السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هيئة الأسرى: هكذا تموت الأسيرات ألف مرة

نشر بتاريخ: 30/08/2020 ( آخر تحديث: 30/08/2020 الساعة: 20:16 )
هيئة الأسرى: هكذا تموت الأسيرات ألف مرة

رام الله- معا- نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأحد، إفادة الأسيرة إيمان الأعور 43 عاما من سلوان قضاء القدس، والتي تعرضت للقمع والتنكيل والتعذيب خلال عملية اعتقالها والتحقيق معها، والتي تعانيها كل الأسيرات الفلسطينيات على أيدي قوات الإحتلال الإسرائيلية.

وتروي الأسيرة الأعور، " بتاريخ 17-6-2020 وحوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل داهمت قوات الجيش الإسرائيلية المنزل بطريقة وحشية، قيدوا ابني جبريل واعتقلوه واخرجوه من المنزل امامي، وقلبوا المنزل رأساً على عقب حيث فتشوا كل زاوية به، لم يرونا امر التفتيش، كان بالمنزل اخواتي واحفادي الصغار، فوضعوهم كلهم بغرفة واقفلوها وانا وابني الكبير ابقونا بالصالون، شتمونا بأقذر الشتائم واوسخ المسبات وبعدها اعتقلوني حيث لم يخبروني سبب الاعتقال ولا حقوقي كمعتقلة، اردت لبس جلبابي فدخلت معي المجندة ولم تسمح لي بلبس ملابسي كما يجب".

وأضافت،" اقتادوني الى جيب عسكري وبداخله قيدوني باصفاد حديدية وبعدها نقلوني الى التحقيق بالمسكوبية، وبقيت هناك حوالي شهر كامل بالزنازين، ساعات التحقيق كانت بالبداية متواصلة فاحياناً يومين او ثلاثة، كانوا ينزلونني فقط أوقات الاكل للزنزانة لمدة لا تتعدى الخمس دقائق تقريباً ويعيدوني لغرفة التحقيق".

وأكملت، "كان التحقيق على مدار الساعة لدرجة انني كنت اغفو على كرسي التحقيق، كنت خلال التحقيق مقيدة للخلف بقيود حديدية حيث ان خلفية الكرسي يوجد قطعة بلاستيكية لربط القيود بها وهذه كان موضعها باسفل الكرسي وتلامس اسفل ظهري والكرسي ثابت بالأرض مما سبب لي الاماً لا تحتمل والتي ما زلت اعاني منها لغاية، حيث انني للان اشعر ان منطقة اسفل ظهري وكأنه مخدرة".

" بالتحقيق المحقق ساومني بمرضي وكان يسخر مني ويقول لي " انت كاذبة، انت لست مريضة يا ساقطة"

من الجدير الإشارة الى انني قبيل الاعتقال كنت قد وقعت وحوضي مكسور وقد أجريت عملية لإزالة الرحم والمبايض نتيجة اورام هناك، عانيت ايضاً من ورم بمنطقة الكبد ولكنني رفضت ان اتلقى الادوية الكيماوية ولجأت للعلاجات الطبيعية وايضاً تم استئصال الرحم والمبايض نتيجة اورام ويجب ان اخذ علاج هرموني لذلك وكنت اتعالج بمستشفى هداسا عين كارم".

وتوضح في التفاصيل، " بعد حوالي أسبوعين من اعتقالي وانا بتحقيق المسكوبية تم احضار زوجي للضغط علي من اجل سحب اعترافات كاذبة بالقوة، حيث تم تهديدي به عدة مرات وكانوا يسخرون منه، والتقليل من قيمته امامي واهانتنا، شعرت حينها بالضغط النفسي وبان زوجي سيصاب بالجلطة القلبية، كان المحققون ينهالون علي بالكلام البذيء مثل" حيوانة" " حمارة" " إرهابية وغيرها من الكلام البذيئ، كان وقع كلامهم صعب علي حيث ان تحطيم العظام كان اهون من التحطيم الذي حطموني به لفظياً، عنف كلامي لا يحتمل".

" بعدها تم تحويلي لعصافير عسقلان بعد ان اوهموني بانهم سينقلوني الى المعبر، كان هناك عملاء وجواسيس، وضعوني بغرفة بقسم الشباب والجواسيس تروح وتجيء امام الغرفة وكان ممثلهم يدعى "أبو خليل"، كنت 3 أيام هناك لم ار خلالها سوى ضباط العدد وكان الجواسيس وعلى راسهم أبو خليل يجلس امام الباب ومعه أسئلة ينهال بها علي ويقول انه من حقه ان يسالني للجهات التنظيمية وبعد ان انهى قال لي سوف اعرفك على شخصين وإذ هم من المحققين الذين كانوا بالمسكوبية، وبعدها اعادوني مرة أخرى للتحقيق بالمسكوبية".

وتكمل " الظروف بعسقلان صعبة حيث شعرت بانني بوكر للافاعي البشرية "الجواسيس"، باب الغرفة اوله واخره من شبك وبالوسط حديد وكان من يمر امام الغرفة يستطيع رؤيتي مما اضطرني ان ابقى بملابسي والحجاب طوال الوقت على مدار الساعة ليلاً نهاراً، عند الحمام كنت اضع شرشف على باب الغرفة من فوق كي لا يروني الاسرى الجنائين واخرج بسرعة لازيله لئلا اعاقب حيث حذروني من ذلك".

" بالمسكوبية عانيت من ضغط نفسي كبير وعنف كلامي بالتحقيق وعندما صرخت عليهم نسبوا الي وصمة بانني خطيرة " سجاف" ولذلك نقلوني الى زنزانة بها عدة كاميرات، وعندما احتجت قضاء حاجتي صرخت لنقلي الى زنزانة أخرى رافضة ان ادخل المرحاض ومسلط عليه كاميرا مراقبة، فصرت اضرب الباب بقوة وبالنهاية صرت ابكي وعندها فتح شرطي الباب وقال انه سيأخذ على مسؤوليته نقلي لزنزانة اخرى لاقضي حاجتي بها بدون كاميرات، ظروف الزنازين بالمسكوبية صعبة جداً، الزنزانة مليئة بالحشرات، الحيطان خشنة مليئة بالنتوء من الصعب الاتكاء عليها ولونها اسمنتي اسود تشبه القبر، اما الزنزانة التي بها كاميرات لونها ابيض لكن كان بها حشرات غير طبيعية وأول مرة اراها بحياتي، الاكل لا يؤكل وكنت بحاجة لاكل خاص بسبب وضعي الصحي فكنت احياناً ابقى بلا اكل حوالي 4 أيام".

وأضافت، " حقق معي عدد كبير من المحققين، وكان يصل عدد المحققين أحياناً الى تسعة محققين بنفس الغرفة وبنفس اللحظة ينهالوا علي بالاسئلة ويهاجموني، واحياناً كانوا يبسقون بوجهي، ألاسلوب الذي تعمدوه كان مخزي ومقرف".

"بعدها تم نقلي لسجن الشارون، حيث مكثت حوالي 14 يوم بالمعبر هناك بسبب الكورونا، وهناك كانت ظروفي قاسية وسيئة جدا ولا توصف فمعبر الشارون يعتبر عملية اسقاط ممنهجة للاسيرات الامنيات بسبب وضعنا بقسم جنائي للرجال، كان هناك معتقل جنائي يغني بأسلوب وكلمات فحواها مليئة كلمات وايحاءات جنسية، ونتيجة تكرار فعله هذا "الجاسوس" وعدم اسكاته ومعاقبته من قبل إدارة السجن قمنا بارجاع وجبتا طعام من الاكل انا و الاسيرة ربى عاصي كخطوة احتجاجية على هذا الموضوع".

" بالإضافة لكل الظروف السيئة أعلاه فمعبر الشارون يعتبر عزل وظروف حرمان كاملة حيث كنا بدون أدوات كهربائية، بقيت هناك 14 يوم بمعبر الشارون وهي كانت بالنسبة لي عبارة عن 14 سنة، حيث ان الاهانات والتحرش اللفظي الذي تعرضنا له بمعبر الشارون كان اصعب من ظروف االتحقيق، بعدها تم نقلي الى سجن الدامون والذي ما زلت به لليوم الحالي، أعاني من ألم في العظام وهشاشة، وحالتي الصحية متدهورة، وعندي كتلة على الاوتار الصوتية وعند النوم اكاد اختنق فاضطر النوم بطريقة شبه جالسة... نحن نموت".