القدس- معا- قال رئيس اتحاد كرة القدم جبريل الرجوب إنه رغم الظروف الصحية التي تمر بها فلسطين والعالم أجمع نتيجة جائحة كورونا، ورغم التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية، ستبقى الرياضة مُوحدة برزنامة ورؤية واحدة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الأول للمكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم، الذي عقد اليوم الخميس برئاسة الرجوب، وبمشاركة أعضائه من المحافظات الشمالية، وعبر تقنية "الفيديوكونفرس" من المحافظات الجنوبية والشتات.
وأكد الرجوب ضرورة أن يشكل الاجتماع الأول انطلاقة حقيقية لصالح حركة رياضية وطنية فلسطينية تُعبر عن كل مكونات الرياضة في الوطن والشتات، وعن طموح وآمال أبناء شعبنا وقيادته الداعمة لأجندات الاتحاد وتوفيرها كل أسباب النجاح للمشروع الرياضي في بعده الوطني.
وتمنى الرجوب من الأعضاء الجدد أن يتحلوا بروح وعزيمة لها علاقة ورغبة في المساهمة الإيجابية، مشيراً إلى أن الرياضة في فلسطين لم تبدأ من اليوم، ولكن عمرها أكثر من مئة عام. ونوه إلى أن مأسسة الاتحاد على مستوى عالٍ بدأت منذ الـ12 عاما الماضية، وذلك بإدارة جماعية ووطنية، ودعم وإسناد من النظام السياسي والحاضنة الشعبية إضافة للقطاع الخاص، آملاً أن يُدرك الأعضاء الجدد قيمة الموروث الرياضي الذي سوف يعملون للبناء عليه وتطويره.
ولفت الرجوب، إلى أن العاملين الحاليين في القطاع الرياضي مدينون لقرارات اتخذت على مدار 12 عاماً مبنية على ثلاث مسائل رئيسية هي: الحفاظ على حيادية الرياضة وإبعادها عن التجاذبات السياسية، وإدارتها برؤية وطنية شاملة في كافة المناطق داخل الوطن وحيث أمكن في الشتات، إضافة إلى العمل على إدارة وتطوير ونشر وحماية اللعبة وفق اللوائح المعمول بها في الاتحادين القاري والدولي.
وأكد الرجوب أن الاتحاد لن يكون مسرحاً لأي شكل من التجاذبات أو التناقضات السياسية، مشدداً أن النقاش يجب أن يكون رياضياً فقط، لافتاً إلى أن المكتب التنفيذي للاتحاد سوف يتحمل المسؤولية الوطنية كاملة، مؤكداً أنه لن يكون هناك قراراً لمجلس الاتحاد بالأغلبية، ولكن كافة القرارات سوف تكون بالحوار وفق منظور رياضي وطني وبحيث يقود هذا الحوار إلى حالة من التوافق.
وأشار الرجوب إلى أن المنظومة الرياضية تواجه تحديات عديدة، تتمثل في ملف الانقسام السياسي والذي أصبحنا في مرحلة طيّه، لافتاً إلى أن المنظومة الرياضية شكلت نموذجاً يتحذى به في الوحدة خلال الأعوام الماضية، وهو ما يجب الحفاظ عليه، إضافة إلى الاحتلال الذي يسعى بكافة الطرق لتدمير الرياضة الفلسطينية وعرقلة عجلة تطورها، مشدداً على ضرورة أن تكون الضوابط والقوانين هي من تحكم سلوكنا وليس رغباتنا أو نزواتنا.
كما أكد رئيس الاتحاد أن هناك العديد من التحديات الأخرى، أبرزها ما تواجهه الأندية من أزمة مالية، الأمر الذي يعتبر مسؤولية تقع على عاتق جميع أركان اللعبة للبحث وتوفير مصادر دخل جديدة، مشدداً على ضرورة أن تراعي رزنامة المسابقات الظروف والأزمة التي تمر بها الأندية، ومشيراً في هذا السياق إلى أن دعم الأندية من قبل الاتحاد أو من الجهات الحكومية هو من منطلق الواجب الوطني وليس قراراً.
وشدد الرجوب على ضرورة أن تعمل الأندية على تصويب أوضاعها الإدارية كخطوة باتجاه المأسسة وفي سبيل نيل رخصة الاتحاد الآسيوي، منوهاً إلى ضرورة تركيز الأندية أيضاً على الفئات العمرية من خلال تأسيس الأكاديميات الكروية الخاصة بها وذلك بهدف بناء لاعب قادر على تمثيل النادي والمنتخبات الوطنية بأفضل صورة.
وفي سياق آخر، أشار الرجوب إلى أن الموسم الكروي في المحافظات الجنوبية والشتات قد اختتم، فيما لم يختتم في المحافظات الشمالية على مستوى الفروع، آملاً أن يتم اختتامه قريباً وفق البروتوكول الصحي.
وأكد أنه وبناء على تطورات الوضع الصحي يتم تحديد موعد انطلاق الموسم الكروي الجديد في المحافظات الشمالية والجنوبية والشتات بشكل متزامن أو كل على حدة.
وبعد التثبت من النصاب القانوني، تمت المصادقة على تعيين فراس أبو هلال، أميناً عاماً جديداً للاتحاد، على أن يتم اختيار مساعدي الأمين العام في المحافظات الجنوبية والشتات وعرضهم على المكتب التنفيذي للاتحاد في اجتماعه المُقبل للمصادقة عليهم.
كما تم التأكيد على السياسيات العامة والثوابت الأساسية لعمل المكتب التنفيذي والاتحاد الوطني لكرة القدم بكل أركانه في المرحلة المقبلة، إضافة للتأكيد على انتظام اجتماعات المكتب التنفيذي والجمعية العمومية واللجان الدائمة.
وتم خلال الاجتماع ايضاً التأكيد على تجسيد حالة النظام التي تحكم عمل الاتحاد كوحدة واحدة في المحافظات الشمالية والجنوبية والشتات من النواحي الإدارية، المالية، التطويرية، الإعلامية والتسويقية.
وأكد المجتمعون على خارطة الطريق التي طرحها رئيس الاتحاد في ختام اجتماع الجمعية العمومية التاسع للاتحاد، باعتبارها تُشكل أساساً لبناء رؤية استراتيجية تتضمن سياسات وآليات لتطوير اللعبة، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تعمل على البحث عن قواسم مشتركة لتطوير الرياضة، إضافة إلى تكليف الأمانة العامة الجديدة بالاتحاد بوضع مجموعة من الضوابط الموضوعية والتي تكون على شكل قواعد إرشادية تحكم العلاقة بين أعضاء المكتب التنفيذي.
واتفق على بدء العمل بتشكيل لجنة لمراجعة وتحديث النظام الأساسي للاتحاد على أن يتم طرح اللجنة على أعضاء المكتب التنفيذي والجمعية العمومية في اجتماعها القادم لإقرارها، كما كُلفت الأمانة العامة الجديدة بإعداد تصور لتشكيل لجنة الحوّكمة.
كما تم الاتفاق خلال الاجتماع على ترشيح سيدتين لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد كممثلات لفرعي الاتحاد في المحافظات الجنوبية، وذلك وفقاً للاتفاق مع الاتحادين القاري والدولي.
وتلقى الرجوب على هامش الاجتماع اتصالاً هاتفياً من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو، الذي أعرب عن دعمه لمجلس إدارة الاتحاد الجديد في مهمته المقبلة، إضافة لتأكيده على دعم كرة القدم الفلسطينية، مشيراً إلى أنه يتطلع لزيارة فلسطين في أقرب فرصة مُمكنة.