الكاتب: السفير منجد صالح
أرى خياما خضراء تُظلّلها أوراق الدوالي
على طول مدّ البصر
من الوادي إلى سفوح الجبال لأعلى الأعالي
جميلة بديعة تُبهرني، تسحرني
تزيدني فرحا وطربا، فأغني لها موّالي
أمدّ يدي ألتقط قطفا ناضجا مُتورّدا
أتذوّق عسل حبّاته في الصيف اللاهب والليالي
غزير العصارة، تلسعني حلاوته
فأصدحُ، بحب جبال الخليل، أحلى وأجمل الأغاني
*****
يا عنبا لا يُشبه غيره من العنب
حلو المذاق نضر كالبلّور
اشكال واحجام وألوان وأنواع من كل مشرب
تدلّل يا فتى وانتقي من العنب بُحور
زيني وبلّوطي وحلواني ودابوقي وجندلي والشامي احسب
وأنواع أخرى ترعرعت على مرّ العصور
تخالها لآلئ تُزين سقف الخيام الخضراء ولا عجب
تُغازل النجوم في مخادعها وبدر البدور
فالقمر يسطع من عرين الأعالي،
والثريّات تُناجيه بنورها من تحت الدلب
*****
وطني ما أبهى ثرى جبالك الشامخة الغرّاء
خصب تربة غورك الكحيلة الحنطية السمراء
تُخرج دُررا من الموز والنخيل وحمضيّات الأمراء
يُناجيها بحر عطر بيّارات الساحل "مدبوزة" بالبهاء
تُظللها سماء "درب التبّانات" بديعة النجوم والصفاء
*****
هضاب "سلفيت" شمالا مُطرّزة بروائع التين والزيتون
زيتها بكر، لذيذ المذاق،
يُسرج منه قناديل شجر الزيزفون
صيت "طعمه" اخترق الحدود،
يَضاهي في قدره خزائن مال "قارون"
يفتن بنقائه صفوف العرب والعجم،
وكلّ من دبّ على وجه البسيطة، وهم سائرون
*****
عنبي يا فخر الآباء والأجداد،
والأبناء من صُلبهم ينحدرون
لمسات أيادي الأمهات والجدّات النساء الماهرات
تصنعُ جواهر من الدبس والملبن وزبيب الحارات
أصنافا شهية على موائد الود والتراحم هات
لضيوف خليل الرحمن ببصمة أصابع الماجدات.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني