القدس - تقرير معا- مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأسابيع الأخيرة في مدينة القدس، تعالت الأصوات المحذرة من خطورة الأوضاع الصحية فيها، ومدى قدرة المستشفيات على استيعاب المصابين وعلاجهم، فيما صنفت أحياء عدة خلال الأيام الأخيرة بأنها "حمراء" حتى تقرر الإغلاق الكامل والحجر الصحي الشامل منذ عصر يوم الجمعة الماضية ولمدة 3 أسابيع للحد من انتشار الفيروس.
وفي آخر إحصائيات لأعداد المرضى في مدينة القدس، أوضحت البلدية أن 114 إصابة سجلت في المدينة خلال يوم أمس، موضحة أن أعلى المناطق التي سجلت إصابات : بيت حنينا 21 إصابة، 19 إصابة سلوان، 18 شعفاط، 10 إصابات كفر عقب والبلدة القديمة، إضافة إلى إصابات متفرقة شملت كافة أحياء المدينة، ومن بين الإصابات 119 إصابة في المستشفيات.
وأصدرت وحدة مكافحة كورونا القدس، الاثنين الماضي، تقريرا مفصلا عن المصابين بالفيروس، أوضحت خلاله أن 8969 مواطنا أصيبوا بالفيروس من بينها 1856 إصابة، و٥٤حالة وفاة في القدس منذ بداية انتشار الفيروس قبل 7 أشهر.
وفي مدينة القدس الشرقية، ومنذ إعلان حالة الطوارئ بعد انتشار الفيروس، افتتحت أقسام مخصصة لمرضى الكورونا في مستشفى المقاصد في بلدة الطور، وسانت جوزيف (الفرنساوي) في حي الشيخ جراح، فيما خصّص مستشفى المطلع قسماً خاصاً معزولاً في حال إصابة أي من مرضاه من مرضى السرطان وغسيل بالفيروس.
وللاطلاع على أوضاع المستشفيات في المدينة مع ارتفاع أعداد الإصابات، أوضح مدير مستشفى الفرنساوي في مدينة القدس جميل كوسا لوكالة معا أن المستشفى عمل على تجهيز القسم الخاص بمرضى الكورونا خلال شهري آذار ونيسان الماضيين، بطاقة وصلت إلى 28 سريراً، ومنذ بداية شهر آب الماضي شهد قسم الكورونا بالمستشفى ارتفاعاً بالأعداد وامتلأت أسرّة المرضى، لافتا انه خلال الأيام الأخيرة كان القسم ممتلئ بالكامل، ويوم أمس الثلاثاء كان يوجد 3 أسرة فقط، فيما العديد من المرضى بانتظار مكان شاغر فيه.
وأضاف كوسا أن 4 مصابين في وضع صحي صعب أحدهم على جهاز التنفس، فيما سجلت 3 حالات وفاة بالفيروس بداية شهر أيلول الجاري.
وأوضح أن إدارة المستشفى بصدد دراسة تحويل أحد أقسامها وتخصصه لمرضى الكورونا، مع ارتفاع أعداد المصابين في المدينة والتوقعات بازديادها وبالتالي فإن الحاجة الملحة ستكون للمزيد من الأسرة، موضحا وجود 9 أجهزة تنفس في المستشفى، وفي حال التوقعات بازدياد أعداد المصابين بالفيروس مع بداية الخريف من المتوقع أن تكون هناك الحاجة للمزيد.
وقال أن الوضع خطير وليس بالسهل، لكننا نعمل ونحرص على تقديم الخدمات للمقدسيين ولاستقبالهم وتوفير العلاج.
وطالب الأستاذ كوسا من المرضى وأهاليهم التعاون مع المستشفى، ففي حال الشعور بأي من أعراض الفيروس التوجه لأماكن الفحص وانتظار النتيجة وفي حال تبين الإصابة فإن المستشفى على استعداد تام لاستقباله، فمن الخطورة أن يأتي من لديه أي عارض إلى المستشفى، حيث لا يوجد مكان لعزل الأشخاص لحين ظهور النتيجة والتي تحتاج ما بين 12-24 ساعة.
مدير مستشفى المقاصد الدكتور هيثم خالد الحسن أوضح لوكالة معا أن قسم الكورونا في المستشفى يوجد فيه 22 سريرا، هذا الأسبوع يوجد 8 مرضى فيه، الأسبوع الماضي كان 14 مريضا بالفيروس كما سجلت حالتي وفاة، وهذه الأعداد تعكس ارتفاع عدد الإصابات في المدينة.
وأضاف الدكتور الحسن ان الضغط على المستشفى ليس بأعداد المصابين وتقديم الخدمات الطبية لهم فقط، فبلدة الطور حيث يقع المستشفى هي بلدة مصنفة بأنها منطقة حمراء، وينعكس ذلك على إمكانية إصابة الطاقم والعاملين في المستشفى خلال وجودهم في المستشفى أو خارجه، إضافة إلى توجه المرضى لقسم الطوارئ ويتبين بعد الفحص إصابتهم بالفيروس، ورغم اخذ طاقم الطبي في الطوارئ كافة الإجراءات الوقائية والاحتياطات إلا انه من الممكن انتقال العدوى بالفيروس.
ودعت وحدة مكافحة الكورونا المقدسيين الى ضرورة الالتزام التام بالتعليمات الوقاية الصحية من حيث التباعد الاجتماعي ، ارتداء الكمامات ومواظبة التعقيم.