رام الله- معا- عرضت هيئة مكافحة الفساد مبادرة بعنوان "دور الإعلام في الوقاية من الفساد ورصده"، وذلك خلال الاجتماع العام لشبكة سلطات الوقاية من الفساد، والذي عُقد عبر منصة زوم، يوم الثلاثاء 29 أيلول 2020.
وتهدف المُبادرة إلى المشاركة والتعلم من التجارب والتطلعات والخطط المستقبلية لدى أعضاء الشبكة فيما يتعلق بالإعلام والوقاية من الفساد، حيث اقترحت الهيئة، بموجب هذه المبادرة، إعداد كتيب حول التجارب والممارسات المقدمة، بالإضافة إلى دليل حول هذه التجارب وأفضل الممارسات حتى يتسنى للإعلاميين والصحفيين الاستفادة منها في جهودهم المبذولة للوقاية من الفساد وممارسته.
وركزت مبادرة الهيئة على الدور الكبير الذي يجب أن يلعبه الإعلاميين لتغيير الانطباعات العامة وإيصال المعلومات وتحفيز العامة على الانخراط في حملات الوقاية من الفساد وكشفه والإبلاغ عنه، مع ضرورة تحلي الإعلاميين بقيم النزاهة والعدالة والشفافية في جمع المعلومات وتفسيرها وتحليلها.
وتأتي هذه المُبادرة في ظل التطور الكبير الحاصل على المستوى الإعلامي، وخاصة مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، التي فتحت المجال أمام كافة المواطنين للمشاركة في جهود الوقاية من الفساد، وناقشت المبادرة ضرورة زيادة مستوى الحريات للإعلام، ما يؤدي بالضرورة إلى تقليل مستويات الفساد.
وتناولت المُبادرة أهمية تطوير وتفعيل الصحافة الاستقصائية، التي تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد التغطية والاستقصاء في فعل الفساد حيث من الممكن أن تُساهم في التقليل من فرص توسعه وانتشاره، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز المُشاركة المجتمعية، وضمان وصول المعلومات إلى العامة بشمل فعال.
واستندت المبادرة على دور وتأثير الاعلام في الحد من الفساد من خلال العمل على تغيير الانطباعات العامة وإيصال المعلومات وتحفيز العامة على الانخراط في حملات الوقاية من الفساد وكشفه والإبلاغ عنه. إضافة الى أهمية أن يتصف الإعلاميون بالنزاهة والعدالة والشجاعة في جمع المعلومات وتقريرها وتفسيرها وينبغي أن يكون الإعلاميون أحرارًا من أي التزام تجاه أية مصلحة بخلاف حق العامة في المعرفة، كذلك ينبغي أن يقوم الإعلاميون بتحري دقة المعلومات من جميع المصادر وبذل العناية لتجنب الأخطاء غير المقصودة. ولا يسمح أبدًا باللجوء إلى التشويه المتعمد، وكذلك نؤكد على الالتزام بمدونات اخلاقيات المهنة (مدونات السلوك).
وتضمنت المبادرة إشارة الى التجارب الدولية والإقليمية بخصوص الدور الواضح والفعال للإعلام في تمكين وتعزيز التدابير الوقائية اللازمة من أجل التقليل من الأثار المدمرة للفساد. حيث ارتأت هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية تقديم مبادرة دور الإعلام في جهود الوقاية من الفساد ورصده. حيث تهدف هذه المبادرة إلى المشاركة، والتعلم من التجارب والتطلعات والخطط المستقبلية لدى أعضاء شبكة سلطات الوقاية من الفساد فيما يتعلق بالإعلام والوقاية.
وجرى عرض المبادرة من قبل وحدة التعاون الدولي والمحلي في الهيئة بحضور ممثلي عن الإدارة العامة للنزاهة والوقاية من الفساد، والإدارة العامة للتخطيط والسياسات، والدائرة الإعلامية في هيئة مكافحة الفساد.
وحظيت المبادرة الفلسطينية باهتمام وإعجاب المشاركين في الاجتماع، حيث عبرت كل من دولتي التشيك والأردن عن استعدادهم للتعاون مع هيئة مكافحة الفساد في هذه المبادرة، في حين أكدت رئيسة الشبكة السيدة تشارلز دوشين على أهمية هذه المبادرة، مشيرة إلى استعدادها لتعميمها على كافة أعضاء الشبكة ونشرها على الموقع الإلكتروني للأعضاء، لإتاحة الفرصة أمامهم للاطلاع عليها والتفاعل معها.
وخلال الاجتماع الذي افتتحته رئيسة الشبكة لعام 2020، مدير الوكالة الفرنسية لمكافحة الفساد السيدة دوشين، تم استعراض مدى التقدم المُحرز، بالإضافة لبعض الخطط المعدة للأشهر القادمة، بالإضافة للترحيب ببعض الشركاء المنضمين حديثاً للشبكة، حيث تبادل المشاركون الآراء حول دور الشركاء في شبكة سلطات الوقاية من الفساد وناقشوا سبل تعزيز التعاون والعمل المشترك في مجال مكافحة الفساد والوقاية منه.
وقدم المشاركون اقتراحاتهم وتغذيتهم الراجعة حول استراتيجيات التوعية والتواصل المستقبلية، وناقشوا سبل التعاون بين المؤسسات العليا لتدقيق الحسابات وسلطات مكافحة الفساد، كما استعرض المشاركون أخر التطورات الحاصلة في مشاريعهم الجارية والنتائج التي توصلوا إليها حتى الآن.