جنين- معا- عقدت "حكي القرايا" المجموعة الافتراضية عبر الإنترنت وتجمع منتجي العنب في جنين لقاءً لمناقشة تدهور تسويق العنب في محافظة المحافظة، وسبل دعم الفلاحين في تسويق منتجهم.
وشارك في الحوار، الذي عقد في مزرعة أحمد أبو الرب بقباطية، ممثلو وزارة الزراعة في مديرتي جنين وجنوبها، وأعضاء في "تجمع العنب"، وعضو مجلس أمناء حكي القرايا عمر عبد الرحمن، وأعضاء تنسيقة المجموعة في جنين، وناشطون وناشطات فيها.
واستهل منسقا "حكي القرايا" في جنين عبد الكريم شلاميش وإبراهيم نواهضة بالتعريف في المجموعة التي بدأت عبر شبكة الإنترنت، وتضم 107 آلاف عضو، وبدأت تنشط في دعم المزارعين وإسنادهم، وتنفذ أسواقًا للفلاحين، وتعكف على تدشين نقاط بيع لمنتجات تعاني تدني الأسعار، وسوء التسويق.
وأشارا إلى أن المجموعة خرجت من الواقع الافتراضي، وافتتحت مدرسة للتراث، وتستعد لتعليم المزارعين أسس تصنيع منتجات العنب كالملبن، والزبيب، والدبس، والمربى، في محاولة لتقليل خسائرهم، وستسعى العام القادم لمهرجان تسويق للعنب في جنين.
وقال شلاميش ونواهضة إن "حكي القرايا" ستدعو الأعضاء في محافظات الوطن إلى التسوق من عنب جنين، عبر نقاط بيع سيعلن عنها قريبًا.
وأكد رئيس تجمع منتجي العنب في محافظة جنين، صادق نزال أن أسعار العنب هذا العام كانت بين شيقلين وأربعة شواقل ونصف، وهذا "ليس عادلًا للمزارعين"، الذين كانوا يأملون بيعه بـ4-6 شواقل لتغطية تكاليفه المرتفعة، وجرى تسويقه بالفعل العام الماضي بسعر أفضل.
وعزا سبب تدني الأسعار هذا العام إلى منافسة العنب الإسرائيلي، وضعف القوة الشرائية، فيما يوضح أن تكلفة الدونم الواحد تصل إلى 17 ألف شيقل، أما بيع الورق فلا يغطى سوى بعض التكاليف.
وأضاف أن محافظة جنين تضم نحو 4 آلاف دونم عنب منتجة وغير منتجة، غالبيتها من صنف بيروتي. ويصل حجم المنتوج إلى 6 آلاف طن، بيع نصفه تقريبًا، ويتهدد النصف الباقي خطر التلف إذا لم يسوق خلال أيام قليلة.
ويخشى نزال من ردة فعل بعض المزارعين بسبب تدني الأسعار وعدم بيع المحصول، باللجوء إلى اقتلاع بساتينهم، والتوجه إلى زراعات أخرى "إذا بقوا وحدهم".
ووفق التجمع الذي تأسس عام 2018 ويضم 90 مزارعًا، تذهب النسبة الأكبر من التكاليف على الأسمدة، والري، والمبيدات التي تتطلب بعض أنواعها 1500 شيقل في الرشة الواحدة، أما الأيدي العاملة والحراثة فأقل.
ويسعى "منتجو العنب" إلى التأثير على وزارة الزراعة لضبط أسواق العنب من الأصناف المهربة، والتنسيق لأيام تسوق مباشرة للمستهلكين في محافظات طولكرم، وأريحا، وقلقيلية، وسلفيت، ونابلس، ورام الله.
وقالت مديرة مكتب زراعة جنوب جنين، لمى أبو بكر، إن الوزارة تبذل كل جهودها لحل أزمات التسويق، وتصدر قرارات بمنع إدخال العنب والمنتجات الأخرى من المزارع الإسرائيلية، لحماية المنتج الوطني.
وأوضح ممثل زراعة جنين، راغب زيد، ضرورة إقناع المزارعين بتنويع أصناف العنب، والتوجه نحو التصنيع الزراعي.
ودعا المزارع عمر نزال إلى تدخل حكومي لإطالة فترات التسويق إلى 120 يومًا، من خلال توجيه الممولين لإنشاء برادات بوسعها حفظ المنتج لشهرين. وأشار إلى أن القوة الشرائية للمستهلكين تراجعت بفعل كورونا، وبسبب عدم وصول المتسوقين من الداخل المحتل.
واختتم عضو مجلس الأمناء لـ"حكي القرايا"، عمر عبد الرحمن اللقاء بالدعوة إلى دعم المزارعين الجدي وإسنادهم بكل السبل المتاحة، والتحول نحو تطوير التصنيع الزراعي، الذي كان رائجًا في الماضي، ونفذته الجدات باقتدار، وكان يحل مشكلة كساد منتجات الأرض.