مائة عام على ميلاد وحش الشاشة فريد شوقي

استقبل الوسط الفني والثقافي المصري عام 2020 وفي أجندته حدثًا مهمًا يرتبط باسم كبير في السينما المصرية وهو مئوية وحش الشاشة وملك الترسو الفنان فريد شوقي والمولود في 30 يوليو 1920.

ومع الاحتفال بمئوية ملك الترسو نطرح تساؤلا؛ هل يمكن أن نرى عملا دراميا أو سينمائيا عن حياة الفنان الراحل فريد شوقي؟ ومن يستطيع تحمل مسئولية تقديم عمل فنى عن نجم بحجم وحش الشاشة، خاصة بعد تداول أخبار عن تجسيد خالد الصاوى شخصيته، وتجيب رانيا فريد شوقي على هذه الأخبار في تصريح لها إذ قالت: عندما التقيت بالفنان خالد الصاوي أثناء تصوير مسلسل "خاتم سليمان"، أوضح أن سبب رفضه لتجسيد شخصية والدها هو اعتقاده أنه من الصعب على أي ممثل تجسيد الدور، وأن يكون مقنعا للمشاهد بسبب ارتباط المشاهدين بفريد شوقي حتى وقتنا هذا، وأن تقديم الشخصية تحدٍ كبير ومرعب لأي فنان.

الراحل فريد شوقى تخطت شهرته حدود مصر ووصلت للعواصم الأوروبية وتحديدا تركيا، إذ تصدر "أفيشات" الأفلام التركية فى ستينيات القرن الماضى، وكان الجمهور التركى يحجز مقعده في السينما لمشاهدة وحش الشاشة وذلك فى بطولة أفلام من إنتاج تركى مصري مشترك، وحينها، كان تُصنَع من الفيلم نسختان، إحداها مصرية، والأخرى تركية، تتم فيها دبلجة صوت "وحش الشاشة" باللغة التركية.

كان المخرج اللبنانى من أصول تركية "سيف الدين شوكت" هو صاحب فكرة الخروج إلى تركيا بعد نكسة 1967وتقديم أعمال سينمائية مشتركة تضم ممثلين من العرب والأتراك وكانت البداية من إخراجه فيلم "غرام فى إسطنبول" من بطولة الكوميديان السورى دريد لحام، ونهاد قلعي، إضافة إلى ممثلين من تركيا مثل "سيفدا نور"، و"أورغن غوكنار"، و"لطفي أنجان".

حقق "غرام فى إسطنبول" نجاحا فى تركيا وكان "فريد شوقي" واحد من المتحمسين للمشاركة فى السينما التركية إنتاجا وتمثيلا مستغلا ثقله الفني، وسيرته السينمائية الحاشدة، وفي عام 1968، ظهر ملك الترسو في 6 أفلام تركية دفعة واحدة، وكان مساهما فى إنتاج كثير منها، إضافة إلى اعتماده على السيناريست المصري عبد الحي أديب في تأليفها.

كان أول تلك الأفلام "خمس نساء مثيرات" من بطولة النجم التركي جونيت أركين، والنجمة هوليا دارجان. وظهر فيه ممثلا مساعدا. والثاني فيلم "البحث عن عريس". أما الفيلم الثالث وهو الأهم، فهو فيلم "جميلة"، والذي عرب عنوانه إلى "عثمان الجبار"، وشارك فريد شوقى فى بطولته مع النجم التركي مراد سويدان والنجمة التركية الأهم في ذلك الوقت "هوليا كوتشيت".

حقق فيلم "عثمان الجبار" نجاحا غير مسبوق فى دور العرض التركية. وذاعت شهرة فريد شوقى تحديدا بين الأتراك بسبب ذلك الفيلم، نتيجة لإعجابهم بقدراته التمثيلية كنجم "أكشن" وبلغ نجاح وحش الشاشة بسبب "عثمان الجبار" أن حصل عن دوره في الفيلم، على جائزة البرتقالة الذهبية كأفضل ممثل مساعد في مهرجان أنطاليا السينمائي العام 1969. ليكون أول ممثل أجنبي يحصد الجائزة في المهرجان الأهم بــتركيا.

وظل فريد شوقي يقدم الأفلام التركية لأكثر من 10 سنوات ونالت شهرة وانتشاراً واسعاً في تركيا، تعادل مثيلتها في العالم العربي.