السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عدالة وقصص أخرى..

نشر بتاريخ: 01/07/2020 ( آخر تحديث: 01/07/2020 الساعة: 20:21 )
عدالة وقصص أخرى..

الكاتب: صلاح عويسات

طفولة معذّبة
ضاقت بها البلاد، بلاد تتسّع لكلّ شيء إلا للجمال والبراءة، قرّرت الهروب إلى المجهول الذي قد يكون أجمل مع ما يحتويه من مخاطر، اتّخذت من البرميل ملاذا مؤقّتا حتى ينجلي الغيب الملثّم بالسّواد.

عدالة

ذاك الشّابّ المتحمّس للدّيموقراطية العربيّة، اتّصل على البثّ المباشر مشتكيا، بعد نقاش حادّ مع المسؤول، طلب منه أن يراجعه، قبل بضعة أمتار من المكتب، أحسَّ بألم شديد أفقده وعيه، حين ارتقت روحه إلى السّماء، رأى جسده الممزّق بالرّصاص ينزف دما على الرّصيف المقابل .

تعصب

اتّصل المريد بشيخه، وأخبره بأنّ هناك في البلدة من يحتجّون على كتابه، ويزمعون على حرقه أمام الملأ بعد صلاة الجمعة،غضب الشّيخ قائلا ألهذا بلغ بهم التّعصب؟ هلا دعوني لمناقشة ما لا يعجبهم في حوار مفتوح؟ استغرب المريد غضب شيخه بل واستنكره وسأله:

يا شيخي لماذا أنت غاضب؟ أليس كتابك محفوظا عندك؟ فهم إن حرقوا إنّما يحرقون ورقا اشتروه بأموالهم.

لكلّ من يقرأ القصّة.

ذو النون

على شاطئ الرّحمة قذفه الحوت عاريا، قد تمعّط جلده، ذبت عنه بأوراقها يقطينة،اتخذته ولدًا غزالة، حاز العفو والرّضا، حين وقف على قدميه مجدّدا، استأنف رحلته نحو نور السّماوات والأرض، سار في ركبه اﻵﻻف فاز فوزا عظيما.

تساؤل مشروع

كان أبي قد طلب الزّواج من إبنة عمّه، ولمّا كان جدّي متعصّبا لا يحبّ أخاه، رفض الطّلب ،استلّ أبي سكّينه الحادّة عن خصره، أخذ يقطع تلك الخضار التي كانت أمام جدّي بغضب، فجأة أخذت عيناه تذرفان.. نظر إليه جدّي مشفقا، فإذا هو قد بلغ تقطيع البصل، لذلك ورثت أنا حبّ السّلطة، ربّما تتساءلون اﻵن هل تزوّج أبي من أمّي.

شكوك

قال: أحببت ممثّلة وتزوّجتها، كنت أشكّ في كلّ تصرّف لها، وأضع له احتمالين، حقيقيّ أو تمثيل، حتّى وهي تخبرني بحبّها، أتذكّر كلّ مشاهدها الغراميّة التي مثّلتها أمام غير واحد، هو نفسه المشهد التي قد تمثّله معي، حتّى حين كانت تشكو المرض أو اﻹكتئاب، يراودني نفس الشّعور، هي ممثّلة بارعة حصدت كلّ جوائز الدّولة وكتب عنها النّقّاد، وتهافت عليها المخرجون،هل يمكن ﻷحد مثلي أن يكشف حقيقة مشاعرها ومواقفها؟ حتّى بعد موتها وجدت في مذكّراتها أن أسعد أيّامها هي تلك اﻷيّام التي قضتها معي، تساءلت: هل هذا الكلام حقيقيّ أم ذرّ رماد في العيون؟