الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مختصون: الأسير الغرابلي ضحية جديدة للإهمال الطبي المتعمد

نشر بتاريخ: 08/07/2020 ( آخر تحديث: 08/07/2020 الساعة: 16:08 )
مختصون: الأسير الغرابلي ضحية جديدة للإهمال الطبي المتعمد

غزة- معا- أكد عدد من المختصين في شؤون الأسرى أن استشهاد الأسير سعدي الغرابلي البالغ من العمر 75 عاما هو نتيجة الاهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال.

وقال عبد الله قنديل مدير شؤون الأسرى في جمعية واعد للأسرى إن هذه الجريمة أصبحت تتكرر بشكل مخيف في الآونة الأخيرة .

وأوضح لـ معا أن عدد الشهداء الذين ارتقوا في السجون خاصة بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد بلغ 224 أسيرا شهيدا.

وأضاف، "ارتقى الشهيد الغرابلي بعد معاناة طويلة وحالفة من الإهمال الطبي المتعمد والممنهج والتصفية من قبل دولة الاحتلال، لذلك أنا اعتقد أنه بات علينا من الواجب كفلسطينين أن نتحرك في هذا الإطار لأنه لا يعقل أن نستقبل أسرى حثامين من داخل السجون، بينما الجهات الفلسطينية على الصعيد الرسمي والفصائل والشعبي والقانوني لاتقيم وزن إلا لنعي الشهداء وتأبينهم".

وقال: إن إسرائيل تمارس جرائم مزدوجة بحق الأسرى ترقى لدرجة جرائم الحرب من خلال منع العلاج وتقديم أدوية وعلاجات منتهيه الصلاحية، وعدم إجراء عمليات جراحية، مضيفا " تخيل أن الأسير الغرابلي ارتقى شهيدا ولفظ انفاسه الاخيره وهو مكبل الأيدي والأقدام ومكث في غيبوبة مدة 48ساعة، والآن الاحتلال يتحدث أنه كان يقدم جميع العلاجات والأدوية اللازمة للأسير الغرابلي واليوم الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن استشهاده والمؤسسات الدولية".

واعتبر أن بعض المؤسسات الدولية شريكه في هذه الجريمة، داعيا إياه أن تقوم بمسؤولياتها في هذا الإطار.

من جهته، دعا عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هئية شؤون الأسرى الصليب الأحمر الدولي لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والقانونية اتجاه ما يُرتكب بحق الأسرى داخل السجون من انتهاكات وجرائم فظيعة وجسيمة ومتواصلة.

وأوضح لمعا أن ملف الأسرى المرضى هو من أكثر الملفات ألما وقسوة وحينما نتحدث عن أسرى يعانون المرض والوجع وقسوة الظروف وسوء المعاملة فنحن نتحدث عن معاناة متفاقمة تزيد من معاناة الأسرى الآخرين.

ودعا فروانة لتوحيد الجهود في إبراز هذه القضية وإبقاء هذا الملف مفتوحا أمام المؤسسات الدولية وتسليط الضوء على كل الجرائم التى اقترفت بحق هؤلاء الأسرى خاصة وأن الظروف المحيطة داخل السجون وعوامل التسبب بالأمراض ما زالت قائمة وهي التى أدت إلى تزايد أعداد الأسرى المرضى التى وصلت إلى قرابة ٧٠٠ أسير بينهم ٣٠٠ يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة.

وأضاف:" الأسير الغرابلي واحد من هؤلاء الأسرى المرضى ومن كبار السن وواحد أيضا من الأسرى القدامي، حيث يعتبر ثاني أقدم أسير من قطاع غزة وهو معتقل منذ ٢٦ عاما ويعاني الكثير من الأمراض وهو واحد من الأسرى الذي طالبنا وطالبت المؤسسات الحقوقية بالإفراج عنه منذ ازمة كوورنا، ولكن للأسف الشديد حكومة الاحتلال تضرب كل الأعراف والمواثيق الدولية بعرض الحائط وهذا النتيجة استشهاد الأسير الغرابلي، ونحن نعبر عن قلقنا وخشيتنا لباقي الأسرى".
وأكد أن بيانات الشجب والاستنكار لم تعد لها قيمة وكلمات التهديد والوعيد لم يعد لها تأثير ولم تجبر سلطات الاحتلال على تغيير معاملتها اتجاه الاسرى، داعيا للبحث عن أدوات وآليات أكثر ضغطا على المؤسسات الدولية من جانب وأكثر إيلاما على الاحتلال من جانب آخر.

ودعا القيادة الفلسطينية أن تتوجه للمجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة والضغط عليه لتوفير الحماية للأسرى وأن تتقدم بخطوات إلى الأمام تقرب من المحاكم الدولية خاصة أن غياب المساءلة والمحاكمة والمحاسبة لمجرمي الحرب الإسرائيليين والعاملين في إدارة مصلحة السجون هي ما تمكن وتشجع سلطات الاحتلال على التمادى بانتهاكاتها وهي ما دفعت دولة الاحتلال من تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب للعاملين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
والشهيد الغرابلي ثاني أكبر أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو واحد من 1500 أسير مريض في سجون الاحتلال يحتاجون لرعاية طبية مضاعفة.