بيت لحم- معا- في ظل تصاعد منحنى الاصابات بفيروس كورونا في محافظة بيت لحم، واستمرار الرهان على وعي المواطن بالالتزام بالاجراءات الوقائية، وعزوف الكثيرين عن اجراء الفحص او التقيّد بالحجر، وعدم التزام نسبة من المخالطين والمصابين بالبروتوكولات الصحية الوقائية، وتلويح بالعودة الى الاغلاقات في حال استمر المنحنى بالتصاعد، وانتشار الاجهزة الامنية في شوارع المحافظة لفرض الاجراءات ومخالفة غير الملتزمين.. الا ان صورة الوضع في المحافظة باتت غير واضحة.. غير مطمئنة... وخصوصا مع دخول فصل الخريف، فصل الانفلونزا وتداخل اعراضها واعراض كورونا.
في هذا الاطار، اكد مدير مديرية صحة محافظة بيت لحم د.شادي عيسى اللحام، صعوبة الوضع الصحي بالمحافظة، وكشف عن التحديات والمعيقات التي تواجه الطواقم الطبية التي ستحول من قدرتهم السيطرة على ما هو قادم.!!
*هل هناك توصيات بالاغلاق؟*
اكد د.شادي عيسى اللحام مدير صحة محافظة بيت لحم، انه تم تقديم توصيات للجهات المختصة بالاغلاق في حال استمر تصاعد المنحنى الوبائي حيث وصلت الحالة الى ان اكثر من 17% من الفحوصات تأتي بنتيجة ايجابية "مصاب" وهذه النسبة للاسف تتصاعد يوما بعد يوم، محذرا من خطورة ارتفاع النسبة الى 40% فما فوق، في ظل الامكانيات المتوفرة للطواقم الطبية وضعف التزام المواطن بالاجراءات الوقائية، مؤكدا حاجة المديرية لعديد المتطلبات الاساسية لتتمكن من السيطرة في حال ارتفعت نسبة الاصابات....
*قرار الحكومة*
وكان قد اوعز رئيس الوزراء د.محمد اشتيه في جلسة الحكومة في 16 ايلول الجاري بتشديد الاجراءات وتغليظ العقوبات بحق المخالفين للتدابير الوقائية واغلاق اي منطقة تصل مرحلة الخطر...
لكن هنا وجب التساؤل هل انخفضت نسبة الاصابات خلال 10 ايام من القرار والمخالفات!! اكد د.شادي اللحام عدم انخفاض النسبة ما يشير الى صعوبة الوضع القادم..
*وفي حال تصاعد المنحنى الوبائي الى 40%.. ما هي خطتكم. هل انتم جاهزون؟*
اكد الدكتور شادي عيسى اللحام ان مديرية الصحة اعدت خطة طوارىء لهذه المرحلة، الا ان الخطة ستواجه عديد التحديات والمعيقات التي ستحولُ دون قدرة الكوادر الطبية والطبية المساندة على تقديم كامل الخدمات لمرضى كورونا، والتي تعتبر تحديا عاليا بعدد الاصابات الحالية، وستكون شبه مستحيلة في حال ارتفعت نسبة الاصابات.
*ومن المعيقات.. سيارات الاسعاف*
اشار د.اللحام الى ان محافظة بيت لحم بحاجة لسيارات اسعاف اضافية خاصة بمرضى كورونا، حيث ان توفُر سيارتي اسعاف فقط لنقلهم غير كاف ابدا، وخصوصا مع تزايد عدد الاصابات والحاجة لنقل مصابين من والى مراكز العلاج والمشافي، مجددا مطالبته للجهات المختصة برفد محافظة بيت لحم بعدد من سيارات الاسعاف.
*عدد الاسرّة.. وتحذيرٌ من تشتيت الجهود*
واكد د.اللحام حاجة محافظة بيت لحم لزيادة عدد الاسرّة وعدد أسرّة العناية المركزة لتتمكن الطواقم الطبية من تقديم خدماتها وانقاذ ارواح المواطنين، داعيا لتشغيل المركز الوطني للتأهيل بكامل قدراته، خصوصا ان اعداد الاصابات في تصاعد يومي، والوضع غاية في الصعوبة ويجب ان يكون المركز الوطني كما كافة المرافق الصحية بالمحافظة جاهز للحظة الحقيقة الصعبة، محذرا من التلكؤ والانتظار حتى تسوء الحالة الصحية ونقف عاجزين عن استقبال المصابين والحالات الخطرة، محذرا د.اللحام ايضا من تشتيت الجهود على تجهيز عدة مراكز مؤكدا الاولوية لتشغيل كامل طواقم وامكانيات المركز الوطني، واستغلال الوقت لتكون المحافظة على أتم الاستعداد لاي طارىء.
واضاف مدير صحة بيت لحم انه ومن ضمن خطة الطوارىء المُعدة، تستعد المديرية لتحويل 4 عيادات لمراكز فرز وسحب عينات، الى جانب المركز الرئيسي في المديرية، مؤكدا جاهزية طواقم الرعاية الاولية بشكل كامل لهذه المراكز، في حال استدعت الحالة الصحية ذلك.
*مدير عام الرعاية الصحية الاولية*
وفي هذا الاطار، اكد د.كمال الشخرة مدير عام الرعاية الصحية الاولية، جاهزية طواقم الرعاية الاولية -سحب عينات، فرز، متابعة، فحوصات، خرائط وبائية وغيرها- الكاملة لتشغيل مراكز الفرز بأسرع وقت وبكفاءة عالية، وستقوم ادارة الرعاية بمتابعة عالية لكافة احتياجات ومتطلبات الطواقم ومتابعة سير عملهم.
*نقص كوادر*
اوضح د.شادي اللحام حاجة المؤسسة الصحية في المحافظة لكوادر طبية وطبية مساندة اضافية، حيث ان الوضع الصحي صعب وما نراه في قادم الايام قد يكون سيئا، فيجب ان تكون المؤسسات الطبية على اعلى درجات الجاهزية، فكافة المؤشرات غير مطمئنة.
*تجنيد طواقم*
وكشف مدير صحة بيت لحم مطالبته للجهات المختصة بتجنيد طواقم من مديريات الوزارات في المحافظة -خصوصا التي يعيق الاغلاق وانتشار الفيروس عملها- للعمل في مديرية الصحة بادخال البيانات والامور المكتبية والادارية والمتابعات، بدلا من فرز موظفين من الطواقم الطبية للعمل في هذه الشؤون، ما سيساعد بشكل كبير الطواقم الطبية على تقديم فضلى الخدمات للمرضى.
*المسؤولية مجتمعية شاملة*
جدد د.شادي اللحام مدير صحة محافظة بيت لحم مطالبته للكل الفلسطيني بتحمل مسؤولياته بدءا من الجيل الشاب مرورا بالعائلة والمؤسسات والمدارس والجامعات والمجالس المحلية والقروية والبلديات ولجان الطوارىء والتنظيم والعشائر حتى تتمكن محافظة بيت لحم من تخطي هذه المرحلة الصعبة، فمواجهة جائحة كورونا تسير على شكل حلقة متكاملة مغلقة، وانسحاب اي طرف من الحلقة او عدم قيامه بمهامه سيؤدي الى انهيار الحالة الوبائية، مجددا مناشدته للمواطنين بضرورة الالتزام بالبروتوكولات الصحية الوقائية بارتداء الكمامات والتعقيم والتباعد الاجتماعي ومنع ان تجمّع، لحماية انفسهم وعوائلهم اولا ومجتمعهم ومستقبلهم، ولمنع حدوث كارثة صحية بكل ما للكلمة من معنى في ظل كافة المعطيات المتوفرة.
*الوضع الاقتصادي الصعب.. وعزوف عن اجراء الفحوصات*
اشار مدير صحة بيت لحم الى عزوف شريحة من المواطنين عن اجراء فحوصات كورونا بسبب التنمُّر الذي يتعرضون له في المجتمع، والاهم من ذلك اشار د.اللحام الى العزوف في بعض ارياف المحافظة عن اجراء الفحوصات خوفا من سحب سلطات الاحتلال لتصاريح عملهم وبالتالي حرمانهم من القدرة على توفير قوت يومهم، ما يضاعف من صعوبة الوضع، نتيجة الاختلاط ما قد يوسّع دائرة المخالطين لمصاب واحد الى 10 اشخاص او اكثر.
واضاف د.شادي اللحام الى عزوف بعض المصابين داخل المحافظة نفسها عن تنفيذ فترة الحجر لاضطراهم للخروج للعمل لرعاية اسرهم، مناشدا اياهم العمل على حماية انفسهم وعدم الاختلاط وتنفيذ التباعد وفترة الحجر لحماية عوائلهم ومجتمعهم، قائلا "صحة المواطن لم تعُد ملكهُ وحدهُ انما مصلحة مجتمع كامل.".
ومن هنا، جدد مدير صحة بيت لحم الجهات المختصة المباشرة في المحافظة بالعمل على تشديد تنفيذ القانون تجاه المواطنين.