رام الله- معا- أكد الفيلسوف والمفكر الفلسطيني أحمد نسيم برقاوي، أن الثقافة الفلسطينية التي تمثل ثقافة وجود، هي دفاع عن الحق، في مواجهة ثقافة الاستعمار التي تمثل اللا حق الذي يحاول نفي الوجود الفلسطيني.
واضاف ان الثقافة الفلسطينية بدون كونها ثقافة حق ودفاع عن الحق لا يمكن أن تتحول الى سلاح قوي لمواجهة النقيض، ألا وهو اللا حق الذي يمثله الضم والسلب الاستعماري والذي تقع في خلفيته الدولة ذاتها التي تستعمر ارض فلسطين وتقوم باجلاء السكان واقامة دولة على انقاضهم، أي ثقافة المستعمر والاحتلال.
كما أكد البرقاوي ان ثقافة الكفاح الفلسطيني وجدت منذ أكثر من مئة عام، ارتباطا بالهوية والخطر الذي تعرض له الوجود الفلسطيني جراء الاستعمار البريطاني والاستعمار الاستيطاني، وقد استمرت ولا زالت ثقافة الكفاح الفلسطينية بوصفها هوية ثقافية تدافع عن الوجود الموضوعي، وقد تموضعت كقوة روحية في ظل صراع مستمر حتى الآن، وهذه ظاهرة نادرة في تاريخ البشر، وما يعزز ذلك أن الإسرائيلي الصهيوني وبعد أن شكل دولته وامتلك قوة غاشمة لا يزال بعد أكثر من خمسين عاما يعيش الصراع كما لو انه بدأ من جديد، أي ان سؤال الوجود والمصير لا يزال عنده كمستعمر ولا زال الصراع مستمرا.
ودعا البرقاوي الى ضرورة التمييز بين الثقافة كواقع موضوعي وكخطاب معبر عنه، وبين الآيديولوجيا كمنظومة تعبر عن المصلحة، محذرا من الأطاريح الأيديولوجية كأطروحات الاسلام السياسي التي تمزق الهوية الوطنية الفلسطينية.
كما دعا الى تجديد الخطاب الثقافي الفلسطيني ارتباطا بالواقع والممكن التاريخي الذي يؤسس لممكن جديد باستمرار، مؤكدا على أهمية دور النخبة المنتجة للخطاب الثقافي الكفاحي الذي يخاطب الناس بأبسط الأفكار ولكن بأعمقها.
كما أكد على أهمية دور المجتمع المدني الفلسطيني وضرورة تحوله الى قوة فاعلة في الكفاح ضد الثقافة الصهيونية، ومن أجل مواجهة وافشال صفقة القرن والضم في اطار من عمل جماعي فلسطيني متكامل.
وأكد البرقاوي أن التاريخ ليس الا وعي الحرية لذاتها، وان الأحرار هم من يصنعون التاريخ، وبالتالي علينا كفلسطينيين أن نكافح من أجل انتقال "الأنا" الفلسطينية إلى "ذات" أي الى الفعل الذي يؤكد وجودها الحر.
جاء ذلك في ندوة عبر تطبيق زووم نظمها معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي بالتعاون مع موقع "اليوم الثامن" تحت عنوان "دور الثقافة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن والضم"، أدارها الدكتور نايف جراد مدير المعهد وتولى الأستاذ عبد الله زماري مدير وحدة الاعلام واستطلاع الرأي في المعهد ادارتها التقنية.
وشارك فيها عدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين ومنهم اياد البرغوثي وعبد الرحمن التميمي ووليد سالم ورياض شريم ومحمد اشتية وأحمد زكارنة وفهيمة غنايم وأليف صباغ وياسر عبد الله وحسين رداد وخليل أبو كرش واياد بندر وعامر أبو هنية واحمد عز الدين وجمال العبادي.