رام الله- معا- نظمت الحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال وقرار الضم ندوة رقمية تحت عنوان "دور الإقليم العربي في مواجهة مخطط الضم الاستعماري" حضرها لفيف من السياسيين والناشطين والاكاديميين الفلسطينيين والعرب.
وهدفت هذه الندوة الى توضيح طبيعة الدور الإقليمي العربي في مواجهة مخاطر الضم على المشروع الوطني الفلسطيني.
افتتح الجلسة الدكتور رمزي عودة منسق الحملة الاكاديمية، وأوضح أهمية النضال ومحورية الدور الإقليمي العربي ضد مخططات الاحتلال الاسرائيلي ومواجهة الضم. كما أوضح عودة رفض الحملة الاكاديمية لاتفاق التطبيع بين الامارات ودولة الاحتلال معتبرا هذا الاتفاق تساوقا مع صفقة القرن.
وقدم الاستاذ عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية مداخلة أوضح فيها ان مخطط الضم هو جزء من مشروع اكبر يسعى الى انهاء القضية الفلسطينية بثوابتها ويجري تدمير ممنهج للمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وان الاتفاق الثلاثي "الأمريكي الإسرائيلي الاماراتي" يعني الانقضاض على كل ما توافق علية العرب في قمة بيروت ومبادرة السلام العربية التي صدرت عام 2002.
وأشار الرنتاوي الى ان النظام الإقليمي العربي المتمثل في "الجامعة العربية" في حالة احتضار كامل، مؤكدا ان نضال الشعب الفلسطيني لا بد وأن يرتبط بنضال شعوب العالم ضد العنصرية والاحتلال في طريقه نحو الحرية و الدولة المستقلة.
من جانبه، أعرب الدكتور فيصل المناور من الكويت الشقيق بأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وهي ليست مجرد عبارة تقليدية بل هي من الثوابت التي تتطور وتنمو وتبقى ثابتة في الوجدان والضمير العربي و الاسلامي، وان الرهان على الدور الرسمي العربي هو رهان خاسر غير مؤثر ، متوقعا ان يواجه الفلسطينيون ضغوط كبيرة في الفترة القادمة بسبب اقتراب موعد الانتخابات الامريكية ومحاولة الرئيس ترامب إرضاء الناخب اليهودي الأمريكي.
وختم المناور مداخلته بتشديد الرهان على الشعوب وليس على الأنظمة الحاكمة ، مع أهمية وضرورة بناء مشروع وطني وقومي يضمن استمرار النضال القومي تجاه القضية الفلسطينية بوصفها قضية العرب الجوهرية ولدعم الصمود الفلسطيني ورفض التطبيع بوصفة كتلة سرطانية في جسد العرب.
وفي مداخلة أخرى، أشار الدكتور احمد بن مصطفى السفير التونسي السابق في دولة الامارات العربية المتحدة ان ما يحدث اليوم هو حصيلة لمسار طويل يهدف في نهايته الى تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، حيث أجبرت الدول العربية على التطبيع بضغوط غربية أمريكية، مع ضرورة التمييز بين المواقف الرسمية الخليجية و مواقف المثقفين و النخب التي لا تؤيد التطبيع.
من جانبه، قدم الدكتور عبدالرحمن الحاج من ضمن الخيارات الفلسطينية المتاحة اليوم هي إعادة النظر في الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل مؤكدا ان لا يوجد لدى الفلسطيني خيار ترك الأرض والرحيل وبالتالي هذه القضية قد تكسر المشروع الإسرائيلي الهادف الى ضم الأرض وطرد السكان.
وفي ختام الندوة، قدم الدكتور وليد سالم وصفاً تاريخيا للدور الإقليمي العربي لمواجهة الضم والمراحل التي مر بها هذا الدور محاولا الإجابة على سؤال ما العمل، مؤكدا على أهمية انتقال الحالة من السلام مقابل الأرض الى السلام مقابل السلام دون انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وهذا يتطلب منا العمل على ثلاث مسارات هي، إعادة النظر في المشروع الإسرائيلي بوصفة مشروع إحلالي استيطاني استعماري توسعي، ثم أهمية تفعيل دور البرلمان الفلسطيني للعمل مع البرلمانات العربية بوصفها صوت واسع يمكن الاستناد له، وأخيرا ضرورة توظيف المجتمع المدني الفلسطيني الفاعل للعمل مع المجتمع المدني العربي الفاعل والنشيط مع العمل بدرجة عالية من الصبر داخل الجامعة العربية للإبقاء على الاجماع العربي حول فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران.