السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

موقع الانفجار المقبل!

نشر بتاريخ: 19/08/2020 ( آخر تحديث: 19/08/2020 الساعة: 20:17 )
موقع الانفجار المقبل!

بقلم: د. صبري صيدم

اكتظت صفحات الإعلام الاجتماعي مؤخراً في مواقع معروفة عالمياً وقد هزتها انفجارات مختلفة واشتعلت فيها النيران المزعومة بصورة عكست ما يعبر عن رغبة جامحة من الكراهية لدى أصحاب تلك الادعاءات بتدمير تلك المواقع وفنائها بشكل يحمل قدراً كبيراً من الكراهية والحقد.

وقد اشتملت قائمة المواقع على مصاف للنفط ومطارات ومصانع ومطاعم وأسواق وغابات ومحميات طبيعية ومواقع تراثية ومتاحف وغيرها من المواقع الحيوية حول العالم.

وقد استفاد منتجو هذه الأفلام من كفاءة التكنولوجيا اليوم وقدرتها على إنتاج أفلام عالية الجودة ودقة الصور وهو ما يدفع خبراء التقانة أنفسهم للاعتقاد بأن هذه الأفلام، أصيلة وحقيقية. كما استفاد هؤلاء من القناعة الكامنة في صدر البشرية بأن العام 2020 ما هو إلا عام الكوارث والنكبات.

وقد ساهم انفجار بيروت وبشاعته ودماره وما تسبب به من صدمة ورعب وذهول قارنها البعض بالقصف النووي على هيروشيما ونغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية، في تعزيز القناعة بأن أحداث هذا العام لن تكون اعتيادية بل كارثية بامتياز.

حتى أن البعض ومن شدة رعبه عاد لاستحضار مقابلات خبيري النجوم ماغي فرح وميشيل الحايك بصورة رفعت من مشاهدتهما عالمياً وعلى إحدى منصات الإعلام الاجتماعي بواقع الضعف وذلك لمحاولة قراءة المستقبل واستشعار المقبل من النكبات والكوارث من رحيل سياسيين بارزين إلى كوارث ونكبات وانفجارات وحرائق وزلازل وبراكين واغتيالات وانقلابات وصدمات وتطورات لا تنتهي.

ومع تتابع الأحداث وتنوعها وقدرتها على إحداث هزات صحية اقتصادية اجتماعية سياسية خارقة واستمرار حالة الفتك المتفشية بفعل وباء كورونا فإن كثيرين يتساءلون عن موقع وطبيعة الانفجار أو الحدث المقبل.

بالنسبة للفلسطينيين فإن الإعلان عن صفقة القرن المزعومة وما سبقها من ضم ٍ للقدس وما تبعها من إعلان عن خطة ضم معظم أراضي الضفة الغربية وتفشي كورونا وخطوات التطبيع العربية وصولاً للاتفاق الثلاثي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي، وما سيليه من خطوات محتملة تطبيعية مشتركة بل وإقدام دول عربية أخرى على الإعلان عن اتفاقات مماثلة إنما يشعر بأن موقع الانفجار المقبل لن يكون للفلسطيني إلا في قلبه بعد أن تجتاحه المشاعر ذاتها التي صاحبت جميع المحطات السياسية المحزنة المؤلمة التي شهدها.

العام 2020 عام النكبات لا محالة، لكنه في الوقت ذاته ربما يكون عام الانفجار الشامل لدفع البشرية نحو إعادة ترتيب أولوياتها فتستعيد أجمل ما ينقصها ألا وهي آدميتها المفقودة.

[email protected]