القدس- معا- شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا في عدد إصابات كورونا في البلدات العربيّة في النقب، فسجّلت رهط، لوحدها، مئة إصابة جديدة خلال الأسبوع الأخير فقط.
كما ارتفعت الإصابات في قرية اللقية وعادت الإصابات إلى بلدة كسيفة، ودخلت الفيروس، لأوّل مرّة، إلى تل السبع وحورة.
ويختلف تعامل السلطات المحلية مع الجائحة من بلدة إلى أخرى، لكنّها تلتقي عند مطالبتها الأهالي باتباع إرشادات السلامة ووقف إقامة المناسبات الكبيرة والتخلي عن التجمعات.
رهط: لا خلاص من الأزمة دون التزام الأهالي
وعن وضع مدينة رهط، كبرى مدن النقب، قال عضو البلديّة عن المعارضة، حسن النصاصرة، لـ"عرب ٤٨" إنّ الوضع لا يبشر بالخير، "رهط مدينة على حافة الدخول في التصنيف الأحمر، لا نشعر بفرض إجراءات السلامة على المدينة، وهذا سيف ذو حدين. الأعراس والمناسبات الكبيرة مستمرة في رهط بشكل طبيعي والحركة التجارية لم تتوقف، المكان الوحيد الذي تطبق فيه الإجراءات بشكل فعلي هو المساجد، ولا ترى تفاعلًا مناسبا من الأهالي مع الإرشادات".
اقتصاديًا، قال النصاصرة إنّ "رهط مدينة تعتمد على المصالح الصغيرة. معظم المصالح عليه ديون وقروض بنكية تحتاج سدادًا. الإغلاق سوف يضرّها وقد يقضي عليها، ولكن إذا استمر هذا التعامل مع الأزمة من قبل الأهالي قد لا يتوقف انتشار المرض، ونُجبَر على إجراءات أصعب بكثير، قد تضر الحالة التجارية على المدى البعيد".
وقال عضو الائتلاف البلدي، سليمان العتايقة، لـ"عرب ٤٨" إن الأعراس "تشكّل المشكلة الأكبر رغم التواصل مع الأهالي بشأنها. أعلمت الشرطة رئيس البلدية اليوم أنها سوف تتواجد في جميع الأعراس التي سوف تقام في المدينة وهي 7 أعراس، وفي حال انتهكت تعليمات السلامة ستقوم بفضها، لا أحد يريد الوصول إلى هذه المرحلة، ولكن أكثر من نصف الإصابات النشيطة في البلدة والإصابات في الأسابيع الأخيرة هي من الأعراس وحفلات الحناء".
اللقية بلدة خضراء
وفي قرية اللقيّة، التي صُنفت "بلدة حمراء" خلال الأسبوع الماضي، شاركت شخصيات من القرية فرحها بالتزام الأهالي بتعليمات السلامة، ما أثمر عن خروج القرية من التصنيف الأحمر.
وقال عضو المجلس المحلّي، المربي محمد الصانع، لـ"عرب ٤٨" إنّ اللقيّة خضراء، "وصلنا ذلك من مسؤول من وزارة الصحة في الجنوب. في اللقية تحقّق نجاح باهر في غضون أيّام معدودة لم يسبق له مثيل في بلدات أخرى، نحن بانتظار جلسة لجنة كورونا التي ستعقد الأسبوع القادم لرفع كافة القيود عن البلدة".
تفاؤل في كسيفة
رئيس المجلس المحلي كسيفة، عبد العزيز النصاصرة.
وتفاءل رئيس المجلس المحلي كسيفة، عبد العزيز النصاصرة، بالوضع الحالي، وقال "تستمرّ أعداد المصابين في الانخفاض ونتمنى الشفاء للجميع. نشكر الأهالي في بلدة كسيفة على التزامهم. ونرى تطبيق إجراءات السلامة في الشوارع والمحال التجاريّة. هنالك قرابة 15 حالة في بلدة كسيفة اليوم نسأل الله لهم الشفاء وخلاص بلداتنا العربية من هذه الآفة".
وقال النصاصرة إنّ "المطلب الوحيد هو وقف المناسبات في هذه المرحلة أو تقليصها، رغم أن الأعراس التي أقيمت في كسيفة قليلة، والناس خلالها حافظت على لبس الكمامات والتباعد، ولكن لا زلنا نصبو إلى الوصول لمرحلة أفضل من تطبيق الإرشادات. قمنا، أيضًا، بفتح المدارس ونفخر بتعامل الأهالي مع الأمر وتحلي الطواقم التدريسية بالمسؤولية".
المصدر: عرب 48