الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجلي: السلام الاماراتي الاسرائيلي شكّل زلزالًا سياسيًا سيكون له توابعه على قضيتنا

نشر بتاريخ: 16/08/2020 ( آخر تحديث: 16/08/2020 الساعة: 13:55 )
مجلي: السلام الاماراتي الاسرائيلي شكّل زلزالًا سياسيًا سيكون له توابعه على قضيتنا

رام الله- معا- أكد رئيس المجلس الفلسطيني الاقتصادي العالمي د. عدنان مجلي، أن اتفاقية السلام الإماراتية- الإسرائيلية ليست حدثا عاديا، واصفًا إياها بالـزلزال السياسي، الذي سيكون له توابعه الكبيرة على القضية الفلسطينية.

وقال مجلي خلال بيان صحفي له وصلنا نسخة عنه إن الاتفاقية تشكّل تحولا تاريخيا ينقل المنطقة إلى واقع سياسي جديد. واقع تبنى فيه التحالفات على أساس المصالح وليس على أساس الخطوط الحمراء القديمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وشدد "مجلي" على أن هناك جيل جديد من القادة في منطقة الخليج، ليس مرتبطا بالقدس والقضية الفلسطينية، مثلما كان جيل الآباء والأجداد، جيل لدية أولوياته، لذلك رأينا ما ذهبت إليه الإمارات، وما ذهب إليه غيرها، من تحالف وتعاون سري مع إسرائيل، ظهر أخيرا إلى العلن، من أجل مصالحهم السياسية مثل مواجهة النفوذ الإيراني والتركي المتزايد في المنطقة، دون أي اعتبار للقضية الفلسطينية ".

وتابع: " هناك قوى إقليمية كبرى تتنازع النفوذ في المنطقة، و هناك مشاريع كبرى لهذه الدول الإقليمية الكبيرة، والغائب الوحيد هو المشروع العربي".

وتابع" لقد تركت الخطوة الإماراتية، وما سيتبعها من اتجاه المزيد من الدول العربية إلى إقامة علاقات مماثلة مع إسرائيل، تركت الفلسطينيين وحيدين تماما ".

وأوضح مجلي، أن شعبنا أقام رهانا كبيرا، منذ عهد الزعيم الراحل الخالد ياسر عرفات، على مبدأ الأرض مقابل السلام التطبيع العربي الكامل مقابل الانسحاب الكامل إسرائيل تحصل على السلام والأمن والتطبيع وتبقي على احتلالها للأرض الفلسطينية واليوم خسر الفلسطينيون هذه الورقة الهامة، وربحها نتانياهو الذي يخاطب شعبه قائلا: لقد قلت لكم إن السلام والتطبيع مع العرب لن يكون ثمنه الأرض موضحًا أن هذا التحول يتركنا لوحدنا في الميدان، ويحتم علينا الاعتماد على أنفسنا ".

ودعا مجلي :" الرئيس محمود عباس إلى القيام بانعطافة داخلية وخارجية فورية لمواجهة هذا التحول انعطافة داخلية، من خلال توحيد قوى شعبنا، وجمع عناصر قوته، وأولها بناء مؤسساته الديمقراطية، وتوحيد كل القوى في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، وإشراك الشباب والكفاءات في المؤسسات الوطنية، وإعادة إحياء المجلس التشريعي والمجلس الوطني وجعل الشباب الفلسطيني يأخذون زمام المبادرة والقيادة أما الانعطافة الخارجية، فمن خلال إعادة بث الروح في العلاقات الفلسطينية العربية ".

واستطرد: " لقد توقفنا منذ زمن عن زيارة الدول العربية، وعقد اللقاءات التشاورية مع القادة العرب. إن العلاقات الشخصية هامة جدا في صنع السياسات في المنطقة العربية، وعلينا تعزيز علاقاتنا مع قادة المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والسودان وكل دول المنطقة ".

وختم مجلي حديثه، بالقول: " علينا بذل جهود لإحياء الدعم الشعبي العربي، وهذا لن يأتي إلا إذا قدمنا للجماهير العربية نموذجا لنظام سياسي يطمح له الإنسان العربي، نظام يقوم على الديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وبدون ذلك فان إسرائيل ستدخل إلى قلب العالم العربي، وستفقدنا عمقنا العربي، وتفرض علينا الحلول التي تريد ".

جدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي والإمارات العربية المتحدة كانا قد توصلا لاتفاق تطبيعي في ظل الرفض الفلسطيني والعربي لخطة الضم الإسرائيلية لجزء من الضفة الغربية، ليشكل هذا الاتفاق بين إسرائيل والإمارات صدمة للشارع الفلسطيني.