الشعبية: المصالح الامريكية والاماراتية في المنطقة أهدافاً مشروعة للمقاومة

غزة- معا- قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن السلوك الخياني لمحمد بن زايد لم يكن مفاجئاً للشعب الفلسطيني ولا لقوى المقاومة ولا للعروبيين الممسكين بهويتهم وفكرهم القومي، بل جاء تعبيراً مكثفاً عن طبيعة هذه الأنظمة ودورها الوظيفي الذي مارسته لسنوات طوال سراً واتخذت من الضعف والانقسام الفلسطيني منصةً للإعلان عن خياناتها .

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عضو اللجنة المركزية للجبهة محمود الراس في وقفة جماهيرية حاشدة نُظمت أمام المسجد الكبير – مقابل القلعة بمحافظة خان يونس، بمشاركة واسعة من جماهير وقوى وفعاليات شعبنا الوطنية والمجتمعية في المحافظة، تقدمهم قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة الشعبية.

ورُفعت في الوقفة أعلام فلسطين ورايات الجبهة والمقاومة وشعارات باللغتين العربية والانجليزية منددة بهذا الاتفاق الخياني، وبالتطبيع، ومؤكدة بأن صفقة الإمارات خيانة للشعب الفلسطيني وأن فلسطين ليست للبيع، وان هذا الاتفاق تساوق مع صفقة القرن، ولا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض، والأنظمة الرجعية العربية أعداء فلسطين، وصفقة الامارات واسرائيل هي وحدة بين الصهيونية والدول الرجعية وتسقط مشاريع السلام وفي المقدمة منها اتفاقية أوسلو .

وتابع الراس في كلمته مؤكداً بأن هذه الأنظمة ناصبت العداء لشعوبها كما لثورتنا الفلسطينية وانتدبها البريطاني ووريثه الأمريكي لضرب العقيدة والهوية القومية العربية والاجهاز على كل ما يُوحد الأمة من قضايا مركزية ومصيرية، وعملت كحراس للأمن الصهيوني وضمان وجود كيانه المسخ، مشدداً على أن هذا السلوك سيزيد شعبنا قوة في مواجهة المعسكر الامبريالي الصهيوني الرجعي، وسيبقى لشعبنا فصل الخطاب.

واستدرك قائلاً " لو تحالفت كل قوى الشر والعدوان بالعالم وخرج كل الخونة والمطبعين من جحورهم لن يكسروا إرادة شعبنا المتشبث بمفتاح العودة والتحرير وبرفع العلم الفلسطيني على أسوار القدس ومآذنها وكنائسها وكل بقعة عزيزة ومقدسة علينا".

ووجه الراس في كلمته رسالة للاحتلال قائلاً لهم " أنتم وقعتم اتفاق سلام مع السادات منذ أكثر من نصف قرن دعوا سفيركم يخرج من معسكره ويترجل في شوارع القاهرة وستجدون الجواب وستعلمون أن كل اتفاقاتكم وصكوك الاستسلام التي انتزعتموها من خونة لم ولن تستطيع من كسر إرادة المقاومة لدى شعوبنا العربية".

كما وجه رسالة إلى شعبنا، مؤكداً لهم بأنه آن الأوان لوقفة عز... وقفة كرامة.. لإغلاق بوابة الولوج أمام كل الخونة والمرتزقة التي وجدت بالاعتراف الفلسطيني بالكيان دولة تصريحاً لخياناتهم، وآن أوان مغادرة اتفاقات أوسلو مرة وللأبد حتى لا يستخدمه هؤلاء للتدليس على العقل العربي، وآن الأوان أن ننهي الانقسام، واستعادة الوحدة على أسس وطنية مقاومة للاحتلال ضامنة للشراكة الوطنية لإغلاق بوابة الجحيم التي اتخذها الخونة منصة للإعلان عن خياناتهم، ورأس جر لتعدياتهم وعدوانهم على شعبنا.

ودعا لضرورة تطهير غزة المقاومة والشموخ والعروبة من كل اسم يلوث الوعي للفلسطيني بأسماء الخونة واستبدالها بأسماء للمقاومة وهذا للبلديات وسلطات الحكم المحلي، مطالباً بلدية خان يونس بالبدء فوراً بإجراءات إدارية وتنظيمية وقانونية كفيلة باستبدال اسم الحي الاماراتي بحي شهداء ثورة ظفار انتصاراً للفكر القومي العربي الذي أدرك طبيعة هذه الأنظمة وحمل السلاح لتحرير الخليج العربي من الاحتلال منذ أن سطت هذه الأنظمة على الحكم والسلطةـ، وداعياً ايضاً بلدية جباليا لاستبدال اسم الأبراج التي تحمل اسم الخائن بن زايد بأبراج الشهيد قاسم سليماني.

كما دعا الُكتاّب والفنانين والمثقفين والصحفيين العرب والفلسطينيين لمقاطعة مهرجانات وفعاليات والقنوات الإماراتية وخصوصاً تلك المرعية من أسرة بن زايد وبن سلمان، مثمناً من قاطع ورفض جوائزهم منذ الإعلان عن صك الاستسلام الخياني.

ودعا الجاليات الفلسطينية والعربية وكل المقاومين للتطبيع ودعاة المقاطعة عرب ومتضامنين أجانب لاعتبار يوم توقيع صك الاستسلام يوماً للغضب أمام السفارات الإماراتية حول العالم، مبرقاً بتحية الفخر والاعتزاز والشراكة لثوار اليمن ومقاومي العراق وكل إماراتي معارض ومقاوم لنظام بن زايد، داعياً لاعتبار مصالح بن زايد وأسرته والمصالح الأمريكية أهدافاً مشروعة للغضب والمقاومة العربية في كل مكان.

وختم كلمته قائلاً:" من أمام الجندي المجهول بخان يونس حيث أضرحة الشهداء العرب الذين ارتقوا دفاعاً عن عروبتهم، وصنعوا الوعي العربي الجمعي من شارع جمال عبد الناصر الممسك بالعروبة والقومية فكراً وهويةً، نؤكد بأننا نقف اليوم دفاعاً عن الإمارات شعباً ودولة أمام محاولات احتلالها صهيونياً تلك المحاولات التي وجدت بخيانة بن زايد جسراً وبوابة لامتلاك الإمارة وتحويلها منصة للاحتلال على شعوب المنطقة".

من جهته، ألقى القيادي في حركة المبادرة الوطنية الأستاذ إسماعيل أبو جزر كلمة القوى الوطنية والإسلامية قال فيها: " نقف اليوم أمام طعنة كبيرة لنضالات شعبنا الفلسطيني، وقد أقدمت الامارات عبر إبرامها لاتفاق مشؤوم أعلنه الأرعن ترامب بتطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال في وقت نحن وقضتينا الوطنية بحاجة ماسة للدعم والإسناد لإجهاض مخططات الاحتلال التصفوية".

واعتبر أن هذا الاعلان المشؤوم ما هو إلا تطبيق فعلي لما يُسمى صفقة القرن، وأنه لمن العار أن تبرم الإمارات علاقات مع من تلطخت أياديهم بدماء أطفالنا ونسائنا ورجالنا.

وأوضح بأن هذا الاتفاق المرفوض يأتي في غمرة ما يطالب به شعبنا لمقاطعة الاحتلال وفرض العزلة على أركانه وسحب جنرالاته المجرمين للمحاكم الدولية، وأمام هذا الإعلان لهذا الاتفاق اللعين فإن الامر يتطلب مطالباً الجميع باستجماع طاقاته وتوحيدها لمواجهة المقامرين بقضيتنا الممهورة بالتضحيات الجسام.

واعتبر أن ما جاء به " الاتفاق الثلاثي الطبيعي" المشؤوم ما هو إلا مقامرة علنية وطعن في الخاصرة بالوجه المكشوف يتطلب الاسراع باتخاذ قرارات سياسية مسؤولة مقرونة بخطوات عملية وليس التعامل مع هذه الطعنة المسمومة برد الفعل السجالي المقيت عبر سد ثغرة الانقسام وتحقيق وحدتنا الوطنية واعادة الاعتبار للاعتماد على ذاتنا في ظل التخاذل والتواطؤ والتساوق مع مخططات الاحتلال.

كما دعا المخلصين أصحاب الضمائر الحية في الامارات وفي مختلف الاقطار العربية خاصة المنضوين للأحزاب القومية والوطنية لرفض التطبيع المذل ومجابهته ومنع تمريره، وداعياً هذه القوى والاحزاب أن تأخذ دورها للتصدي لهذه الآفة الخطيرة وأن تأخذ زمام المبادرة إزاء دعم وإسناد قضيتنا قضية التحرر والدفاع عن القدس.

وفي ختام الوقفة الحاشدة أحرق الرفاق صور لولي عهد أبو ظبي المجرم الخائن محمد بن زايد عراب الاتفاق المشؤوم وحرق صور ملوك وأمراء الخليج رموز التطبيع والعلاقات الخيانية مع الاحتلال، وحرق صور الرئيس الأمريكي الأحمق دونالد ترامب، ورئيس وزراء العدو المجرم " نتنياهو".