رام الله- معا- طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.صائب عريقات الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ودول العالم بردع الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في فلسطين المحتلة، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني وممتلكاته وأماكنه المقدسة المسيحية والإسلامية، وبشكل خاص حماية الحرم الإبراهيمي من الاستهداف العدواني الإسرائيلي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من البلدة القديمة في الخليل التي تعد موقعاً تراثياً عالمياً مهدداً بالخطر.
جاء ذلك في رسائل متطابقة وجهها عريقات إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومنظمةالأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"ومجلس حقوق الإنسان، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، شرح فيها خطورة تصاعد الإنتهاكات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، والمشاريع الإستيطانية المتواترة بما فيها المشروع الاستيطاني القاضي بالإستيلاء على أراض تقع أمام وفي محيط الحرم الإبراهيمي تهدف إلى إقامة طريق يمكّن المستوطنين من اقتحام الحرم الإبراهيمي وإنشاء مصعد كهربائي إستيطاني فيه، مؤكداً أن ذلك يأتي كخطوة متقدمة لفرض السيادة الإسرائيلية على الحرم ومحيطه، وتدمير التراث الديني والحضاري والإنساني للشعب الفلسطيني، وقال: "بينماتدرج "اليونيسكو" البلدة القديمة في الخليل بما فيها المسجد الإبراهيمي كموقع تراث عالمي مهدد بالخطر منذ عام 2017، تمنع اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، الجهود الفلسطينية لإتخاذ التدابير اللازمة لترميم الموقع وحمايته، وذلك من أجل إزالته عن قائمة المواقع المهددة بالخطر. إن الانتهاكات الاسرائيلية غير القانونية وأحادية الحانب والتي تستهدف المسجد الإبراهيمي، ذو القيمة الدينية لدى جميع الفلسطينيين والمسلمين في العالمين العربي والإسلامي، تثير المشاعر الدينية ومن ِشأنها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة إن لم يُتخذ إجراء فوري لمواجهتها".
وأضاف: "منذ بداية الإحتلال الإسرائيلي في عام 1967، تواصل قوة الإحتلال محاولاتهالمحو وتدمير الطابع الثقافيوالتراثي والدينيالفلسطيني بشكل ممنهج ومستمر، وتقوم بسرقة القطع الأثرية والثقافية، كان آخرها في 20 تموز 2020 عندما قامت سلطة الإحتلال بسرقة جرن معمودية من محافظة بيت لحم، والتي يعود تاريخها الى العصر البيزنطي، وقد امتدت هذه الممارسات إلى حد إلغاء التقاليد والممارسات الفلسطينية المتجذرة منذ زمن طويل".
وأشار عريقات إلى أن مشروع الاستيطان الاستعماري الاسرائيلي غير القانوني يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، والذي كررته قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بشكل متواصل، آخرها قرار مجلس الامن 2334 لعام 2016، وان التراث الثقافي محمي بموجب القانون الدولي، وإتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح (1954) وبروتوكولاتها، وإتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي (1972)، والإتفاقية بشان الوسائل التي تستخدم لحظر ومنع استيراد ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة (1970)، واتفاقية جنيف الرابعة. عدا عن أنتدمير التراث الثقافي والديني يعتبر جريمة حرب في نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية.
ولفت عريقات إلى أنهفي الوقت الذي يذكرنا فيه انتشار فايروس كورونا بأهمية توحيد الجهود العالمية للحفاظ على الجنس البشري، تواصل اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، محاولتها لمحو الوجود والتراث الثقافي والديني الفلسطيني، وهي بذلك لا تهاجم فلسطين فحسب، بل تهاجم التراث الثقافي الإنساني العالمي التي تعد فلسطين مكوناً أصيلاً منه.