غزة -معا- أكد خبير عربي مغربي في العمل الأهلي ان منظمات المجتمع المدني العربية، لعبت دورا مهما في مواجهة جائحة "كورونا" وتداعياتها ، ما ساهم في تخفيف أثاره السلبية على المستويات كافة، بخاصة الصحية.
وقال عضو الفضاء الجمعوي المغربي أنس الحسناوي، خلال ورشة بعنوان "تداعيات جائحة كورونا على واقع منظمات المجتمع المدني في العالم العربي"، نظمتها شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية عبر تقنية "زووم" ، بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية، إن منظمات المجتمع المدني لم تكن مستعدة لهذه الجائحة كباقي القطاعات.
وأضاف الحسناوي خلال الورشة، التي شارك فيها عشرات من مسؤولي ومديري ونشطاء في منظمات أهلية فلسطينية، أن منظمات المجتمع المدني العربية، وفي العالم كله، لم تكن لديها معرفة أو خبرة سابقة في كيفية التعامل مع الجائحة.
وأشار الحسناوي الى النموذجين المغربي والفلسطيني كمثالين على طبيعة عمل منظمات المجتمع المدني العربية، والأدوار التي لعبتها في المغرب وفلسطين، وتنسحب تقريبا على معظم المنظمات العربية، وبتفاوت نسبي وفقا لخصوصية كل دولة.
وشدد الحسناوي على أن لا أحد توقع أن تحدث الجائحة بهذا الشكل، ولم يكن هناك أي وسيلة أو أداة قياس تمكن منظمات المجتمع المدني من التعاطي بصورة مثلى مع الجائحة العالمية والوباء الخطير.
وأشار الى أن منظمات المجتمع المدني الفلسطينية تتمتع باليقظة والفعالية في العمل، والتفاعل مع محيطها المتغير باستمرار بسبب الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته واجراءاته ضد الشعب الفلسطيني، ومنظمات المجتمع المدني.
ووصف الوضع في المغرب منذ عام 2011 وحتى عشية انتشار وباء "كورونا" بأنه كان متقلبا وغير واضح، على رغم اجراء تعديل دستوري مهم، على خلفية حركة 20 فبراير، معتبرا أن النموذج التنموي المغربي فشل على كل المستويات.
وأشار الى الانتهاكات والتضييق على منظمات المجتمع المدني المغربية، والمطالبة بحقوقها المدنية والديمقراطية، ولاحقا اعادة النقاش حول النموذج التنموي وتشكيل لجنة خاصة به، تزامنا مع زيادة الاحتجاجات في الشارع المغربي، بخاصة العام الماضي.
وقال إن منظمات المجتمع المدني توافقت على مبادرتين، الأولى تتعلق بضرورة الافراج عن المعتقلين السياسيين لابداء نوع من التضامن والمصالحة خلال الجائحة، والثانية اشراكها في كل ما يتعلق بمواجهة الوباء والجائحة، بخاصة وأن لديها الخبرات الكافية، والقدرة على التعاطي مع الناس بسبب قربها منهم ومعرفة حاجاتهم وأولوياتهم.
وأضاف أن هناك جمعيات عملت على تكييف عملها وأنشطتها مع الظروف والمتغيرات المستجدة، فنفذت أنشطة عن بعد تماشيا مع الحجر الصحي، الذي أضعف قدرات بعضها المالية، وحال دون تمكنها من التواصل مع الفئات المستهدفة.
وأشار الحسناوي الى أن بعض الجمعيات عملت على تقديم الخدمات للفئات المستهدفة، وبعضها الأخر راقب أداء السلطات خلال حالة الطوارئ، وتمت متابعة ومراقبة الانتهاكات، وفي مقدمتها العنف ضد النساء، الذي ارتفعت معدلاته، بخاصة العنف النفسي والاقتصادي.
ولفت الى أن هناك سبع أولويات لدى منظمات المجتمع المدني في مرحلة ما بعد الجائحة، أولها استئناف الأنشطة والبرامج، بما يتناسب مع ظروف الحجر الصحي، وثانيا دعم ومناصرة القطاعات الحيوية، بخاصة الصحة والتعليم، وثالثا دمج البعد التكنولوجي وتقنيات التواصل عن بعد، ورابعا تقويم أثار الحجر الصحي على الفئات المستهدفة، وخامسا ودعم ومناصرة قضايا الشباب والاطفال والمرأة، وسادسا متابعة ملفات وقضايا النساء والعنف ضدهن، وسابعا متابعة قضايا البيئة.
وكان مدير شبكة المنظمات الاهلية امجد الشوا أشار في بداية الورشة الى صعوبة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين والعالم العربي، التي زادتها الجائحة تعقيدا، وتركت أثارا سلبية على مختلف مناحي الحياة.
ولفت الشوا الى تأثيرات الجائحة على منظمات المجتمع المدني الفلسطينية والعربية والتحديات والصعوبات التي واجهتها، مشددا على أن تلك المنظمات حققت، على رغم ذلك، نتائج ايجابية ولعبت أدوارا مهمة، سواء في الحوار مع الجهات الرسمية وغير الرسمية، أو لصالح الفئات المهمشة والهشة.
كما أشار الشوا الى دورها في الدفاع عن حقوق المواطنين، والحق في تشكيل الجمعيات وغيرها من القضايا في المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية.