رام الله- معا- ناقش مجموعة من الشباب الفلسطيني التحديات التي واجهت الشباب في مختلف التجمعات أثناء جائحة كورونا، واقترحوا حلولًا من شأنها مواجهة تحديات الدور وتفعيل المشاركة الشبابية في مواجهة الجائحة. كما تطرقوا إلى السياسات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية في مواجهة الجائحة من منظور شبابي.
وانتخب الشباب لجنة مصغرة لصياغة ورقة شبابية تتضمن رؤية الشباب الفلسطينيحول سبل تعزيز دورهم، وتفعيل سياسات مواجهة الجائحة على المستوى الوطني.
جاء ذلك خلال أعمال المخيم المعرفي الشبابي الأول 2020 بعنوان "الشباب الفلسطيني وكورونا .. التحديات والفرص"، الذي نظّمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، ضمن برنامج تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية للشباب الفلسطيني، الذي ينفذه المركز بالشراكة مع مؤسسة آكشن إيد – فلسطين، بمشاركة 66 شابًا وشابة من الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات لبنان، في فندق المتحف بغزة، وعبر تقنية زووم مع الضفة ومخيمات لبنان.
وهدف المخيم إلى خلق مساحة من النقاش والتفاكر بين الشباب الفلسطيني حول ما الذي يمكن أن يقدموه خلال أزمة كورونا في أماكن وجود الشعب الفلسطيني على اختلاف ظروفها، وإلى المساهمة في رفع الوعي الشبابي بأهمية العمل الوطني الشبابي المشترك، وتسليط الضوء على التحديات التي واجهت الشباب أثناء جائحة كورونا، إضافة إلى مشاركة الشباب في وضع حلول من شأنها مواجهة تحديات الدور وتفعيل مشاركتهم، واقتراح سياسات لتفعيل مشاركتهم في مواجهة الجائحة، فضلًا عن الخروج بورقة شبابية لتعزيز دور الشباب، وتفعيل سياسات مواجهة الجائحة على المستوى الوطني.
كما شكل المخيم نقطة تواصل بين الشباب الفلسطيني من تجمعات مختلفة، للتشبيك فيما بينهم، وبناء وتطوير مبادرات وفعاليات وتنفيذها، تستهدف كافة القطاعات، بما يشكل رافعة للعمل الشبابي في إطاره الوطني.
انعقد المخيم على مدار يومين، حيث افتتح هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، المخيم بكلمة ترحيبية، ومن ثم عرض سلطان ياسين، عضو مجلس أمناء المركز، الهدف من المخيم، في حين تناول عماد أبو رحمة، المستشار في المركز، منهجية المخيم.
وفي اليوم الأول، قدم أبو رحمة، عرضًا حول إستراتيجيات مواجهة الجائحة ودور الشباب، في حين قدم عبد المنعم صالح، المستشار في المركز، عرضًا حول عناصر التواصل الإستراتيجي في التأثير ورسائل التغيير.
وتوزع الشباب على مجموعات ناقشوا من خلالها التحديات التي واجهت الشباب أثناء جائحة كورونا في مختلف التجمعات، والحلول المقترحة لمواجهتها.
وفي اليوم الثاني،قدم ياسين عرضًا حول سياسات مواجهة الجائحة، وتوزع الشباب إلى مجموعات أيضًا ناقشوا من خلالها السياسات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية في مواجهة الجائحة من منظور شبابي.
وتخلل عقد المخيم المعرفي تنفيذ عدد من الأنشطة التثقيفية والترفيهية، التي أشرف عليها كل من عبد الفتاح شحادة ومحمود البربار، من فريق مركز مسارات.
وفِي نهاية فعاليات المخيم، انتخب الشباب المشارك لجنة صياغة من 6 أعضاء ممثلين للتجمعات المختلفة، حيث ستكون مهمة اللجنة صياغة الورقة الشبابية التي ستعرض رؤى الشباب الفلسطيني فيما يتعلق ومواجهة جائحة كورونا، وبشكل خاص دور الشباب، حيث سيتم عرض الورقة في مؤتمر رؤى شبابية 2020 الذي سينظم في كانون الأول/ديسمبر 2020، في إطار برنامج تعزيز المشاركة المدنية والديمقراطية للشباب الفلسطيني.
وأشاد الشباب بالمخيم وجهود مركز مسارات في الاهتمام بالشباب وتعزيز دورهم، وإعطاء مساحة للحوار من خلال البرامج التدريبية والمخيمات المعرفية، حيث أشاروا إلى أن المخيم كان تجربة مفيدة وغنية، لا سيما أنها أتاحت الفرصة للشباب للمشاركة في وضع السياسات، وعززت التواصل بين الشباب الفلسطيني من تجمعات مختلفة، إلى جانب ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز العمل التطوعي.
وأشار البعض إلى أهمية المخيم في تسليط الضوء على التحديات التي واجهت الشباب أثناء كورونا، وتعميق معارف الشباب بالسياسات العامة في جميع القطاعات، الأمر الذي يساعدهم في استخدام هذه المعارف وتوظيفها بشكل إيجابي بما يخدم شعبنا بكل قطاعاته وفئاته وشرائحه، وبما يسهم في تحقيق الاستقلال والتنمية الوطنية الشاملة.
وأبدى الشباب إعجابهم بالتعرف إلى مشاركين من تجمعات مختلفة، حيث تواصلوا رغم جميع الحواجز والمعيقات، كما أوضحوا أن المخيم ساهم في تعزيز علاقاتهم ببعض كأبناء شعب واحد رغمًا عن التشتت، حيث تبقى القضية الفلسطينية هي القاسم المشترك الذي يوحد الجميع.