الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

السفير طوباسي يزور أحد متاحف جرائم النازية ضد اليونان

نشر بتاريخ: 19/07/2020 ( آخر تحديث: 19/07/2020 الساعة: 10:34 )
السفير طوباسي يزور أحد متاحف جرائم النازية ضد اليونان


أثينا - معا- بمبادرة من سفير دولة فلسطين لدى اليونان مروان طوباسي، تم امس زيارة منطقة ديستمو - اراخوفا- انتيكيرا ، برفقة رئيسي بلديات ايليون نيكوس زينيتوس و بيرَما يانيس لاغوداكيس وآخرين من اعضاء مجالسهم البلدية.

حيث تم هنالك لقاء جمع السفير مع رؤساء البلديات الثلاث بهدف دفع عجلة تفعيل شبكة تضامن البلديات اليونانية مع فلسطين ونقاش اخر المستجدات السياسية بالمنطقة.

وقد اطلع السفير طوباسي الحضور على جرائم الاحتلال لتدمير ما تبقى من فرص للسلام ،ورؤية الاحتلال الممنهجة بدعم الإدارة الأمريكية للقضاء على اية إمكانية لقيام دولة فلسطين المتواصلة وذات السيادة من خلال استمرار تنفيذ المشروع الكولنيالي في فلسطين .

وقد أوضح رؤساء البلديات الثلاث موقفهم الثابت من مساندة ودعم كفاح الشعب الفلسطيني العادل نحو الوصول إلى حقوقه الوطنية، كما اكدوا على مطالبهم المستمرة أمام الحكومة اليونانية بفرض عقوبات على إسرائيل خاصة في ظل تهديداتها بتنفيذ سياسة ضم مناطق محتلة بما يشكل جريمة أخرى تضاف الي جريمة استمرار الاحتلال منذ ٥٣ عاما.

كذلك أكد رؤساء البلديات على ضرورة قيام الحكومة اليونانية بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ٤ حزيران عام ٦٧ سندا لحل الدولتين ، وذلك وفقا لقرار مؤتمر اتحاد بلديات اليونان الذي انعقد قبل عامين في مدينة يوانينا شمال اليونان ، ولقرار إجماع البرلمان اليوناني كذلك.

وقد قام رؤساء البلديات برفقة السفير طوباسي بعد اللقاء بالتوجه سوياً لوضع باقات الورود البيضاء باسم الشعب الفلسطيني وباسم سكان بلداتهم اليونانية وذلك على ضريح شهداء مجازر النازية في تلك المنطقة التي ذَبحَ النازيون خلال ليلة واحدة فيها بشكل بشع ٢٢٨ رجلا وامرأة وطفل ، من السكان اليونان الأرثوذكس.

وبعدها توجه الوفد لزيارة متحف الذاكرة هنالك بالمنطقة ، الذي ما زالوا يحتفظون فية بالعديد من ممتلكات شهداء البلدة، من ملابس ومقتنيات.

وقال السفير طوباسي، "في الضريح الذي يطل من على قمة تلة عالية على اطراف ووسط المدينة يرفرف علم اليونان وهنالك جدار كبير حفرت عليه كافة اسماء الشهداء ، وفي غرفة خاصة هنالك، تقف بوسطها بصمت وخشوع امام ما يحتفظون به من جماجم وبعض رفات عظام شهدائهم في خزانات زجاجية خاصة كتبت عليها الأسماء والأعمار ، لا تملك سوى ان تذرف الدمع على شهدائهم باليونان وشهداؤنا في فلسطين، شهداء الإنسانية وضحايا النازية القديمة والاحتلال العنصري في بلادهم وفي بلادنا".

وتحدث هنالك رئيس بلدية ديستمو اراخوفا يانيس ستاثاس عن بطولات المقاومة باعتزاز كبير رغم الألم و استذكر أيضا بطولات كفاح الشعب الفلسطيني وثورته على مدار عقود ماضية، وقص بطولات لا تملك سوى الشعور أمامها بالشموخ والكرامة عند سماعها ، فتتذكر عندها بطولات مقاومة شعبنا الفلسطيني ، وضحايا وشهداء مجازر ارتكبها الصهاينة في فلسطين أيضا تحت اسم اخر، لكنهم وجهين لعملة واحدة، هي العنصرية والكراهية، كما وصف ذلك السفير طوباسي.

رؤساء البلديات الثلاث الذين تحدثوا بفخر عن انتصاراتهم على الوحش النازي في تلك المنطقة وفي مناطق أخرى مشابهة باليونان، وتَمكُنهم من كنس ذلك الاحتلال البشع الذي دام من سنوات ١٩٤٠ حتى ١٩٤٥، وما رافقه من مجازر واعمال قتل وتدمير راح ضحيتها انذاك ما يقارب ٤٢٠ الف من ابناء الشعب اليوناني ، ادانوا بالوقت ذاته جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ، و اكدوا ان الحق لا بد من أن ينتصر مهما طال الزمن وان اي احتلال دائما الى زوال.

وقال السفير مروان طوباسي في كلمة له أمام الحضور، "يعصف بك هنا شريط الذكريات من الوطن بدقائق، تلخص ٧٢ عاما من المجازر واعمال القتل و التدمير والترحيل من جرائم الحركة الصهيونية ، وتتذكر باعتزاز المئة الف شهيد من شعبنا وصور البطولة والمقاومة في سبيل حريتنا، التي لم تنجز كاملة بعد، أمام صمت المجتمع الدولي وتواطئ بعضه."

مضيفا ،" في هذا المكان تَحلم بالحرية ومحاسبة مجرمين الاحتلال الإسرائيلي ، تحلم بأحلام أطفالنا الذين لا يرغبون سوى بالسلام و بالعيش الحر والكريم كاطفال اليونان".

وقال السفير طوباسي،" تترك المدينة هنالك بعد حفاوة أهلها باستقبال من يُمثل فلسطين، وتشعر بفخر وبعمق المحبة لفلسطين وبالتقدير والتضامن مع مسيرة كفاح شعبنا وبطولاته، وما يعبرون عنه هم أيضا لك من مشاعر وجوب قيام حكومتهم بتقديم الدعم المطلق لقضية فلسطين والاعتراف بدولتنا، وبمحاسبة دولة الاحتلال، وعن شعورهم بالخجل أحيانا أمامنا من جراء السياسات الرسمية، فتتلمس كما دائما ، الفرق والفجوة بين الشعبي والرسمي من مواقف، تلك تعبر عن قيم ومبادئ والأخرى عن مصالح علاقات متشابكة في هذا العالم المتغير ، و تترك المدينة بمشاعر مختلطة، وتودع أهلها بمحبة كبيرة وتترك جزء من قلب فلسطين ينبض هنالك أيضاً كما تنبض حجراته الأخرى في الوطن. "

وقال السفير طوباسي بعد تلك الزيارة ،" ان هنالك أهمية وضرورة لتنفيذ متاحف الذاكرة في فلسطين لتكون شاهداً على جرائم العصر في كل مدينة وقرية ومخيم".

وقد رافق السفير في زيارته كل من السكرتير الأول بالسفارة احمد عثمان وايفغينيا بوتاكيس من مكتب السفير.