"عصفور" يضيء قمراً في ليل فلسطين

الكاتب: الدكتورة سبأ جرار

عندما يصنع الرجال مجدا لأحلام المتعطشين للرفعة والفرح والتطوير، وعندما يزيح إبن فلسطين يوسف عصفور برؤيته المتطلعة الضعف عن حلم تشكل فوق هضاب جنين وسهولها منذ أكثر من أربعين عاما ، بإيجاد مشفى وجامعة تجعل من هضاب جنين جبال شامخة، ورافعة للوطن الساعي للنمو والتغيير ، حين يتحقق كل ذلك تباعا ببرامج نوعية،وشراكات تحقق مقولة " سنبقى هنا ونحضر العالم لشبابنا ليكتسبوا من العلم والمعرفة بما يمكنهم من بناء الوطن وتحقيق طموحاتهم "، يحدث تمازج سحري بين الاصالة والحداثة ، واستثمار لكل أدوات التقدم ولغات التكنولوجيا والبحث العلمي، لتكون الرفعة والنوعية سمات الانطلاق وخارطة الطريق للمنافسة في انهاء جغرافية التخصصات ونقل فلسطين نحو العالمية .

وايضا تكون رسالة تنبثق عن رؤية وطنية تستند لخبرات حققت النجاحات في الغربة، فعادت للوطن تصنع من تجربتها طريق النجاح، وحتمية البقاء في وطن أحضر له العالم ليستثمر محصلاته ويجعلها نقطة البداية لانطلاق أكبر ،فعند كل هذه الحكايات الجميلة يصنع الحلم بإعلان كلية الطب البشري في الجامعة العربية الامريكية في جنين التواقة لتكون على خارطة الوطن منارة في التميز والتطوير، فكان لجنين هذا الصرح العلمي جامعة الكل الفلسطيني الجامعة العربية الامريكية ـ التي شكلت جسرا للعودة والاحياء للهوية، و نسجت حياة ما شابهها سوى ثوب طرزته انامل شابة أنجبت شهيدا فكانت صخرة اعتلتها اعلام العودة .

اعلان اليوم يعيد الحياة لذاكرة مرَّعليها أربعون عاما، وفكرة راودت خيال أبناء هذه المدينة الطيبة، مدينة الياسمين والشهداء ،فكان اليوم حاضرا لمجد تفتحت اشراقاته بعد تحديات ليست تخفى على أحد، الغاء لجغرافية التخصصات والمحاصصة والامتيازات ، فلقد وعد وصمد ربان مجلس إدارة الجامعة العربية الامريكية دكتور يوسف عصفور ومعالي رئيس الجامعة دكتور علي أبو زهري لتحقيق الهدف الاسمى المرتكز على التميز والنوعية بتحقيق كل الشروط وامتلاك مقومات الحق بإعلان كلية الطب البشري الكلية العاشرة،التي كانت بمثابة نيزك جديد انطلق ليعيد الضوء والامل في بقعة خصها الله بصمود وإصرار أبنائها ، وابتلاها أيضا بتحديات الاحتلال وقلة الموارد الطبيعية وتهافت المصالح الإقليمية لتنهش بها.

إن إعلان كلية الطب البشري في جامعة الكل،ما هو تجسيد لإتجاهات الحكومة ووزارة التعليم العالي نحو التنمية المستدامة وتحقيق الرفاهية كمؤشر تنمية للمجتمعات ، حيث يشكل التنافس في أرجاء الوطن رفعة للخدمات وتسابق نحو الأفضل وسعي لمد جسور المعرفة بشراكات دولية تميزت بها جامعة الكل والتي تعكس رؤية شمولية ساهم بها كل من عمل ودعم وأثمر في الأرض سنابل .

تحية تقدير من الكل الفلسطيني لمن يصنع للوطن امجادا