رام الله -معا- شهد شهر أيار 2020 ارتفاعا كبيرا في عدد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، وذلك نتيجة حملة واسعة من عمليات الاغلاق نفذتها شركة فيسبوك، استهدفت صفحات خاصة بصحافيين/ات ومواقع إعلامية فلسطينية، الأمر الذي ترافق مع ازدياد عدد الانتهاكات الاسرائيلية التي انخفضت بشكل كبير في الشهر الذي سبقه، بسبب الاغلاق واجراءات مكافحة تفشي فايروس كورونا.
ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" خلال أيار الماضي ما مجموعه 73 اعتداء ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها مدينة القدس المحتلة، ارتكبت شركة فيسبوك 46 انتهاكا منها، فيما ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي 18 اعتداء، وارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة والقطاع 8 انتهاكات، في حين تمثل الاعتداء الاخير بفصل الصحفي إياد حمد من قبل وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية العالمية.
ونفذت شركة فيسبوك خلال أيار حملة اغلاقات واسعة لصفحات عشرات الصحافيين والصحافيات ولعدد من المواقع الاعلامية، بدعوى "انتهاك معايير خصوصية مجتمع فيس بوك" وفقا لرسائل وصلت عددا ممن طالتهم هذه الحملة التي شملت ما لا يقل عن 34 صحافيا/ة وموقعا اعلاميا في قطاع غزة، و12 صحافيا وموقعاً في الضفة الغربية.
ولم يتسلم معظم هؤلاء الصحافيين/ات اي اشعارات بشأن اغلاق صفحاتهم، او تقييد قدرتهم على النشر كما أفادوا باحثي "مدى"، كما ولم يتم ابلاغ هؤلاء الصحافيين والصحافيات بالأسباب المباشرة او المحددة لإغلاق صفحاتهم.
يذكر ان شركة فيسبوك كانت اغلقت في آذار الماضي صفحات لـ 16 صحافيا/ة وذلك ضمن حملة شملت عشرات المواطنين الفلسطينيين.
الانتهاكات الاسرائيلية:
بعد أسابيع من الإغلاق ضمن اجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا في فلسطين، وما لبثت الاوضاع أن بدأت بالعودة تدريجيا إلى سابق عهدها، حتى عادت الاعتداءات الاسرائيلية ضد الصحافيين/ات الى ما كانت عليه، وارتفعت خلال شهر أيار إلى 18 اعتداء بعد ان كانت هبطت بسبب الاغلاق وغياب اي نشاط او احتكاك بشكل حاد.
وجاءت معظم الاعتداءات الاسرائيلية ضمن الاعتداءات الخطيرة على حياة الصحافيين/ات والحريات الاعلامية، وكان من أبرزها تجديد اغلاق مكتب تلفزيون فلسطين بالقدس ومنعه وجميع العاملين هناك من مزاولة اي نشاط اعلامي داخل المدينة لستة اشهر اخرى، وذلك بعد انتهاء مدة مماثلة منعت طواقم التلفزيون فيها من العمل في القدس بعد ان اغلق مكتب التلفزيون وصودرت معداته.