رام الله - معا- أكد الرئيس محمود عباس أن الشعب الفلسطيني يقف صفا واحدا وموقفا واحدا ضد المؤامرة وضد كل من يريد أن يعتدي على قضيتنا.
جاء ذلك أثناء ترؤس الرئيس لاجتماع القيادة الفلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمناء العامين للفصائل، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وممثلين عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية القيادة العامة، والصاعقة، وممثلين عن الشخصيات الوطنية المستقلة، ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، وعدد من مستشاري الرئيس، والوزراء، وقادة الأجهزة الأمنية.
وقال الرئيس" إننا نعتبر الاتفاق الثلاثي الإماراتي- الإسرائيلي- الأميركي الذي صدر مؤخرًا طعنة في الظهر ونحن نرفضه رفضًا قاطعًا، وقلنا هذا علنا وسرًا، ونؤكد مرة أخرى أن موقفنا من هذا الاتفاق سينسحب على أية دولة تقوم بهذا العمل من الدول العربية أو الدول الإسلامية أيا كانت".
وأضاف" الرئيس أن العالم كله مع حل سياسي للقضية الفلسطينية قائم على الشرعية الدولية ونحن لسنا قلقين مما يجري هنا أو هناك من ترهات".
وتابع: نريد ان نقول لكل من يريد أن يتحدث نيابة عنا، أنت لست مسؤولا عن القضية الفلسطينية، نحن فقط الفلسطينيون هنا الذين نتكلم باسم القضية الفلسطينية ونتحدث باسم القضية الفلسطينية.
وقال : صحيح أن القضية الفلسطينية قضية عربية وإسلامية، وأنتم عليكم أن تساعدونا وأن تقفوا إلى جانبنا، لا أن تحلوا محلنا، لا أحد يستطيع أن يحل محلنا.
وفيما يلي كلمة سيادته خلال ترؤسه اجتماع القيادة:
نشكركم على حضوركم لهذا الاجتماع القيادي الهام لنناقش به آخر التطورات التي تمر علينا هذه الأيام.
بالبداية أرحب بأخوتنا في حماس والجهاد والقيادة العامة والصاعقة الذين يحضرون اليوم، وهذا يدل على أن الشعب الفلسطيني وحدة واحدة ضد المؤامرة، بصرف النظر عن كل الاختلافات التي بيننا، ولكننا عند الشدائد نقف صفا واحدا وموقفا واحدا ضد كل من يريد أن يعتدي على قضيتنا.
منذ أن أعلنت أميركا صفقة القرن إلى هذه الأيام وقف العالم كله معنا، وأيدنا بأن صفقة القرن منافية للشرعية الدولية وهي قرار أحادي، وبالتالي لم يقبلوا بها، من أوروبا لكندا لآسيا لليابان وغيرها، وكذلك رفضت دول العالم ما أطلقوا عليه قضية الضم، وقالوا حتى هذا غير شرعي وغير قانوني، إضافة إلى ذلك قال العالم كله نحن مع حل سياسي للقضية الفلسطينية- الإسرائيلية قائم على الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وقائم على الاتفاقات الموقعة بين الأطراف المعنية، ولا يتم الحل إلا من خلال المفاوضات التي ترعاها الرباعية الدولية، ودون ذلك لا يمكن أن يكون هناك حل، هذا هو الموقف العالمي ليومنا هذا، وبالتالي نحن لسنا قلقين مما يجري هنا أو هناك من ترهات، وخاصة الأيام الأخيرة عندما أعلن عن اتفاق ثلاثي بين الإمارات وبين إسرائيل وأميركا، وهو قائم على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، هذا هو أصل الاتفاق وهذا هو المقصد في هذا الموضوع بالذات، ثم ألحقت بكلمة تجميد الضم، وحاولوا أن يوهموا الآخرين، يوهموا العالم، بأن الإمارات جاءت لنا بإنجاز عظيم هو رفض الضم وكأن القضية الفلسطينية فقط هي مسألة الضم، تنكروا لكل شيء، لحقوق الشعب الفلسطيني، للدولة الفلسطينية، لرؤية الدولتين، للقدس الشريف التي ضمت وأعلن ضمها، تنكروا لكل هذا وقالوا نحن جئنا لكم بوقف الضم فأفرحوا أيها الفلسطينيون. هذا خداع وهذا أمر مرفوض كل الرفض وهذا نعتبره طعنة في ظهر القضية الفلسطينية.
وقف الضم لم يأت من هنا، العالم كله يرفض الضم، بماذا جئتم؟ ما هو الجديد الذي جاء؟
إذًا فإلى ذلك أقول إن التطبيع مسألة عربية متفق عليها من جميع العرب والمسلمين، متفق عليها منذ عام 2002 بما سمي المبادرة العربية للسلام التي تقول إنه يمكن للعرب أن يطبعوا العلاقات مع إسرائيل بعد أن تحل القضية الفلسطينية. إذا هذه المسألة، مسألة غير مشروعة وغير مقبولة وعلى الناس أن يتذكروا أن هناك مبادرة وقعوا عليها في قمة بيروت وفي كل القمم التي جاءت بعدها، بما فيها القمم الإسلامية التي أيدت هذا المشروع، واتفق الجميع على أنه لا يجوز التطبيع إلا بعد حل القضية الفلسطينية.
أين هي المبادرة العربية يا أشقائنا العرب؟
إن كنتم لا زلتم تتذكرون أن هناك مبادرة عربية. إذًا المسألة كلها خداع بصراحة. إذا أردتم أن تنفردوا بقرار فقولوا نريد أن ننفرد بقرار يقول كذا وكذا، أما أن تتحدث أو تبرر وتأتي بحجج وتأتي بذرائع بأننا جئنا بنصر للفلسطينيين وهو مسألة الضم، هذه خدعة وأكذوبة كبيرة ومع ذلك في اليوم الذي قالوا فيه نحن أوقفنا الضم، خرج نتنياهو وقال لا يوجد شيء اسمه وقف الضم، أنا سأضم وأفرض سيادتي على كل الأراضي التي تم الاتفاق عليها وهي كل المستوطنات والقدس، القدس انتهت وضمت، أصبحت منسية وأصبحت بعيدة عن الذاكرة العربية والإسلامية.
إذا ماذا حصل، نحن نقول هذا المشروع الذي صدر مؤخرًا نعتبره طعنة في الظهر ونحن نرفضه رفضًا قاطعًا. وبالمناسبة، قلنا هذا علنا وسرًا، ونؤكد مرة أخرى أن موقفنا من هذا الاتفاق الثلاثي سينسحب على أية دولة تقوم بهذا العمل من الدول العربية أو الدول الإسلامية أيا كانت، لأن هناك بعض الدول بدأت تتحرك في السر وفي العلن وتتحدث بطريقة أو بأخرى: بأنه ما المانع، لا بد أن نفعل شيئـًا. كلا. هذا مرفوض ونحن الفلسطينيون سنبقى نرفض هذا رفضًا قاطعًا أيا كانت الدولة التي ستقوم بهذا العمل. عليكم احترام القرارات التي وقعتم عليها والشرعية الدولية التي وافقتم عليها.
ولذلك نقول لكل من يريد أن يتحدث نيابة عنا، أنت لست مسؤولًا عن القضية الفلسطينية، نحن فقط الفلسطينيون هنا الذين نتكلم باسم القضية الفلسطينية ونتحدث باسم القضية الفلسطينية.
صحيح القضية الفلسطينية، قضية عربية وإسلامية، وأنتم عليكم أن تساعدونا وأن تقفوا إلى جانبنا، لا أن تحلوا محلنا، لا أحد يستطيع أن يحل محلنا، هذا الزمن ولى من وقت طويل لن يعود إلى الوراء. فلسطين هي التي تتحدث باسمها، فلسطين هي التي تتكلم عن نفسها، هي التي تقول نعم وتقول لا، وغير ذلك غير مسؤول عنه أحد أيا كان هذا الأحد، من أي جهة كانت. هذا الأحد لن نسمح له أن يتكلم باسم القضية الفلسطينية.
في هذه الأزمة التي حصلت، نحن نحيي كل أحرار العالم الذين وقفوا معنا في البداية، نحيي كل الدول التي وقفت معنا في رفض صفقة القرن، وفي رفض الضم، وفي الموافقة فقط على الشرعية الدولية، وهي كل دول العالم دون استثناء، باستثناء جهتين: نتنياهو وحلفه وترمب وحلفه، أما باقي الناس في أميركا وإسرائيل تسمعون أنهم لا يوافقون، ونحن نحيي كل من وقف معنا، ونحيي كل من وقف معنا الآن في هذه الأزمة التي نمر بها، ونقدم التحية إلى شعبنا الفلسطيني العظيم الذي انتفض في كل مكان في العالم، من الوطن إلى كل أنحاء العالم يرفع شعار: هذا الذي حصل مرفوض من قبلنا نحن الفلسطينيين. ونحيي كل الشعوب الحرة التي وقفت إلى جانبنا والتي أيدتنا، وأنا متأكد أن الناس سيعيدون النظر في موقفهم الذي يتململ الآن والذي يفكر الآن، والذي حتى وصل إلى حد القرار أن يعيد النظر، لأن هذا لن يكون مقبولًا منّا على الإطلاق. مهما حصل، سنبقى ملتزمين بالشرعية الدولية، مهما حصل سنبقى ملتزمين بالاتفاقات الموقعة، مهما حصل سنبقى ملتزمين بقرارات القمم العربية والإسلامية، مهما حصل سنبقى ملتزمين بمحاربة الإرهاب أي كان.