفيات.
وقد أكد المشاركون في اللقاء على ضرورة العمل على توفير بيئة قانونية تحمي الصحفيين من الملاحقات ارتباطا بعملهم المهني، والحرص على المهنية في العمل الاعلامي، وتكثيف الدورات التدريبية وبناء القدرات للصحفيين والاعلامين وخاصة الخريجين الجدد حول العمل الاعلامي الحقيقي المهني والموضوعي، وإدراج موضوع الرقابة ضمن مساقات تعليم الاعلام في الجامعات، بالاضافة الى ضرورة تحلي الصحفيين الفلسطينيين بالجرأة والشجاعة في عملهم.
أشار الدكتور أحمد حماد منسق مركز مدى في قطاع غزة والذي أدار الجلسه الى أن هذا اللقاء يأتي ضمن النشاطات المتعددة التي ينفذها المركز في الضفة الغربية وقطاع غزة بهدف تعزيز الحريات الاعلامية والصحفية في فلسطين، ولسعيه الدائم لرفع قدرات الصحفي الفلسطيني والحد من الانتهاكات التي تواجهه، موضحاً الى أهمية اللقاء الذي يجتمع من خلاله مجموعة من الصحفيون/ات والمؤسسات من قطاع غزة والضفة الغربية، والذي يهدف الى نقاش الرقابة الذاتية في الاعلام وانواعها واسبابها ورقابة المؤسسات وتأثيرها على واقع الاعلام ومستقبله.
قال موسى الريماوي المدير العام لمركز مدى أن الرقابة الذاتية تعتبر أخطر أشكال الرقابة، موضحاً أن جذورها تعود إلى سنوات الاحتلال التي سبقت قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، حين كانت الرقابة المباشرة شديدة خلال القيام بالعمل الصحفي.
وأكد الريماوي أن الرقابة الذاتية في فلسطين عالية جدا، حيث أظهرت الدراسات والاستطلاعات السابقة التي اجراها المركز أن حوالي 80% من الصحفيين الفلسطينيين يمارسون الرقابة الذاتية على أعمالهم، والتي تعود اسبابها الى الملاحقة من الاحتلال والاجهزة الأمنية بالاضافة الى الاسباب الاجتماعية.
كما أشار الريماوي الى أن للرقابة الذاتية تأثيرات سلبية بالغة على حرية الرأي والتعبير وعلى تطور الاعلام في فلسطين، وقد ازدادت هذه الرقابة بعد الانقسام بشكل كبير في الضفة والقطاع، على أثر حملات الملاحقة القاسية ضد الصحفيين ووسائل الاعلام، كما وازدادت ايضاً في ظل حالة الطواريء والتي تم اعلانها في الاراضي الفلسطينية على اثر انتشار فيروس كورونا|.
وقد تطرق شريف حج علي منسق مشاريع في مركز مدى، في مداخلته الى مفهوم وتعريف الرقابة الذاتية واسبابها وأقسامها، وشدد على أن الرقابة الذاتية تؤثر بشكل بشكل سلبي على حرية التعبير والمستوى المهني للصحافة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الرقابة المجتمعية أيضا تعزز الرقابة الذاتية. وأشار الى الجهات التي تمارس الرقابة على العمل الصحفي والاعلامي في فلسطين والتي تتمثل بالاحتلال الاسرائيلي، والسلطات الحاكمة، وادارة المؤسسات الصحفية والاعلامية (الرقابة التحريرية)، والرقابة الذاتية من الصحفي على ما ينشره، والرقابة المجتمعية، بالاضافة الى الرقابة المالية التي تتمثل بالمعلنين والممولين.
ومن جهته أشار الصحفي صالح المصري الى تأثير الرقابة على الاعلام والرقابة الذاتية من الصحفي على نفسه على واقع الإعلام الفلسطيني ومستقبله، من خلال التطرق الى ممارسات الاحتلال الاسرائيلي التاريخية والتي تتعدى وتنتهك الحريات الاعلامية والاعلام الفلسطيني، مؤكدا على ان الانقسام الفلسطيني هو من أخطر ما يهدد العمل الصحفي والاعلامي والحريات الاعلامية في الضفة الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث أصبح الصحفي الفلسطيني يراجع كتاباته وانتاجه الاعلامي عشرات المرات قبل نشره خوفا من الملاحقة او الاعتقال، هذا بالاضافة الى سطوة رأس المال والتي اصبحت تتحكم فيما تنشره المؤسسة الاعلامية، مؤكدا على ان الاستقلال المالي للمؤسسة الاعلامية سيؤدي بها الى ممارسة عملها الاعلامي المهني والحقيقي بعيدا عن الخوف او التردد.
وشدد المدير العام لشبكة معا الاخبارية رائد عثمان على ضرورة الحرص على المهنية في العمل الصحفي والاعلامية، مشيراً الى أنه وعلى الرغم من وجود الاحتلال والانقسام وتأثيرهما على الوضع الاعلامي في فلسطين الا ان جزء كبير من التحديات التي تواجه الصحافة المحلية هم الصحفيون انفسهم حيث زادت رقابة الصحفيين على زملائهم الآخرين، فأصبح هناك خوف كبير لدى بعض الصحفيين من نشر المعلومات او السبق الصحفي حتى لا يتعرضوا للانتقاد من زملائهم.
كما أشار عثمان الى ان مهنة الصحافة في فلسطين في خطر حقيقي وذلك نتيجة التهديدات المالية التي تواجهها المؤسسات الصحفة والاعلامية، كما وطرق جدران الخزان داعياً لوقف الهجوم على الصحفيين الفلسطينيين، وضرورة توفير الحماية القانونية لهم.
واستعرض عدد من الصحافيات والصحفيين المشاركين في اللقاء جوانب من تجاربهم وخبراتهم العملية فيما يتعلق بالرقابة الخارجية والرقابة الذاتية على عملهم الصحفي، متحدثين عن أسبابها وحدود انتشارها وابرز مظاهرها وانعكاساتها السلبية على نوعية المادة الإعلامية التي تقدم للجمهور، مشددين على أهمية تناغم وتكامل عمل المؤسسات الإعلامية وتعاضدها بما يشجع على المعالجات الجريئة لمختلف المواضيع ويخفض سقف الخوف والرقابة الذاتية.
وقد خرج المشاركون بمجموعة من التوصيات التي من شأنها معالجة تهديد الرقابة الذاتية للعمل الصحفي والاعلامي:
ضرورة العمل على توفير الحماية للصحفيين من خلال القوانين والتشريعات او من خلال ميثاق اعلامي تتفق عليه المؤسسات الاعلامية. وتطوير القوانين المتعلقة بالاعلام.
تطوير القوانين والتشريعات المحلية وموائمها مع المعاهدات الدولية لكفالة الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في حرية العمل الاعلامي والصحفي.
ضرورة العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، وذلك لتأثيره السلبي على الحريات الاعلامية.
توفير الدعم للاعلام المحلي الفلسطيني للتخلص من سطوة رأس المال.
تحلي الصحفي الفلسطين بالجرأة والشجاعة في عمله.
توفير الدورات التدريبية وبناء القدرات للصحفيين الفلسطينيين.
تقيد المؤسسات الاعلامية والصحفيين بقواعد المهنية الاعلامية والمسؤولية الاجتماعية.