رام الله- معا- أصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" تقريره للنصف الاول من العام الجاري 2020 حول أوضاع الحريات الاعلامية في فلسطين، ضمن مشروع "خطوة الى الأمام نحو تعزيز حرية التعبير في فلسطين" الممول من الاتحاد الاوروبي.
وأظهر التقرير أن النصف الاول من العام 2020 شهد انخفاضا في إجمالي عدد الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية مقارنة بما كانت عليه خلال ذات الفترة من العام الذي سبقه، خاصة الانتهاكات الفلسطينية التي انخفضت خلال النصف الاول من 2020 الى نحو 41% مما كانت عليه في النصف الاول من 2019.
وقد رصد مركز مدى خلال النصف الاول من 2020 ما مجموعه 237 انتهاكا، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 125 منها فيما ارتكبت شركة فيسبوك 64 انتهاكا، وارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة وقطاع غزة 47 انتهاكا، علما ان النصف الاول من العام الذي سبقه (2019) كان شهد ما مجموعه 330 انتهاكاً ارتكبتها الجهات الثلاث المذكورة.
وطالت الاعتداءات التي سجلت خلال النصف الاول من العام 2020، ما مجموعه 130 شخصاً، هم 118 صحافياً و 12 صحافية.
وعزا التقرير التراجع الاجمالي في عدد الانتهاكات، إلى ثلاثة اسباب رئيسية وهي: الهبوط الحاد في عدد الانتهاكات الفلسطينية، وحالة الشلل شبه التام التي سادت الاراضي الفلسطينية بسبب الاغلاق الذي فرض ضمن اجراءات مكافحة وباء كورونا، وتوقف مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة التي كانت تشهد في كثير من الاحيان اعتداءات جسيمة ضد وسائل الاعلام والصحافيين من قبل قوات الاحتلال، علما أن معدل وقوع الانتهاكات الاسرائيلية لم يتراجع بل شهد ارتفاعا،ً اذا ما أُخذت فترة الاغلاق بسبب كورونا بعين الاعتبار.
وتظهر مقارنة بين نصفي العامين 2019 و 2020 تغييرات كبيرة في خارطة توزيع هذه الانتهاكات، ابرزها تراجع واضح في الانتهاكات الفلسطينية، قابله صعود نسبي بالانتهاكات الاسرائيلية وانتهاكات فيسبوك، حيث ارتفعت حصة الاحتلال الاسرائيلي من مجمل الانتهاكات المسجلة من 45% في النصف الاول الى 53% في النصف الاول من العام 2020 ، كما وارتفعت انتهاكات فيسبوك مما نسبته 20% لتصبح 27% في حين تراجعت الانتهاكات الفلسطينية من 35% الى 20%.
ويشير التقرير إلى ان معظم الاعتداءات الاسرائيلية وقعت في الضفة (121 منها)، وانها جاءت ضمن 11 نوعا، لكنها تتمحور في جوهرها حول هدف واحد، هو إبعاد وسائل الاعلام عن أماكن الحدث، والتعتيم على ما يجري، وحصر ما يقدم للرأي العام بالرواية الاسرائيلية، لافتا إلى أن الاعتداءات الجسدية بلغت 38 في حين سجلت 47 حادثة منع مباشر للتغطية من قبل قوات الاحتلال.
وبجانب الاحتلال الاسرائيلي فقد واصلت شركة فيسبوك ارتكاب المزيد من الانتهاكات حيث رصد "مدى" في تقريره نصف السنوي إقدام إدارة فيسبوك على إغلاق أو حجب حسابات وصفحات شخصية لـ 64 صحافيا/ة ارتباطا بما ينشروه من محتوى، دون أن يتلقى معظم هؤلاء تفسيراً أو توضيحا حول أسباب ذلك.
وبلغ عدد الانتهاكات الفلسطينية التي سجلت في الشهور الستة الاولى من العام الجاري 47 انتهاكا، وقع القسم الاكبر منها في قطاع غزة (60% منها)، مقابل 40% في الضفة.