رام الله- معا- أطلق وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف اليوم الأربعاء، فعاليات ملتقى فلسطين الثالث للرواية العربية التي تقام هذا العام عبر الإنترنت من خلال جلسات بثٍ مباشر عبر الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة في ذكرى استشهاد غسان كنفاني.
وقال أبو سيف إنه بالعزيمة والإصرار، نطلقُ اليومَ أعمال ملتقى فلسطين الثالث للرواية العربية، وتحديدًا في الثامن من تموز، اليوم الذي يصادفُ الذكرى الثامنةَ والأربعينَ لاستشهاد الأديب القائد غسان كنفاني، الذي اغتيل في بيروتَ العام ١٩٧٢، غسانُ الاسمُ العالي والنصُّ الأبديُّ الذي كُتب كي تظلَّ فلسطين حيّة في ذاكرة الأجيال، وهذه دلالةٌ أنّنا لا زلنا نقرأُه كلَّ يومٍ بمعنى، ونبحثُ في كلِّ لحظةٍ عن الجديدِ في أعمالِه الإبداعيّةِ الأدبية.
وأضاف أبو سيف أن وزارة الثقافة ترسخَ وتكرّسَ الثامنَ من تموز في كلّ عامٍ يومًا وطنياً للرواية، حيث أقرت الحكومة الفلسطينية العام الماضي هذا اليوم الوطني، ورأت الوزارة أن يكون إطلاق ملتقى فلسطينَ للرواية العربية، تخليدًا لرمز من رموز وعيِنا الثقافيّ، وعلَم من أعلامِ فلسطينَ النضالِ والكفاحِ، وتعزيزَ منهجية أنَّ الكتابةَ الواعيةَ والمتيقظةَ لدورها، هي بوصلةٌ للحريةِ والاستقلالِ وبناءِ الإنسانِ المؤسَّسِ على قضيةِ الحقِّ في الحريةِ والحياة والخلاصِ من كل أشكال الظلمِ والبؤس والطغيان، والتي بدونها تفقدُ كلُّ النصوصِ الإنسانيةِ معناها.
وتابع أبو سيف أن جائحة كورونا فرضت شروطها، فتعذرعقد الملتقى بشكل مباشر ولكننا أردنا له أن يكون لإيماننا بأهمية استمراريته وبأهمية تحفيز النقاش حول واقع الرواية العربية والفلسطينية، حيث يشارك في الملتقى هذا العام 38 روائياً وكاتباً منهم 10 مشاركين عرب من ثماني دول. وهي: (الأردن، مصر، لبنان، سوريا، العراق، المغرب، السودان، تونس، بالإضافة إلى المشاركين الفلسطينيين من القدس ومن الداخل حيفا والناصرة كما من غزة والضفة الغربية ومن الشتات والمهجر، فالثقافة الفلسطينية ثقافة واحدة وهي تعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة هويته وتطلعاته الوطنية لاسترجاع فلسطين واسترداد حقوقه.
وتابع أبو سيف أننا في وزارة الثقافة ندرك حجم المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا وعلى عاتق المثقف الفلسطيني ونعمل مع كافة القطاعات من اتحادات ومؤسسات وأفراد من أجل صون الموروث الثقافي الفلسطيني والحفاظ عل مكتسبات ومنجزات الثقافة الفلسطينية ورعاية الإبداعات الجديدة.
وختم أبو سيف ونحن نطلق ملتقانا الثالث للرواية العربية في فلسطين في ذكرى غسان كنفانيلابد أن نظل ندق الخزان حتى يستمر وجودنا ونعلم أجيالنا القادمة أن الحياة أساس نضالنا، قائلاً :" لا تبخلوا على فلسطين بإقلامكم وإن استمرار حضورها في كتاباتكم وحكاياتكم لهو استمرار للتأكيد على الحق وعلى شغف الوجود الأول أمام من يريد أن يمحوها.
من جهته ألقى الروائي يحيى يخلف كلمة المثقفين الفلسطينيين والمشاركين العرب مؤكداً أنّ الثقافة قوّة دافعة لحركة الحياة، وأن إقامة ملتقى فلسطين الثالث للرواية العربية وعدم تأجيله يأتي من أجل أن تواصل الثقافة عطاءها باعتبارها جزء من مشروعنا الكفاحي الوطني، والإطار الذي يجمعنا مع محيطنا القومي،حيث حددنا هذا اليوم تخليداً لذكرى الكاتب والمناضل والشهيد غسان كنفاني الذي رحل عنا عام 1972 تاركا لنا إرثاً ثقافياً وحضارياً،فذكرى غسان كنفاني لا تقتصر على هذا اليوم ،وإنما تزهر ذكراه في كل الفصول.
وأضاف يخلف إنّ انعقاد هذا الملتقى إنما هو جسر تواصل ثقافي ما بين مثقفينا ومبدعينا الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة، ودلالة على تواصلنا مع مثقفي محيطنا القومي والإنسان.
وأوصى يخلف بأن يتضمن البيان الختامي للملتقى إجماع المثقفين والمبدعين على الوقوف مع فلسطين في مواجهة المؤامرة الأميركية الصهيونية الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية، وإدانة الصمت الرسمي ومحاولات التطبيع التي تجري مع الكيان الصهيوني من قبل جهات عربية، وتأكيد المشاركين على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للإمة العربية، وكذلك التوجه بالتحية لأسرى الحرية في سجون الاحتلال ، ودعم المبدعين منهم ونشر وتعميم مؤلفاتهم، كما اقترح انطلاقا من مخرجات الملتقى الأول والثاني،وما تحقق من إنجاز أن ترعى وزارة الثقافة إنشاء مؤسسة " بيت الرواية الفلسطينية" ، واقترح بأن يكون هناك ضمن هيكليلة وزارة الثقافة إدارة متخصصة بترجمة الرواية الفلسطينية، تعمل على ترجمة روايات فلسطينية بالتعاون مع دور نشر عالمية.
هذا وأدار الافتتاح الشاعر عبد السلام عطاري قائلاً :"إنه في الثامن من تموز ذكرى رحيل الأديب القائد غسان كنفاني تؤسس وزارة الثقافة ملتقى فلسطين الثالث للرواية العربية ونحن على حد المواجهة الدائمة مع الاحتلال، ومع الدفاع عن روايتنا التاريخية التي ذهب من أجلها العديد من الشهداء القادة الذين كتبوا لفلسطين.
هذا وتحمل أولى جلسات الملتقى عنوان (دلالات المكان في الرواية العربية والفلسطينية) ويشارك فيها كل من الروائي رشاد أبو شاور والأديب والناقد إبراهيم السعافين والأكاديمي والناقد أبوبكر البوجي والناقد أحمد رفيق عوض.
وتتناول الجلسات التي تتواصل حتى السبت المقبل بواقع ندوتين كل يوم موضوعات متنوعة من بينها (أدب الأسرى) و(فلسطين في السرد العربي) و(السرد الفلسطيني في رواية اللجوء والشتات) و(صور الهوية في الرواية العربية)، ( الرواية وأنماط الكتابة الجديدة) و (الرواية كخطاب ثقافي : التحديات والآفاق.