بيروت-معا- أحيا أبناء شعبنا في لبنان، اليوم الجمعة، الذكرى الـ 38 لمجزرة صبرا وشاتيلا، بمشاركة لجنة "كي لا ننسى" وبلدية الغبيري، باحتفال تأبيني أقيم في ساحة المجزرة بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال رئيس بلدية الغبيري معن خليل، في كلمته، إن إحياء ذكرى المجزرة سيبقى لرفع الصوت عاليا، حتى يبقى العالم يستذكر هذه المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ.
وطالب خليل بإعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان إلى حين عودتهم إلى أرضهم المحررة وعاصمتها القدس، معلنا أنه سيبقى يسعى وبلدية الغبيري لإنشاء معلم يؤرخ للمجزرة.
بدوره، اعتبر مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله حسن حب الله أن التطبيع الذي يحصل اليوم بين بعض الأنظمة العربية والاحتلال الإسرائيلي ترفضه الشعوب العربية التي ما تزال ترفض التطبيع مع الاحتلال.
من جانبه، قال سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، في كلمته، "نقول هنا للذين نقف أمامهم بإجلال وإكرام السلام عليكم، السلام على الذي زهقت أرواحهم غدرا في عتمة الليل، السلام على الأبرياء الآمنين الذين ارتقوا على يد الحاقدين، دماؤكم كانت محاولة لكسر الإرادة لكنها فجرت مقاومة دحرت قوات الغاصب"، مؤكدا أن الشعوب لا تموت ولا تكسر إرادتها.
وأضاف: "ونحن نحيي ذكرى الألم تتصاعد علينا الهجمة العدوانية الأميركية الصهيونية بأهدافها المرئية وغير المرئية، والساعية إلى إنهاء المشروع الوطني الفلسطيني وإنهاء الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية والتحرير، من خلال ما نراه من خطوات لتطبيق صفقة القرن، فبعد عجزهم عن تنفيذها راحوا يلتفون عليها بطرق أخرى في محاولة لتطبيقها، ولكن خسئوا".
وأكد دبور أن إقامة علاقات تطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي ودول وأنظمة عربية هو انتهاك صارخ لقرارات القمم العربية التي أُقرت، مشيرا إلى أنه بانخراط هذه الأنظمة في تحالفات سياسية اقتصادية وأمنية فإنها تنشر ثقافة التبعية والالتحاق بالمشروع الصهيو أميركي، وتسير في استراتيجيات تخالف طموحات وآمال شعوبها.
وقال: "في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة نقف موحدين تجمعنا قضيتنا العادلة معاهدين البقاء على عهد الشهداء وصدق الانتماء، مستندين على وحدة وطنية سوف نكرسها في الاستمرار بالمقاومة والتضحية التي لا تنتهي إلا بإنجاز حريتنا باستقلالنا الوطني وحقنا الأزلي غير القابل للتصرف"، موجها التحية إلى أعضاء لجنة "كي لا ننسى" الذين لم يستطعيوا بسبب جائحة "كورونا".
من ناحيته، أعلن كامل مهنا باسم لجنة "كي لا ننسى" إقامة معرض دائم لذكرى المجزرة في منطقة حارة حريك، على أن يطوف المعرض كافة أنحاء العالم لكشف وحشية الاحتلال الإسرائيلي.
وألقت ديانا الأحمد كلمة أهالي ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، حيّت فيها جميع الشرفاء الذين يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية، مضيفة أنه رغم مرور 38 عاما فما تزال المجزرة حاضرة في ذاكرة الأمهات والناجين.
وفي كلمة له، قال مسؤول الجبهة الشعبية-القيادة العامة في لبنان أبو كفاح غازي، إن هناك مجزرة وجريمة سياسية ترتكب اليوم بحق شعبنا وقضيتنا من قبل أنظمة عربية، تتساوق مع صفقة القرن التي أعلنها ترمب، مؤكدا أن الرد الحقيقي على ما يتم هو خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية التي أسسها اجتماع الأمناء العامين في رام الله وبيروت، وأتاح التباشير لشعبنا بأن الوحدة الوطنية هي الأساس، وأن منظمة التحرير هي الإطار الجامع للكل الفلسطيني.
بدوره، أكد أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أثناء غزوه للبنان مع حلفائه وعملائه جريمة العصر، عندما استفرد بهذا المخيم بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية، مطالبا بتقديم القتلة إلى العدالة.
وأضاف أبو العردات: "ونحن نحيي هذه الذكرى شاهدنا مهزلة بالأمس والمتمثلة بتوقيع اتفاقية تطبيع بين الإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال"، مؤكدا أن ردنا على ذلك سيكون بمزيد من الوحدة.
وأشار إلى أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل برئاسة الرئيس محمود عباس صاحب الموقف الحازم والصارم، عبر عن موقف الشعب الفلسطيني بكل إيمان وإرادة ووضوح، وعبر عن موقف الشهداء والأسرى والمعتقلين .
ووضع قادة الفصائل الفلسطينية، والقيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة للمقاومة الشعبية، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية واللجان الشعبية، والفرقة الكشفية والموسيقية التابعة لحركة فتح، وأشبال وزهرات الحركة وكافة الأطر التنظيمية والمكاتب الحركية أكاليل زهور على النصب التذكاري لشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، بدعوة من منظمة التحرير وحركة فتح.