الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام 32 منحة صغيرة لتشكيل نوادي سينما ضمن مشروع "يلاّ نشوف فيلم!"

نشر بتاريخ: 25/08/2020 ( آخر تحديث: 25/08/2020 الساعة: 17:00 )
اختتام 32 منحة صغيرة لتشكيل نوادي سينما ضمن مشروع "يلاّ نشوف فيلم!"

القدس- معا- اختتمت مؤسسة "شاشات سينما المرأة" وبالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" و"جمعية عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة"، اثنان وثلاثون منحة صغيرة قيمة كل منها 5500 يورو توزعت ما بين مؤسسة أهلية وقاعدية وجامعة في الضفة الغربية وقطاع غزة ومحافظة القدس، ضمن مشروع ثقافي مجتمعي يمتد على ثلاث سنوات يحمل عنوان "يلاّ نشوف فيلم!"، الحاصل على تمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وتمويل مساعد من مؤسسةCFD السويسرية والصندوق العالمي للمرأة، وهذه المنح تأتي ضمن الدورة الثانية من المنح صغيرة من أصل 60 منحة على مدار المشروع.

المنح الصغيرة... تطوير قدرات

ساهمت المنح الصغيرة في تطوير القدرات المالية والإدارية والإعلامية للمؤسسات الأهلية والقاعدية، من خلال تنمية قدرات الميسرين على كتابة التقارير وتعزيزها بالوثائق والصور وإدارة النقاشات والعروض، إضافة إلى دفع المؤسسات على تطوير قدراتها بالتواصل والتشبيك من أجل تعميم تأثير نشاطاتها على المجتمع المحلي، وبالإضافة إلى تشبيك المؤسسات محليا مع مؤسسات أخرى واستهداف المؤسسات لفئات متنوعة، فأصبح لديها رواد ومتطوعين جدد والذي بوجودهم ضمنت المؤسسة فعاليتها.

غُنِي التجربة وحيويتها وديناميكيتها أضفت أبعاداً مختلفة على استدامة مخرجاتها وأبعادها المجتمعية، فمؤسسة "أحلام الشباب والطفولة" استخدمت مخرجات الحوارات والنقاشات في إخراج مسلسل تلفزيوني، وفي "الجمعية الخيرية لرعاية وتمكين الشباب" في جنين تم تشكيل "مصارحات شبابية" وهو تجمع شبابي يهدف الى مسائلات شبابية لصناع القرار بالإضافة الى تعزيز العمل التطوعي لديهم، عدا عن إشراك "سفراء وطن" في غزة –وهي مجموعة شبابية-في نشاطات جمعية الشبان المسيحية ومجموعة "المواطنة الصالحة والحفاظ على البيئة"

وتمكنت جمعية "ضياء الغد" في غزة من صياغة مشروع قُدم إلى "UN WOMAN" وتم حصولهم على منحة حيث نفذت الجمعية الورش التفاعلية من خلال المواد الإعلامية التي تم انتاجها من المنحة.

تفعيل الحوار المجتمعي

نظرا لتعدد الموضوعات التي تطرقت لها الأفلام منها التي صبت في صلب المرحلة الراهنة من "الانقسام"، ومصادرة الأرض والمواطنة والهوية، ومنها من تحدث عن العنف والتحرش والمرأة وحقوقها، وأفلام أخرى تحدثت عن البطالة والإعاقة، فجميع هذه الموضوعات كانت بوابة لتفعيل الحوار المجتمعي وإثراء النقاش حول المواطنة قبل الوطن.

وأما عن إغناء الحوار ما كان لولا تنوع الفئات الاجتماعية التي شاركت في النقاش من 15-70 سنة رجالاً ونساءً، فكان هناك الشباب واليافعين والفاعلين السياسيين ونشطاء في الحركات الطلابية، وطلبة الجامعات والمدارس، والمخاتير وربات البيوت وأشخاص ذو الإعاقة، والذي أضاف أيضا السمة المميزة في النقاشات هو حضور النساء وأبنائهن، أو طلاب المدارس ومعلميهم.

وفي صورة العمل الثقافي التي كانت الجامعات جزءا منه، فمثلا شاركت معظم كليات الجامعة العربية الأمريكية في جنين في أنشطة المنحة، كما ساهم طلابها إلى جانب طاقم التدريس في تيسير النقاشات، ما أضاف أبعاد حيوية تتميز بتطوير القدرات والمهارات للطلبة عمليا، إضافة إلى دور الحوارات والنقاشات في توفير المساحات الحرة والآمنة للجمهور في التعبير عن آرائهم وتوجهاتهم، علما أن العديد من الجمعيات القاعدية مثل جمعية "المرأة الريفية" و"مركز الطفل" في كفر نعمة، وجمعية "بسمة للثقافة والفنون" في غزة، ومركز "مدى الإبداعي" في القدس، أعطوا فرصة النقاش للشباب لتطوير قدراتهم على النقاش ودمجهم في قضايا مجتمعهم المحلي

وكان هناك جانب كبير صنعته هذه المنح، هذه الإضافة النوعية على الحالة الثقافية في مختلف المناطق التي عرضت ونوقشت فيها الأفلام، في ظل افتقارهم للمشاريع الثقافية كما عبرت بعض المؤسسات ومنها "مركز عناتا الثقافي" في محافظة القدس و "جمعية الزبابدة الخيرية" في محافظة جنين، وجمعية "مجددون التنموية الخيرية لدعم الشباب" في رفح، ومركز "البرامج النسائية الشاطئ" في غزة، حيث كانت المنح فرصة للكثير من الشباب لكسب الكثير من المعرفة في مسائل لم يكونوا على وعي كامل بها، مثل التقسيمات السياسية للضفة الغربية (أ، ب، ج) فكانت الأفلام فرصتهم للتعرف وتوضيح هذه القضايا.

الأفلام... إلهام ومعرفة

الأفلام حلقة الوصل بين شقي الوطن، والمثير للاهتمام أن الكثير من الناس في الضفة الغربية انحصرت معرفتهم لقطاع غزة بالحرب والحصار والفقر والبؤس، إلا أن مجموعة الأفلام التي عرضت سلطت الضوء على مسائل حياتية ومعيشية لفئات مختلفة، وعملت على تغير الصورة التي شُكلت عن القطاع كما عبرت جمعية "تراثنا الأصيل للمرأة" في بيت لحم.

وعبرت جمعية "الشبان المسيحية" في غزة "أن قضايا الأفلام لامست الواقع الفلسطيني بشكل مباشر، منها قضية صمود المرأة في الأرض في فيلم "أرض ميتة"، وقضية الانقسام في فيلم "الكوفية"، وجميع الأفلام التي حملت قضية تعزيز المواطنة".

وفي مركز "البرامج النسائية –الشاطئ" في غزة كان جزء كبير من الحضور من النساء المهمشات والكثير منهن من يحتاج للتوعية في حقوقهن، وللعروض كانت المساهمة الكبيرة في تشجيع النساء على مواجهة الواقع الصعب.

وكان الإلهام سيد الموقف عند عرض فيلم "الكوفية" من قبل جمعية "سرب للثقافة والفنون المجتمعية" في غزة قالت إحدى السيدات " سأذهب إلى بيتي أبحث عن كوفيتي التي كنت ارتديها عندما جاء أبو عمار، حيث نسينا ماذا يعني الوطن"، وآخرين عند مشاهدتهم فيلم "يوما ما" قالوا: "شعرنا أنه يوجد أمل أن نعيش في غزة مثلنا مثل الآخرين".

وكان هناك مجموعة من الأفلام طرحت قضايا حساسة تلامس واقع المرأة الفلسطينية، منها فيلم "فستان أبيض" و "انفصال" و"دبلة الخطوبة" و "أم العريس"، وفي الحوار الذي دار بين الشباب والشابات في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، اجمعوا "أنه يجب على الفتاة أن تأخذ حقها ودورها المجتمعي الصحيح، وعدم الوقوف في وجه أحلامها وطموحاتها، ومن المهم أيضا وجود حاضنة مجتمعية داعمة للفتيات".

وتحدثت جمعية "أحلام الشباب والطفولة الخيرية للثقافة والفنون" في الخليل عن أن المنح كانت فرصة للنساء للتفريغ النفسي والاجتماعي حيث يحتجن هؤلاء النساء التي تحيط بهن المستوطنات إلى من يسمعهن فلديهن الكثير من الكلام.

المنح الصغيرة 2019 في الضفة وغزة والقدس

في الدورة الثانية للمنح الصغيرة 2019 حصلت إحدى عشر مؤسسة في غزة، وخمسة مؤسسات في القدس وضواحيها، وستة عشر مؤسسة في الضفة الغربية.

في الضفة الغربية كانت جمعية "مدرسة الأمهات" في نابلس، جمعية "الزبابدة الخيرية" في محافظة جنين، "جامعة القدس المفتوحة"، "جمعية تنمية المرأة الريفية"، "جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة" في طولكرم، ومركز "العودة لتأهيل الطفولة والشباب" في مخيم طولكرم، جمعية "تراثنا الأصيل للمرأة" في بيت جالا، جمعية "الجليل للرعاية والتأهيل المجتمعي الخيرية" و"الجمعية الخيرية لرعاية وتمكين الشباب" و"الجامعة العربية الامريكية" في جنين، ومجموعة "power / مسرح عناد" في بيت جالا، وجمعية "نادي الطفل الفلسطيني" في كفر نعمة، وجمعية "سيدات أريحا"، ونادي "الزبيدات الرياضي" في الأغوار، و"ملتقى سواعد شباب الغد" في دورا الخليل، و"أحلام الشباب والطفولة الخيرية للثقافة والفنون" في الخليل.

أما في القدس فهي مركز "المنتدى الثقافي" في بيت عنان، و"مركز عناتا الثقافي"، و"برج اللقلق المجتمعي"، وجمعية "نهضة أبو ديس الخيرية" ومركز "مدى الإبداعي".

وفي قطاع غزة وجمعية "الفجر الشبابي" في خانيونس، وجمعية "مجددون التنموية الخيرية لدعم الشباب" في رفح، وجمعية "العنقاء للتنمية المجتمعية" في جباليا، وجمعية "الملتقى التربوي" في النصيرات، وجمعية "أجيال للإبداع والتطوير" وجمعية "بسمة للثقافة والفنون"، ومركز "البرامج النسائية/الشاطئ" وجمعية "ضياء الغد"، ومركز "د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية"، وجمعية "الشبان المسيحية" وجمعية "مركز سرب للثقافة والفنون المجتمعية" في مدينة غزة.

وكل هذه المؤسسات وسعت قواعدها الشعبية والجماهرية، فقد حضر أكثر من 17 ألف شخص العروض والنقاشات منهم 68% نساء، وأيضا استمرت أنشطة المنحة الصغيرة خمسة أشهر، في الفترة بين بداية أيلول 2019 وبداية كانون الثاني 2020، في حين بلغ عدد المؤسسات التي شاركت في أنشطة المنحة الصغيرة عبر آلية تنفيذ العروض في مؤسساتها حوالي 224 مؤسسة موزعين على 137 مدينة وقرية ومخيم والكثير من تلك التجمعات في مناطق مهمشة ونائية.

وفي تطوير مهارات وقدرات الشباب والشابات ميسري النقاشات والعروض وصقل مهارتهم في إدارة النقاشات والحوارات المجتمعية، كما في كتابة التقارير الإدارية، شارك في إدارة وتيسر النقاشات أكثر من 370 شخص، 61% منهم إناث، حيث نوقش 73 فيلما موزعة على 23 موضوعا مجتمعيا.

"يلاّ نشوف فيلم!" بتعبيره عن المودة والديناميكية والمشاركة يشمل إنتاج أفلام، وإعطاء منح صغيرة لعروض سينمائية ثم مناقشتها لمجموعات مجتمعية مختلفة من المشاركين، بالإضافة إلى عروض ونقاشات سينمائية أخرى مفتوحة، وبرامج تلفزيونية، وحملات إعلامية. يستهدف المشروع جمهور واسع وفئات مجتمعية مختلفة من خلال مؤسسات ثقافية و/أو مجتمعية، و/أو قاعدية، و/أو جامعات، في الضفة العربية وقطاع غزة والقدس وضواحيها، ويسعى "يلاّ نشوف فيلم!" من خلال هذه الأنشطة الثقافية السينمائية إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية المختلفة على النقاش والتفاعل المتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية وتماسك النسيج الاجتماعي، وبشكل يجعل تلك الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الإنسان، ويشارك بفاعلية في تحديد أولويات التنمية.

الشركاء مع مؤسسة شاشات

"جمعية الخريجات الجامعيات" جمعية غير ربحية مستقلة وغير حكومية، تأسست في غزة عام 1974، تهدف إلى تمكين الخريجات الجامعيات من خلال برامج بناء القدرات وتنمية المهارات والتثقيف ورفع الوعي وتوفير فرص العمل لهن، والمناصرة لحقوقهن عبر التعاون والتنسيق مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، وتتبنى الجمعية النهج المبني على الحقوق لتحقيق رؤيتها.

مؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة" تأسست عام 2009، وتهدف إلى تعزيز وتطوير السلوك البيئي الإيجابي، وتستهدف النساء والشباب والأطفال لتعزيز دورهم وتنمية قدراتهم، كما تعنى بتدريب معلمي الصحة البيئية وأهالي الطلبة من أجل تغيير المسلكيات البيئية السلبية لتحقيق مساهمات على المستوى الفلسطيني بالتعاون والتنسيق مع المنظمات المحلية العربية والدولية.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "شاشات سينما المرأة" مؤسسة أهلية فلسطينية غير حكومية وغير ربحية، تركز في عملها منذ تأسيسها عام 2005 على تنمية وتطوير قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب، انطلاقاً من مركزية مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة تضع مفاهيم من خلال منظور النوع الاجتماعي في عين الاعتبار لأهميتها في التنمية المستدامة. وتركز شاشات في كامل نشاطاتها على البعد المجتمعي والتنموي في عملها الثقافي.

اختتام 32 منحة صغيرة لتشكيل نوادي سينما ضمن مشروع "يلاّ نشوف فيلم!"