في وقت انتشرت فيه فيديوهات ذبح شباب ملتحون مؤدلجون لأبرياء في المشرق لتوتيد أسس "الخلافة" وعمت تفجيرات متنقلة بين العواصم الغربية بهدف "الشوكة والنكاية"، لمع نجم شاب ملتحي محافظ على الشعائر الدينية بوجه ضحوك. شاب يشبهنا بأنفه الكبير وشعره المجعد ولونه الأسمر. لم يكن بروز محمد صلاح، من باب الصدفة. كان حاجة ملحة للمجتمع الأوروبي لا سيما في المملكة المتحدة حيث يعيش أربعة ملايين مسلم. يتكلم اللغة العربية مع الفرنسية والايطالية والانكليزية. يلبس على الموضة والمصحف ملازم لسفرياته والبسملة في بادئ كلامه والحمدلة في متن حديثه. السجود علامة فارقة باحتفالاته بعد تسجيل الأهداف. يجيد التعامل مع الكاميرا وفي خلال المواقف الصعبة داخل الملعب وخارجه. يخدم شعبه وأهل قريته بسخاء. وجه دعائي ضد المخدرات وللسياحة. اغنية خاصة باسمه وسط ضجيج "سهرات النايت" والمعلقون يتغنون بكنيته "أبو مكة". وراء الملك المصري مدير أعمال ذكي وكتلة بشرية للترويج. أستغل "الام اي 6" قدرات "مو" الفنية ليعكس صورة يريدها وسط تفشي "الإسلام فوبيا" في أوروبا. تزامن ذلك أيضا مع فوز المسلم من اصل باكستاني صادق خان بعمدة لندن. أراد صناع القرار في المملكة المتحدة إطفاء نار بذور اي نزاع ديني كاد ينشأ عبر تغيير الصورة الداعشية بنموذج للمسلم المسالم المفيد للمجتمع. لذلك استضافته ال cnn في أكثر من مناسبة في أهم برامجها، وكذلك فعلت غالبية القنوات والصحف البريطانية. الهدف هو هدم صورة البغدادي والجولاني كملهمين للشباب المسلم بصورة "البسيوني النجريجي" ابن الريف المحافظ المعتدل كمسلم متفوق لامع. لم ينجح رياض محرز، أن يكون النموذج المفترض لانه لا يتكلم العربية وانكليزيته ركيكة وزوجته لا تشبه غالبية النساء العربيات، ولم يلعب لفريق لديه جماهيرية داخل بريطانيا وخارجها كنادي ليفربول. ما ساعد صلاح، ليصبح نموذجا في الغرب جديته وجِده وتعاون الزملاء معه وكثير من "التوفيق"، وأضحى قدوة للعرب والمسلمين البسطاء وموضع هجوم من عرب مهمتهم تكسير الناجح لأنهم يشعرون بالدونية او قلة الثقة بالنفس وليس لديهم رغبة أو ثقة ان عربيا يمكن أن ينتقل للعالمية ووسائل الإعلام تتحدث عنه اكثر من ملوك ورؤساء، حتى لو سألت مواطنا عاديا في المرسيسايد: من رئيس مصر؟ لن يعرف اسمه وشكله، لكنه يعرف تفاصيل حياة "الاجبشن كينغ" ويهتف له في كل مباراة. محمد صلاح، نموذج لكل فقير بسيط مؤمن ان العرب لديهم قدرات تحتاج لفرص وتخطيط لا أكثر.
محمد صلاح، ليس افضل لاعب عربي خلال العقود الماضية، يتفوق عليه حازم امام مثلا، لكن محمد صلاح الأفضل بالطموح واستغلال الزمان والمكان المناسبين. وحاليا أتم 28 عاما وارقامه واحصائياته وقيمته التسويقية في منحنى لا ينخفض. كل الامنيات بالتفوق لصانع الفرح لي شخصيا، وافتقدته كما غيري مع توقف البريميرليغ، على امل ان نرى محمد صلاح في كل المجالات وان تصبح الدوريات العربية اهم من الدوريات الاوروبية ويصبح الأوروبي احدى امنياته الاحتراف في ملاعبنا.