الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رهط: بطالة عالية ومحلات تجارية تعلن إفلاسها

نشر بتاريخ: 01/10/2020 ( آخر تحديث: 01/10/2020 الساعة: 17:39 )
رهط: بطالة عالية ومحلات تجارية تعلن إفلاسها

النقب- معا- مع تجدد الإغلاق في اسرائيل على أثر جائحة الكورونا، هناك ارتفاع مستمر في العنف الأسري الناتج عن البطالة المتفاقمة في مدينة رهط والنقب عامة. وقد اضطر العديد من أصحاب المحلات التجارية إلى إغلاق محلاتهم، بعد أن عجزوا عن دفع بدل إيجار المحل، أو المستحقات للتجار.

ويلاحظ عدد قليل من المواطنين الذين يتوجهون إلى الصراف الآلي بمدينة رهط، حيث قال أحد المواطنين: "حتى الادخارات انتهت لدى العديد من المواطنين، في ظل استمرار الجائحة. الكثير من الناس يهتم فقط بالخبز للبيت". ويلاحظ تراجع كبير في مدخولات المؤسسات الكبيرة، مثل هيئة المياه والبلديات – حيث يعجز الآلاف عن دفع ديونهم.
خالد أبو لطيّف، رئيس غرفة التجارة والصناعة بمدينة رهط، قال: "الإغلاق يؤدي إلى أضرار جسيمة على أصحاب المحلات التجارية في رهط والنقب عامة. الوضع سيء للغاية، والكثير من أصحاب المحلات وصل إلى حد لا يستطيع دفع إيجار المحل، ولا الضرائب ولا حتى المستحقات للتجار - وبالتالي يؤدي إلى إغلاقه".
وانتقد أبو لطيّف تحديد مسافة الخروج من البيت إلى 1000 متر حيث قال: "وماذا بالنسبة لهؤلاء الذين يريدون شراء خبز للبيت والمخبز على مسافة 3000 متر؟ القانون مجحف بحق الناس، غير واضح ومبطّن، والكثير من المواقع التي يزورها الشخص العادي للبحث عن المسموح والممنوع – لا يجد إجابة. رئيس الحكومة نفسه لا يستطيع أن يعطي جوابا عن أهمية الإغلاق، الذي يأتي لإرضاء ثلّة سياسية لا غير – فهو غير صحي. نحن موجودون في العمل وأولادنا موجودون في الشوارع في هذه الأثناء، في غياب أي إطار يجمعهم. الطفل يستطيع الجلوس في البيت لساعتين أو ثلاث، وبعدها ما له إلا الأودية والشوارع".

لا يريدون زوم
مدير المركز الجماهيري في مدينة رهط، فؤاد الزيادنة، أشار إلى خفض عدد الفعاليات في المركز بصورة كبيرة جدا، ما أدى إلى إخراج أكثر من 90% من الموظفين إلى عطلة غير مدفوعة الثمن. ويضيف: "حتى لو أردنا القيام بفعاليات، فإن وزارة الصحة تمنعنا من القيام بذلك، وبالتالي أبقينا فقط فعاليات التربية الخاصة، علما أن غالبية الأطفال والشبيبة لا يريدون المشاركة في فعاليات عبر الزوم أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي".
وقال مدير مكتب التشغيل بمدينة رهط، أمين القريناوي، أن عدد العاطلين عن العمل لم يتغيّر عما كان عليه في الشهرين الأخيرين، حيث يوجد في المدينة أكثر من 5500 شخص عاطل عن العمل، وهو يشكل ثلث القوى العاملة في المدينة.
وأشار إلى ظاهرة جديدة، هي رفض الجيل الشاب الذي خرج إلى عطلة بدون مقابل، أو تحوّل إلى عاطل عن العمل، لفرص العمل. وحذر قائلا: "توجهت إلينا سلطة الطبيعة والحدائق حيث تطلب نحو 400 عامل، ولكن الشباب يقول من الأفضل أن أجلس في البيت وأتلقى بدل بطالة على أن أخرج إلى العمل وأتلقى ألف شيكل زيادة. هذا الأمر خطير للغاية، حيث يتعود هؤلاء الشباب على البطالة".
ويتضح من معطيات مكتب التشغيل، أنّ نحو ثلثي الشباب العرب-البدو حتى سن 34 عاما عاطلون عن العمل، حيث أدى تفشي فيروس الكورونا في الأشهر الأخيرة، إلى جانب الإغلاق المستمر، إلى ارتفاع نسبة البطالة بمدينة رهط بثلاثة أضعاف، بينهم المئات من الأكاديميين.

ارتفاع العنف الأسري
وتسوء الأوضاع حين يتحول الزوجين إلى عاطلين عن العمل، حيث ترتفع حالة التوتر في المنزل، وبالتالي العنف الأسري. وإطلاع شبه يومي على ملفات محكمة الصلح في مدينة بئر السبع، يكشف النقاب عن العدد المتزايد من العنف الأسري في الأشهر الأخيرة، في كثير من الحالات يكون بدون سبب ظاهر للعيان. وهذا العنف يطال كافة شرائح المجتمع.
وتقول الدكتورة نزهة الأسد-الهزيّل، محاضرة كبيرة في قسم العمل الاجتماعي بكلية سابير في النقب: "هناك ارتفاع في العنف الأسري على خلفية التوتر والتواجد في البيت والوضع الاقتصادي وعدم وجود أطر للأطفال وكذلك للأزواج، ما يؤدي إلى زيادة العنف الأسري، الذي يبدأ في البيت، وينتقل إلى الحارة والمدينة، ودائما أقول إنّه يجب علينا أن نخاف من العنف أكثر من خوفنا من الكورونا".
وأضافت د. نزهة: "مع كل ذلك، أنا لا أصدق الأرقام التي تتداول في البلاد حول تضاعف عدد حالات العنف، لأن الجميع يعلم أن الكثير من حالات العنف تنتهي بدون أن تصل إلى الشرطة أو المحاكم أو أقسام الرفاه الاجتماعي، ومن هنا علينا أن نكون حذرين حين نتحدث عن الأرقام".

المصدر: "كل العرب"