الكاتب: د. هالا الوريكات
يرحل خالد حسيني في روايته الف شمس ساطعة بقارئها الى افغانستان رحلة اشبه ما تكون ملحمة تاريخية وفي رحلة حياة سيدتي الرواية مريم وليلى يتنقل خالد حسيني في التاريخ الافغاني على مدى اربعة عقود تبدا من الملكية وتنتهي بسقوط طالبان.
في وصف دقيق ممتع رائع للحياة اليومية لسيدتي الرواية يعطي حسيني القارئ فرصة للتعرف على فئات المجتمع الافغاني وعاداته وتقاليده والتقسيمات الطبقية فيه، وببراعة الحبك والتصوير يبرز نقاط الاتفاق والاختلاف في المجتمع الافغاني دون ان يخرج قارئه عن سرد قصة سيدتي الرواية.
في مايزيد عن خمسمئة صفحة يسرد حسيني حكاية امراتين من جيلين وخلفيتين ثقافيتين مختلفتين تفرقهما علاقة المراة بالرجل ويجمعهما الالم والوحدة والنظرة الاجتماعية السلبية الى المرأة، كلما ازداد الضغط والظلم كلما تفجرت بينهما ينابيع المحبة فتمنح ليلى مريم الامومة التي فقدتها ردحا من الزمن وتمنح مريم ليلى الحياة التي تمنتها منذ زمن.
تقدس الرواية العائلة والعلاقة الاسرية وترجع اليها بشكل اساسي الاستقرار النفسي والعاطفي للانسان او انعدامه ، تبرز الحب وما يلعبه في تحريك حياة المراة حتى احيانا ذكراه تخلق امراة جديدة قوية مغامرة تقف في وجه الصدمات كما هي جبال كابول.
يرى الكاتب ان العائلة والحب هما الدافعان الاساسيان للحياة في واقع الحياة اليومية للمراة الافغانية، وجودهما هو الدافع للاستمرار وفقدهما هوسبب لا يستدعي التفكير مليا للتخلي نهائيا عن هذه الحياة.
في رحلة التعب والشقاء اليومي، وفي رحلة الدفاع الداخلي المختبئ على استحياء في داخل ليلى ومريم تستمر وتستمر المحاولات لتغير الرجل والمراة ، للتخلص من العقدة الازلية بين الذكر والانثى ونقلها من النظرة من الاعلى الى الاسفل الى النظر في خط افقي متوازٍ.
رحلة لاظهار شكل جديد من النضال نضال المراة الافغانية نموذجا في تفاصيل الحياة اليومية.
رحلة نضال لا يلقي لها الكثير بالا لكنها تسحق الكثير والكثير والكثير من النساء كل يوم في كل مكان على الارض ملايين النساء الشهيدات شهيدات التمييز المجتمعي على اساس الجنس.