غزة- معا- كشفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي تفاصيل عملية أمنية نوعية في اطار ما اسمته العمليات الامنية المعقدة.
وكشف الوثاقي الذي عرضته قناة الميادين الى سعى "سرايا القدس" إلى اختراق منظومة التجنيد وإدارة العملاء داخل أروقة جهاز الشاباك الاسرائيلي، ولتحقيق ذلك، تمّت إدارة عملية تجنيد لمُجاهدين من سرايا القدس على فتراتٍ زمنيةٍ مُتباعدَة، مع عددٍ من الضباط المُجنّدين والمُشغلّين.
ويميط الوثائقي اللِثام عن مراحل اتصال بين ضبّاط إسرائيليين ومُجنّدين تمَّت إدارتها ومُتابعتها بدقّة من قِبَل جهاز أمن سرايا القدس، وكانت الاستفادة من هكذا عمليات تتمّ عبر تحديد العديد من الثغرات الأمنية في عمليات التجنيد من قِبَل ضباط الشباك لمدّة 4 سنوات، تواصل أحد المُجنّدين مع ضبّاط المخابرات الإسرائيلية، بإِشراف وإدارة جهاز أمن سرايا القدس. المُجنّد أبلغ فور تجنيده أمن السرايا، وأوَعزوا له بالإبقاء على هذا التواصُل.
و يكشف الوثائقي عن كيفيّة التواصل وطريقة التفكير التي تتّبعها سلطات الاحتلال أثناء تجنيد عملائها، وكيف توهِمهم بأنها مُهتمّة لأمرهم، "كيف حالك"، "انشالله مبسوط؟ أكيد؟"، مع التأكيد أكثر من مرة في كل اتصال على أن المُجنّد بخير ولا داعي للخوف والهَلَع، وطمأنته أنه حتى بعد دخوله السياج، لن يظنّ أحد من الجنود أنه "مُخرِّب" وبالتالي لن يتمّ إطلاق النار عليه.
وكشف أحد المُجنّدين في الوثائقي كيف كان يوصيه ضابط المخابرات بالالتزام والصلاة على الموعد، وعدم تدخين السجائر في المسجد، والتحلّي بالأخلاق الكريمة خصوصاً أمام عناصر سرايا القدس. وأكثر من ذلك، كان الضابط الإسرائيلي يقطع الاتصال مع المُجنّد ويطلب منه أداء الصلاة في وقتها.
ويشرح وثائقي "بيت العنكبوت" كيف استطاع المُجنّد إيهام الضابط الإسرائيلي أنه يعمل لصالحه، وأنه يُعطيه إحداثيات صحيحة، وكيف استطاع تضليله، ويتحدّث عن محاولة ضباط الاستخبارات الإسرائيلية إرسال أسلحة إلى سرايا القدس، وإصرارهم على إدخال عتاد عسكري إلى قطاع غزَّة، ويكشف عن أسباب موافقة السرايا، وكيف انتهت القصة.
وحضَّر مجاهدو سرايا القدس في نهاية الوثائقي مُفاجأة غير سارّة للاحتلال، وانتهت العملية بإلقاء القبض على عميلٍ حقيقي، في تأكيدٍ جديدٍ على قُدرة جهاز أمن "سرايا القدس" على اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية وتسجيل نجاحات كبيرة في تضليل عناصر "الشاباك" الذين يعملون ليل نهار لاستهداف المقاومة الفلسطينية.