السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أول مليون شيكل لتنفيذ 6 مشاريع ضد الاستيطان

نشر بتاريخ: 15/09/2020 ( آخر تحديث: 15/09/2020 الساعة: 15:27 )
أول مليون شيكل لتنفيذ 6 مشاريع ضد الاستيطان

روابي- معا- أعلن القائمون على مبادرة "عالأرض"، عن تقديم أول مجموعة منح بقيمة مليون شيكل للمباشرة في تنفيذ ستة مشاريع إبداعية تعزّز قدرة المواطن الفلسطيني على الصمود فوق أرضه المهدّدة بالاستيطان المتواصل والمتصاعد.

جاء ذلك خلال حفل أقيم في الهواء الطلق، تماشياً مع إجراءات السلامة، في ساحة العلم الفلسطيني في مدينة روابي، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية من مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والأكاديمية، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المحلي.

وقال عضو اللجنة المركزيّة ونائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" محمود العالول، في كلمته خلال الحفل "يسعدني أن أكون معكم كي نسلط الضوء على هذه المبادرة وهذه الفكرة الرائعة وعلى نقطة الضوء التي صنعتموها، فنحن أحوج ما يكون لمثل هذه المبادرات التي تسهم باستعادة كم كبير من القيم التي نكاد نفقدها خلال هذا العصر".

وأضاف العالول: "نحن بحاجة لهذه المبادرة إلى درجة كبيرة للغاية، وتحديدًا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني الذي يحتاج منّا أن نعزّز صموده بمثل هذه الأفكار، لأننا نمر بظروف صعبة جدا لها علاقة باستباحة الأرض والمصادرة والبناء الاستيطاني، ومثل هذه المشاريع تساعد بالمحافظة على أرضنا وممتلكاتنا وأرواحنا ومقدساتنا".

وأكد العالول أن "عالأرض" تسهم في استعادة روح المبادرة، وتبرز أهمية تعزيز قدرتنا على الصمود، والتي تعد مسؤولية جماعية على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن المرحلة تقتضي المبادرة دون الوقوف والانتظار بذهول وصمت. وختم العالول كلمته بشكر المصري وفريق المبادرة على جهودهم الرائعة، قائلاً "نأمل أن يسهم الترويج للمبادرة هذه الليلة في أن تتحول إلى عدوى يستلهمها الجميع".

ومن جهته، أشاد بشار المصري بالمبادرات الريادية والمشاريع الخلاقة التي تقدم بها العشرات من أبناء وبنات الوطن، وقال "عندما أطلقت مبادرة "عالأرض" في مطلع هذا العام، كنتُ واثقاً أننا سنرى أفكارًا إبداعية تعكس قدرات وعزيمة شعبِنا للحفاظ على أرضه ومواجهة الاستيطان، وما شاهدناه هذه الليلة من مبادرات ريادية ومشاريع خلاقة يدعو إلى الفخر والاعتزاز، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها".

ودعا المصري إلى تحقيق المزيد من الإنجازات لنثبت أقدامنا على ما يسمى بمناطق (ج) من أرضنا المهددة باستمرار، مؤكّدًا "اليوم بدأنا بأول مليون، وأنا على أتم الاستعداد لدعم المزيد والمزيد من المشاريع، التي ستوسع ساحات النضال ضد الاستيطان محلياً ودولياً". وأعلن في الحفل عن إطلاق الدورة الثانية لمبادرة "عالأرض" وفتح الباب لاستقبال مشاريع جديدة.

وعن لجنة التحكيم، قال بشار المصري "وجودكم كان تأكيداً على فعالية ومصداقية وشفافية مبادرة "عالأرض"، ولي الفخر العظيم أن أعمل معكم، وإن شاء الله مع اللجان القادمة أيضًا". ووجه شكره لفرق المتطوعين في المبادرة، قائلاً "أنتم الإصرار والأمل.. أنتم حُماة الديار.. لن نقبل بسلام باطل، وسنعمل سوياً لنحقق سلاماً عادلاً يضمن لنا العيش بكرامة دائمة على الأرض"، مضيفاً "نحن الفلسطينيين، أصحاب هذه الأرض، قادرون على بناء دولتنا واقتصادنا ولن نتوانى عن بذل أقصى جهد ممكن للتصدي لكل محاولات طمس هويتنا".

من جهتها، استعرضت د. دلال عريقات، عضو لجنة التحكيم، آلية اختيار الأفكار المستوفية للشروط، وطريقة فرزها ومناقشتها مع الفرق المتقدّمة، وطريقة العمل المتبعة لتطوير المشاريع وبلورتها لتصبح أكثر واقعية وقابلية للتنفيذ ضمن جدول زمني واضح لتحقيق أهدافها ولمس نتائج عملية.

وكانت اللجنة قد عقدت العديد من اللقاءات المباشرة والافتراضية من خلال تقنيات الاجتماع عن بعد في ظل فترة الإغلاق التي رافقت إعلان حالة الطوارئ، وذلك لدراسة ومناقشة مئات الأفكار المتنوعة التي تلقّتها المبادرة من مختلف المحافظات والقطاعات الحيويّة. ولفتت عريقات إلى أن المشاريع التي اختارتها لجنة التحكيم قد حصلت على الدعم اللوجستي والتقني والمهني بالإضافة إلى الدعم المالي، حيث قامت فرق متطوعي المبادرة بزيارة المواقع التي سيتم تنفيذ المشاريع المتأهلة فيها والعمل مع طواقمها، لمساعدتهم على تطوير المقترحات بآلية ممنهجة للوصول إلى رؤية نهائية تضمن استمراريّة تنفيذ المشاريع على الأرض.

وتم خلال الحفل عرض فيديو قصير لكل من المشاريع الستة ولقاءات مع القائمين عليها، وكانت هذه الفرق قد تجاوزت ثلاث مراحل تقييم عملت خلالها على تطوير الأفكار وبلورتها لتعزيز صمود أهالي المناطق التي ستُنفّذ فيها المشاريع. ففي القطاع السياحي تنوّعت المشاريع ما بين مسار سياحي ينفّذه فريق "مسافر يطّا تورز" في قرية التوانة جنوب الخليل، لإنعاش السياحة الداخلية في منطقتهم المحاطة بالمستوطنات، واستقطاب المواطنين وطلاب المدارس والجامعات إضافة إلى الأجانب، فيما تضمّن مشروع فريق "الخيام السياحية"، في بلدة العوجا شمال شرق أريحا، تشييد فندق من الخيام للإقامة المؤقتة؛ وذلك بهدف استقطاب السياحة الداخلية والخارجية الترفيهية، بما يساعد في منع تمدد المزرعة الاستيطانية والتهام مزيد من الأراضي الفلسطينية في المنطقة وتثبيت التجمعات البدوية ودعم صمودها.

وفي القطاع الزراعي، ركّز فريق "إعادة إحياء المناطير الزراعية" في محافظة سلفيت، على بناء مناطير تحاكي العمارة التقليدية الريفية الفلسطينية في المناطق المهددة بالمصادرة والسرقة من المستوطنين، وذلك في التفاف على سياسة الاحتلال التي تمنع إقامة المنشآت الخرسانية في المناطق المصنّفة (ج)، مما سيعمل على تشجيع السكان على استصلاح أراضيهم والبقاء فيها لحمايتها. وفي القطاعين الاقتصادي والترفيهي، تضمن مشروع فريق "همّة شباب"، في قرية المغير شمال شرق رام الله والتابع لمؤسسة "بيالارا"، على توفير وتجهيز متنزهات وأماكن ترفيهية وأسواق شعبية متنقلة في عدة مواقع داخل قرية المغيّر، مما يزيد من فرص العمل ويخلق بدائل ترفيهيّة ستسهم في التخفيف من عزلة القرية وتحسين بيئة السياحة فيها وجعلها منطقة جذب لأهداف التسوق والترفيه. وفيما يتعلق بمجال التوعية وحشد التضامن مع القضية الفلسطينية، فسيعمل فريق "شباب صمود" من قرية التوانة جنوب الخليل، على بناء وتجهيز مركز تواصل مجتمعي وبيت ضيافة لاستقطاب الشباب وتنظيم الأنشطة المختلفة والتخطيط للفعاليات السلمية المناهضة للاستيطان، ما سيسهم في إطلاعهم على انتهاكات المستوطنين ومشاهدتها على الأرض.

أما في مجال التوثيق، فسيعمل فريق "ديب روت" في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، على توثيق اعتداءات المستوطنين من خلال أبراج مراقبة مزوّدة بأجهزة تصوير، ونشرها على تطبيق إلكتروني سيعمل على إنذار الأهالي عند وجود نشاط استيطاني أو أي شكل من أشكال الاعتداء؛ لتشكيل شبكة بؤر دفاعية فلسطينية سلمية في المناطق المهددة بالاستيطان الإسرائيلي.

وفي نهاية الحفل، كرم العالول ووزير الاقتصاد د. خالد العسيلي ممثّلًا عن رئيس الوزراء، والقائمون على مبادرة "عالأرض"، المواطن الصامد سامي صادق، رئيس مجلس قروي قرية العقبة شمال الغور، الذي جسّدت قصّته مثالًا يُحتذى به في صمود الفلسطيني على أرضه المهدّدة بالنشاط الاستيطاني، بعد أن أعاد إحياء قريته التي هُجّر منها أكثر من ثلثي سكانها منذ احتلالها إبّان نكسة حزيران عام 1967، حيث لم تمنعه إعاقته عن الحركة التي نجمت عن إصابته برصاص الاحتلال، من الوقوف أمام محاولات الاحتلال ومستوطنيه المستمرّة لهدم قريته الصغيرة المحاصرة بقاعدتين عسكريتين تابعتين لجيش الاحتلال الذي يهدد بمسحها عن وجه الأرض، وترحيل ما تبقى من سكانها.

ومن الجدير بالذكر، أن مبادرة "عالأرض" أطلقها بشار المصري بداية العام الجاري بتمويل شخصي منه، وتضم لجنة التحكيم للدورة الأولى كلاً من فيرا بابون، أكاديمية فلسطينية والرئيس الأسبق لبلدية بيت لحم،ودلال عريقات، أكاديمية وباحثة فلسطينية،وسام بحور، مستشار أعمال فلسطيني،وإيهاب الجريري، إعلامي وناشطفلسطيني، وعارف الحسيني، مهندس وروائي فلسطيني.

أول مليون شيكل لتنفيذ 6 مشاريع ضد الاستيطان