الخليل- معا- قال الفنان الفلسطيني سليمان منصور بأن الاحتلال الإسرائيلي منع الفنانين من الرسم بالألوان الأحمر والأبيض والأسود والأخضر باعتبارها ألوان العلم الفلسطيني وأن الاحتلال أعاق الكثير من النشاطات الفنية وأغلق اول "جاليري" للفنون في الأراضي الفلسطينية.
يقول الفنان الفلسطيني سليمان منصور :" ولدت في بيرزيت عام ١٩٤٧، درست ولغاية التوجيهي في مدرسة داخلية في كل من بيت جالا وبيت لحم، بعد حرب ٦٧ التحقت باكاديمية "بتسالئيل" في القدس الغربية ولغاية العام ١٩٧٠و عملت في مجال تدريس الفن في معاهد وجامعات منوعة منذ العام ١٩٧٢ ولغاية ٢٠٠٧.
البداية الفنية
وحول بدايته الفنية يقول منصور :" اعتقد ان البدايات الفنية كانت منذ الطفولة في البيت ومن ثم في المدرسة حيث كان أحد المدرسين الماني الجنسية وفنان قدير حيث اهتم بموهبتي وأمن لي كل الوسائل والمواد لتطوير هذه الموهبة. كما أنه وبصفته مدير القسم الداخلي كان يأخذ الطلاب في رحل مختلفة في فلسطين وكثير منها مشيا على الأقدام في ريف بيت لحم وقد فتح ذلك عيوني على جمال فلسطين وزاد ارتباطي بارضها، هذا بالإضافة إلى بلدتي بيرزيت التي كنت اقضي الإجازات فيها وخاصة الصيفية منها، كل هذه التجارب مع الأرض أكد لدي ومنذ الطفولة حبي لها واستمر هذا الحب وظهر جليا في فني ولغاية يومنا هذا".
التحديات التي تواجه الفنانين
وحول التحديات التي تواجه الفنان ، قال:" على المستوى الشخصي فإن التحديات كانت كما هي لغالبية الفنانين في بداية عملهم الفني وهو المال للعيش وشراء المواد والأدوات والتنقل والدخان، أما على المستوى العام فإن عدم وجود بنية تحتية للفن كان من أهم المشاكل، كما أن الفنانين لم يعرفوا بعضهم بعضا ولم يكن هنالك معارض ونشاطات فنية او اي جسم يجمعهم".
واضاف منصور :"في العام ١٩٧٢ أقام الفنان نبيل عناني معرضا في القدس وجذب هذا المعرض كل الفنانين والمهتمين بالفن ومن خلال هذا المعرض تعرف الفنانون على بعضهم البعض واكتشفنا ان عدد الفنانين يبلغ حوالي ١٨ فنانا في الضفة وغزة، وتوالت الزيارات واللقاءات بعدها ولبعض الوقت حتى عام ١٩٧٤ حيث قررنا تأسيس رابطة الفنانين في الأرض المحتلة. واقمنا اول معرض جماعي للرابطة عام ١٩٧٥ في جمعية الشبان المسيحية في القدس، وانتقل بعد ذلك الى كل من رام الله ونابلس والناصرة وغزة حيث كان الإقبال على المعرض كبيرا. وانتقل المعرض بعد ذلك إلى الأردن ومن ثم إلى لندن في العام ٧٦ وبعد ذلك إلى أمريكا في العام ٧٧، كل هذه المعارض جذبت الاهتمام في فلسطين والعالم إلى وجود حركة فنية تعمل تحت الاحتلال. وانتخب الفنانون في العام ١٩٧٩ اول لجنة لإدارة شؤون الرابطة مؤلفة من سليمان منصور وكامل المغني وعصام بدر، وسرعان ما اصبحنا فرع في الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين ومقره في بيروت في حينه. وبدأت مسيرة الحركة الفنية في الأرض المحتلة والمعارض والندوات والدورات وكانت الفترة الذهبية للرابطة في تلك السنوات الممتدة ما بين ١٩٧٥-١٩٩٠.
العقبات من الاحتلال الإسرائيلي
وتحدث قائلاً حول عقبات الاحتلال، فقال:" كثيرة هي العقبات التي واجهناها من قبل الاحتلال، ففي البداية عام ١٩٧٤ رفضت سلطات الاحتلال منح ترخيص للرابطة للعمل كنقابة للفنانين. ثم صارت تصادر المطبوعات الفنية والبوسترات وتغرم من يبيعها. ومن ثم اقتحام المعارض ومصادرة أعمال فنية كانت تعتبرها تحريضية. وبعد ذلك اغلقت "الجاليري" الوحيد في الأرض المحتلة ومنعتنا في حينه من العرض في اي مكان من الأرض المحتلة من دون موافقة الرقابة العسكرية على المعرض. ومنعتنا في نفس الجلسة من الرسم بالألوان الأحمر والاخضر والأبيض والأسود باعتبار انها الوان العلم. واخيرا اعتقلت الفنان فتحي غبن لمدة ستة أشهر لانه رسم بهذه الألوان. ولدي لائحة لعشرة فنانين دخلوا السجن لفترات متفاوتة من العام ١٩٧٣ ولغاية ١٩٨٩.وهنالك العديد من الممارسات الاقل حدة مثل المنع من السفر والطرد من العمل وغيرها التي كانت تهدف الى خلق أجواء عدم امان وخوف عند الفنان".