قراءة في التصعيد العنيف بالتزامن مع قمة ابو مازن شارون
نشر بتاريخ: 21/06/2005 ( آخر تحديث: 21/06/2005 الساعة: 14:41 )
معا- تقرير اخباري- التساؤل المطروح في الشارع الفلسطيني هو ما الهدف من التصعيد الحالي ومن يقف وراءه, خاصة عشية اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي شارون, ويتوقع المراقبون ان يكون الموضوع الامني المتصاعد على رأس اجندة اللقاء, خاصة وان العمليات العسكرية الفلسطينية ضد اهداف اسرائيلية تصاعدت بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين والتي كان اخرها, القاء القبض على الفتاة الفلسطينية وفاء البس والتي تم تفخيخهابعبوة وتزنرت بحوالي عشرة كيلوغرامات من المتفجرات ويممت وجهها شطر مستشفى سوروكا لتفجيرها, الا ان العملية تم احباطها عند معبر ايريز والغريب في الامر ان المخابرات الاسرائيلية كانت تمتلك معلومات كاملة عن الفتاة وما تنوي القيام به وحسب الرواية الاسرائيلية فان المخابرات الاسرائيلية قامت بابلاغ مالديها من معلومات "كاملة وتفصيلية" للسلطات الامنية الفلسطينية والى ابو مازن شخصيا الا ان هؤلاء لم يقوموا بفعل اي شيء تجاه هذا الموضوع, من جانب اخر شارون من جهته لابد سيثير هذا الموضوع وربما هذا الموضوع "موضوع الأمن" فقط ويتخذ من هذه العمليات ذريعة للقيام بعمليات انتقامية او مختارة للرد على ما يعتبره اختراق وانتهاكات لتفاهمات شرم الشيخ, ابو مازن من جهته لابد سيثير الموضوع الامني لكن بطريقته فالقوات الاسرائيلية تصول وتجول في جميع المدن والقرى والمناطق الفلسطينية سواء تلك التي انسحبت منها او التي تنوي الانسحاب منها او التي لا يوجد لديها نية في الانسحاب منها. المصادر الاسرائيلية اشارت الى ان شارون لن يقبل التبريرات التي قد يسوقها ابو مازن, من ان جميع العمليات او اغلبها تنطلق من مناطق تخضع امنيا للسيطرة الاسرائيلية, واشارت المصادر الى ان شارون لن يقبل باقل من خطة كاملة ومتكاملة في كيفية معالجة الموضوع الامني ومنع الهجمات"الارهابية" وخاصة خلال عملية الانسحاب التي ينوي تنفيذها من غزة, وما بعد ذلك, وفي ظل الاوضاع المتوترة السائدة فانه لا يعتقد ان شارون سوف يستجيب بحال من الاحوال الى مطالب ابو مازن بتسهيل الامور الحياتية اليومية, خاصة بعد العملية التي ارادت وفاء البس تنفيذها, بل ان المصادر اشارت الى ان اسرائيل وبعد تلك العملية سوف تفرض تشديداً اضافياً حتى على تلك التصاريح الممنوحة للفلسطينيين من اجل العلاج خاصة وان ما حدث جعل من الصعب على الاسرائيليين الثقة حتى بمن يدعون المرض او هم فعلاً مرضى.
ابو مازن من جهته سيطلب كما هو متوقع ازالة الحواجز ووقف او تغيير مسار الجدار وكذلك فتح المطار وكل المطالب الفلسطينية المعروفة, لكن يعتقد على نطاق واسع ان العمليات الاخيرة سوف تقف عائقاً حقيقياً اما تنفيذ اي من المطالب الفلسطينية.
المراقبون يعتقدون ان ابو مازن وفي ظل الاحداث الاخيرة سيذهب الى الاجتماع وهو في اضعف احواله فهو سيقف ضعيفا اما طلب شارون من نزع سلاح المقاتلين على سبيل المثال, وامام مطالب شارون بوقف قصف الستوطنات بالصواريخ, الموضوع الوحيد الذي لن يكون فيه تصادم بين كلا الرجلين هو موضوع تنسيق هدم المستوطنات وكيفية ازالة انقاضها. امام كل هذا يتساءل المواطن الفلسطيني الى اين سيقودنا التصعيد الامني ؟ ولماذا هذا التوقيت ؟ ولمصلحة من؟