بيت لحم- معا- تشهد سماء فلسطين الليلة وغداً، حدثًا فلكًا مثيرًا ، حيث تشاهد شهب "البرشاويات"، وهي من أكثر الزخات الشهابية كثافة خلال العام.
و بحسب الراصد الجوي لمعا داود طروة، يمكن مشاهدة 40-50 شهاب في الساعة الواحدة في المعدل في حال الرصد من مكان مظلم بعيداً عن التجمعات السكنية والطرق، حيث سيكون القمر أرق وأقل سطوعًا من الأيام الماضية، ويمكن رصد الشهب خلال ساعات المساء وساعات الفجر، ولكن ساعات المساء سيكون عدد الشهب متواضعاً مقارنة بساعات الفجر، ومع ذلك فإن ساعات المساء تعتبر أفضل لرصد كرات نارية مقارنة بساعات الفجر.
وشهب البرشاويات يبدأ رصدها من يوم التاسع من آب وحتى الرابع عشر منه، اما ساعة الذروة حيث تصل قمة نشاطها فتكون فجر يوم 12 أو 13 من شهر آب من كل عام.
ويعتبر المذنب (سويفت- توتل) هو مصدر شهب البرشاويات، حيث اكتشف الفلكيون أن المذنب سويفت - توتل يترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها كل 130 سنة تقريبًا، وأن الأرض تعبر هذا النهر الغباري يوم 112 أو 13 آب من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة برشاوس.
و المذنبات المصدر الوحيد للشهب حيث تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء، وعندما تمر الأرض من ذرات الغبار التي تركتها المذنبات تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا وتسمى زخات الشهب من جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء.
والشهب meteors التي تسمى عند الشعوب والعامة shooting stars عبارة عن ذرات تراب مجهرية أي صغيرة جدا، وتسبح هذه الذرات الترابية في الفضاء بين الكواكب السيارة وهي ناتجة عن مخلفات المذنبات التي تتركها في الفضاء، وتزداد الذرات الترابية في مناطق معينة من الفضاء تسمى "أسراب الشهب"، وعندما تمر الأرض من هذا السرب تظهر الشهب بشكل مميز.
وعندما تقترب الذرات الترابية من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى 70 كلم/الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فان ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ.