الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز أبو جهاد والعصرية يعقدان المؤتمر الـ10 من سلسلة إبداعات انتصرت على القيد

نشر بتاريخ: 25/08/2020 ( آخر تحديث: 25/08/2020 الساعة: 19:11 )
مركز أبو جهاد والعصرية يعقدان المؤتمر الـ10 من سلسلة إبداعات انتصرت على القيد

رام الله- معا- ضمن سلسلة المؤتمرات التي يعقدها مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس بالتعاون مع الكلية العصرية الجامعية التي تستضيف المؤتمر، عقد اليوم المؤتمر العاشر في قاعة المربية هيام ناصر الدين، تحت عنوان النقد في نتاجات الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمهتمين الذين قدَّموا أوراق عمل سلطت الضوْء على هذه التجربة بشكل منهجي أكاديمي.

وعقد المؤتمر عبر تقنية زوم بحضور معالي الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبمشاركة متحدثين من المحافظات الفلسطينية في الضفة والقطاع، والمغرب وألمانيا.

وفي الجلسة الافتتاحية التي أدارها رئيس منتدى العصرية الإبداعي دكتور حسن عبد الله، رحب المهندس سامر الشيوخي رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية بالحضور قائلاً: "لقد عانينا طويلاً من القصور في تأريخ تجاربنا ومحطاتنا المهمة، فما كُتِب عن ثورة العام 1936 كان محدوداً مقارنةً بأهمية الحدث، وما كُتِب عن النكبة لم يتناسب مع مأساوية ما تعرَّض له الفلسطينيون، وكذلك الحال بالنسبة للانتفاضة الأولى، فإن معظم ما كُتِب عنها لم يرتق إلى مستوى إبداعاتها".

وأضاف "أن هناك قصوراً أيضاً في تأريخ تجربة المعتقلين الفلسطينيين بمستوياتها التنظيمية والنضالية والثقافية والإبداعية، إلى أن أخذ مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة على عاتقه هذه المهمة، في ظلّ حماسة المدير العام للمركز د.فهد أبو الحاج الذي تصدى لمهمة حفظ التجربة وحماية جوانبها وإبداعاتها من الضياع".

وفي كلمة المؤتمر، رحب الدكتور فهد أبو الحاج مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة بالمشاركين والحضور، مشيراً إلى أن مؤتمر هذا العام يعقد في ظروف سياسية صعبة تواجه شعبنا الفلسطيني وقيادته، إضافة إلى الظروف الصحية القاهرة المتمثلة في جائحة كورونا التي حالت دون مشاركة عدد أكبر من الأسرى المحررين.

وأكد أبو الحاج أن مركز أبو جهاد ماضٍ في شراكته مع الكلية العصرية الجامعية في عقد سلسلة المؤتمرات الخاصة بالأسرى التي توثق مرحلة مهمة من مراحل حياة شعبنا الفلسطيني.

وبخصوص موضوع المؤتمر الرئيس تحدث أبو الحاج إلى أنه كان هناك نهجان في التعامل مع التجربة الأدبية والثقافية والشعرية للمعتقلين الفلسطينين: الأول يتحدث عن التجربة بتعاطف شديد على اعتبار أن المقصود أسرى كتبوا في ظروف صعبة ومجافية، وأن مجرد الكتابة هو إنجاز بحد ذاته. والثاني وجد أن معظم ما كُتِب افتقر إلى المقومات الفنية في حال العمل الإبداعي. ومن هنا جاءت فكرة عقد المؤتمر لهذا العام للنظر في هذه التجارب بشكل موضوعي ونقدها وفقاً للأسس النقدية المنهجية.

وفي كلمته أكد معالي الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن أدب وشعر المعتقلات، تناول وصفاً دقيقاً للحالة الشعورية والنفسية للكاتب، والأسرى من حوله، ووصف المكان والزمان، وعبَّر عن نبض الجماهير على الرغم من وجوده في الأسر، ولم يكتفِ بوصف المشهد الفلسطيني بل رسم طريقاً للخلاص، مشيراً إلى أنَّ للأدب الذي أنتج في الأسر نكهته وقوانينه وظروفه الخاصة.

ولفت الدكتور أبو مويس إلى أن الوزارة وتماشياً مع نهج الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء دكتور محمد اشتيه، وإدراكاً منهما لحجم الإرادة والعزيمة لدى الأسرى في امتشاق طريق العلم، سارعت بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين والمؤسسات التعليمية بفتح برامج تعليمية جامعية داخل الأسر، ضمن ضوابط ومعايير تضمن جدية التعلم، حيث تم افتتاح سبعة برامج بكالوريوس وبرنامجي ماجستير داخل المعتقلات، ليحول أسرانا معتقلات الاحتلال إلى جامعات ومعاهد.

ومن جهته أشار الدكتور حسن دويك نائب الرئيس التنفيذي لجامعة القدس إلى أهمية موضوع المؤتمر الذي يبحث في النقد في نتاجات الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية، مبيناً أن الأسرى نجحوا في إنتاج أدبي وشعري وثقافي غزير ونوعي.

وبيَّن دويك أن أدب وشعر المعتقلات هو أحد أهم الوسائل التي تفضح ممارسات الاحتلال تجاه الأسرى، وترفع من قيمة قضيتهم، وتحملها إلى شرائح وطبقات بالمجتمع لم يطلعوا مسبقاً على هذه القضية.

وأضاف دويك أنَّ عديد الجامعات العالمية ومنها "Harvard " و"MIT" وغيرها، قد طلبت تزويدهم بنسخ من أعمال ونتاجات الأسرى الموجودة لدى مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة التي تعتبر كنزاً ومخزوناً يوثق الأعمال المهمة للأسرى.

وفي كلمة الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في المغرب قال الأستاذ عمر أبكير نائب رئيس الهيئة ممثلاً عن رئيس الهيئة نبيل غزة: إن القضية الفلسطينية ستبقى حاضرة في كل زمان ومكان، مؤكداً رفضه المشاركة في أي شكل من أشكال التطبيع تحت أية ذريعة من الذرائع.

وندد أبكير بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، موضحاً أنه آن الأوان لمحاسبة الاحتلال على تلك الجرائم.

وبدوره بيَّن الدكتور خالد حمد ممثل التحالف الأوروبي لنصرة الأسرى، أن الشعب الفلسطيني سيبقى يناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي وجميع الاتفاقيات والصفقات التي تهدف إلى الانتقاص من حقوقه، وإيقاع الظلم عليه وآخرها كان صفقة القرن والتطبيع الإماراتي الإسرائيلي.

وأشار المخرج رياض شاهين إلى أن حضور تجارب الأسرى في السينما والمهرجانات العربية إما ضئيل جداً أو معدوم، وهذا كان نِتاج عدم الاهتمام بإبراز تجاربهم في مثل هذه المهرجانات، ما دفعنا مع مجموعة من المنظمات الأهلية منذ العام 2012، للبدء بإبراز قضية الأسرى وتعزيز حضورها في المهرجانات العربية والدولية.

وتمنى شاهين على المؤسسة الإعلامية والإنتاجية زيادة تغطيتها لقضية الأسرى، مقترحاً عليها إنتاج أفلام وبرامج سمعية وبصرية وفنية ونشرها عبر الإذاعات والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وبعد الجلسة الافتتاحية توزع المشاركون في أوراق العمل على جلستين حيث أدار الجلسة الأولى ( وليد الهودلي)، وشارك فيها كل من: (أ.عبد السلام العابد: تجليات الانتفاضة في رواية - العنّاب المر للكاتب أسامة مغربي، وأ.جهاد صالح: مفهوم النقد في دراسات الدكتور حسن عبد الله الاعتقالية، وأ.أريج العروق: الفن التشكيلي الفلسطيني وإبداع الأسيرات، وأ.عزيز العصا: النقد في أدب الأسرى، وأ.عيسى قراقع: ظاهرة الكابو في نصوص الأسير وليد الدقة ،وأ.صالح أبو لبن: النقد في القصة القصيرة للأسرى – تجربة معقتل عسقلان، ود.رأفت حمدونة الخطوات النضالية والإضرابات المفتوحة عن الطعام - حالة إبداعية مع همسة نقدية، وأ.سلمان جاد الله الديمقراطية والنقد الذاتي).

أما الجلسة الثانية التي أدارها (أ.عوني فارس) وشارك فيها كل من: (د.سمير شحادة: الرسالة السياسية في شعر الانتفاضة، ود.نهى العايدي التجربة الإبداعية للمرأة الفلسطينية في أدب الاعتقال - الأسيرة المحررة عائشة عودة، ود.سعيد عياد أدب الاعتقال ما بين الفنية الأدبية والبعد النضالي – الرواية نموذجاً، ود.محمد دبوس التعليم داخل معتقلات الاحتلال الاسرائيلي، ونمر عدوان أدب الاعتقال، وأ.حلمي الأعرج النقد في الوحدة التنظيمية والاعقتالية، ود.هبة عباس النقد في الرسالة الشخصية للأسرى).

وقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات، أبرزها التوجه إلى الجامعات الفلسطينية لتخصيص جزء من رسائلها الأكاديمية للدراسات العليا لتناول التجربة الإبداعي للأسرى نقداً وتحليلاً، والتركيز على الجوانب الفنية في نتاجات المعتقلين، وعدم اقتصار ما يكتب على البعد النضالي فالشكل الفني يجب أن يعبر عن المضمون، وأخذ السياق الزمني للتجربة في عين الاعتبار، وعدم خلط المراحل حيث يتم تناول التجربة نقدياً، وإعطاء مساحة تنسجم مع ما قدمته المرأة الفلسطينية إبداعاً في الاعتقال فما زالت تجربة المناضلة الفلسطينية على هذا الصعيد بحاجة إلى مزيد من الجهد البحثي النقدي، وأن يقوم مركز أبو جهاد بتعميم كتاب توثيق لهذا المؤتمر بأوراقه البحثية على أوسع نطاق، وإيصاله إلى الجامعات في الدول العربية والعالمية، والسعي لدى جهات متخصصة لتبني عملية ترجمته إلى الانجليزية على الأقل، والتوجه لأساتذة الجامعات في النقد لكي يأخذوا دورهم في هذا الميدان، حيث يقع على عاتقهم مهمة نقدية وطنية مزدوجة حينما نتحدث عن نتاجات وإبداعات الأسرى.