"يكتُبُ بخطٍ قَلِقٍ"، هو عنوان الكتاب الجديد للدكتور المتوكل طه، الصادر حديثاً عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، في العاصمة الأردنية عمّان.
والكتاب عبارة عن نصوصٍ تَوَزَّعَتْ في أشكالٍ وأنماطٍ إبداعيةٍ عِدَّة، كما طَرَقَتْ مواضيعَ متنوعةً، فكانت البداية مع "نصوص الرغبة" تحت عنوان "تستَقْبِلُني بجسَدِها الجَرَس"، و"نصوص المريد" تحت عنوان "سعادة الماء"، لتتبَعَها "نصوص الباب" تحت عنوان "ليلٌ نهاريّ"، وتليها "نصوص الأنا" تحت عنوان "استدراكات"، قبل أن تُخْتَتَمَ بـ"نصوص سور الصين العظيم" تحت عنوان "صورةٌ ملوّنةٌ للباندا"، وهي قُرابة التسعين نصّاَ قصيراً جداً في غالبيتها.
وقال د. راشد عيسى، في تقديمِهِ للكتاب، وعلى الغلاف الخلفيّ له: "تنهض الكتابة الخلّاقة في هذا السِّفْر على تقانةِ النثر المقدَّس من حيث جَلال المجاز، ومَكْر الكتابة، وانفتاح التأويل، فيتجوَّل المتوكل طه في نصوصٍ خارجةٍ على أجناسها: من الإبيجراما، والومضة المستقلة، والكبسولة القصصية، والمشهد الفانتازي، والمرايا الغرائبية، وذلك بحِنْكَةِ خزّافٍ لُغَويٍّ شوّافٍ عرّاف، وبتخييلٍ شاعريٍّ باسقٍ مثقَّفٍ بسيماءات النار والماء والهواء والتراب، وملتوتٍ بشغف الشجن الصوفيّ، يَسوسُ خيولَ المعاني بمهارة فارسٍ واحدٍ يُواجِهُ جيشاً كبيراً من الفرسان الأشاوس".
وأضاف عيسى: "ومن هنا، تتَّسِمُ نثائِرُهُ بالفرادةِ التعبيريةِ الموجَّهَةِ لخاصة النخبة من المثقفين، وللقارئ العُمْدَةِ على وجه التخصيص. أجَلَ؛ القارئ المبدع الذي يستمتع بالذهول أكثرَ من استمتاعِهِ بِفَهْمِ الفكرة".
وختم أستاذ اللغة العربية في جامعة البلقاء الأردنية: "إننا أمام نثرٍ جديدٍ يتجاوز قسمات الشعرية، ويتخطّى لعبة التجنيس، مثل طفلٍ أسطوريٍّ، يُريد أن يُشْعِلَ حطباً من شرارة شهابٍ هاربٍ من السماء".
وكما أشار عيسى، فإن مَتْنَ "يكْتُبُ بِخَطٍ قَلِقٍ" خارجٌ على أجناسه، وهو بذلك يتقاطَعُ مع ذلك النَّص الوارد في المجموعة.. "الكتابةُ مثلُ صناعةِ الزُّجاج، لن تَنْتُجَ منها قطعةٌ متشابهةٌ.. وفي كلِّ مرّةٍ تَلُفُّ الحروفُ السماءَ حول جَسَدِها.. وتصعَدُ.. لتجلِسَ على كوكبٍ جديد".
والشاعر المتوكل طه، والحاصل على درجة الدكتوراه في الآداب، صَدَرَ له أكثرَ من خمسين كتاباً في الشعر والسرد والنقد والفكر والإعلام، وكان قد انتُخِبَ رئيساً لاتحاد الكُتّاب الفلسطينيين ما بين (1987-1995) وما بين (2005-2010)، وانتُخِبَ رئيساً للهيئة العامة لمجلس التعليم العالي الفلسطيني ما بين (1992-1994)، فيما أسَّسَ بيت الشعر الفلسطيني مع عددٍ من المبدعين الفلسطينيين في العام 1998، وترأَّسَهُ حتى العام 2005، كما كان المشرف العام والمحرر المسؤول لمجلَّتَي الشعراء وأقواس لثمانية أعوام.
وفي العام 2006 وحتى العام 2012 شَغَلَ منصب وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية، وهو المنصب الذي كان قد شَغَلَهُ سابقاً ما بين (1994-1998)، هو الذي ترأَّسَ وشاركَ وفدَ اتحاد الكُتّاب الفلسطينيين في اجتماعات الاتحاد العام للكُتّاب العرب لخمسة عشر عاماً، وعَمِلَ محاضراً في غير جامعةٍ فلسطينيةٍ، وأدار وشارك في مئات الندوات والمؤتمرات والمهرجانات في شتى دول العالم، ونُشِرَ الكثيرُ من أعماله في الداخل والخارج، وتُرْجِمَ عددٌ منها إلى لغاتٍ عِدَّة.
عَمِلَ سفيراً لفلسطين في ليبيا ما بين (2012-2015)، ثم رئيساً لدائرة الدراسات الاستراتيجية في وزارة الخارجية الفلسطينية حتى آذار (مارس) 2018، ويعمل حالياً مشرفاً عاماً لدارة الاستقلال للثقافة والنشر، ورئيساً لتحرير المنصة الثقافية.
والمتوكل طه، عضو مجلس أمناء جائزة فلسطين الدولية للإبداع والتميز، وعضو مجلس أمناء جامعة الأزهر الفلسطينية، وتم تكريمُهُ أكثر من مئتي مرةٍ من قِبَل مؤسساتٍ ثقافيةٍ وأكاديميةٍ وإعلاميةٍ وفكريةٍ فلسطينيةٍ وعربيةٍ وإقليميةٍ، فيما تناوَلَتْ العديدُ من الأبحاث والدراسات الأكاديمية أشعارَهُ وكتاباتِهِ في غير دراسةٍ ومؤتمر.
وحاز المتوكل طه العديدَ من الجوائز، منها جائزة "الحرية"، وجائزة "القدس"، وجائزة "إحسان عباس"، وجائزة "الإبداع المقاوِم".