غزة- معا- قال عبد الناصر فروانة المختص في شؤون الاسرى ان (14) اسيرا فلسطينيا يقبعون في سجون الاحتلال منذ أكثر من ثلاثين عاما متواصلة. وهؤلاء يُطلق عليهم الفلسطينيون "ايقونات الأسرى". وأن الأسير الفلسطيني محمد الطوس هو ثالث أقدم اسير، وقد أتم اليوم (35) سنة، ويدخل يوم غد عامه (36) في سجون الاحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل.
واوضح ان الأسير محمد أحمد عبد الحميد الطوس( 65عاماً)، وكنيته "أبا شادي"، هو من سكان قرية الجبعة قضاء الخليل، وكان قد أعتقل بتاريخ6 أكتوبر1985, بعد أن نجا بأعجوبة تشبه الأسطورة بعد أن نصبت قوات الاحتلال كمينا عسكريا محكماً في منطقة جبل الخليل، وصبت كل رصاصها وقنابلها على السيارة التي كان يستقلها مع أفراد مجموعته الفدائية التي حاولت مغادرة البلاد، فسقطوا جميعا شهداء فيما تم اعتقال "الطوس" بعد أن نجا بأعجوبة.
وأشار الى ان الاسير أصيب بعدة رصاصات، فقُيدوه مصاباً والدم ينزف من جسده، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون مراعاة لوضعه الصحي وإصابته الخطيرة، ومن ثم نقلوه لزنازين التحقيق وأخضع هناك لتعذيب قاسي على مدار ثلاثة شهور ونيف، ووجهت له تهمة الانتماء لـ "حركة فتح" ومقاومة الاحتلال وتنفيذ عمليات فدائية ضمن مجموعة مسلحة وناشطة، ومن ثم أصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية بحقه حكماً بالسجن الفعلي المؤبد (مدى الحياة) لعدة مرات، في الوقت الذي رفض فيه الوقوف في المحكمة أو الاعتراف بها وبقانونيتها.
وأردف:"ان قوات الاحتلال كانت قد هدمت منزله بعد اعتقاله كجزء من الانتقام منه وعقابا جماعيا لأفراد الأسرة، وقد تنقل خلال سنوات سجنه الطويلة ما بين عدة سجون، وشارك في كافة الإضرابات عن الطعام، ويُعتبر من قيادات حركة "فتح" والحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية".
وأضاف :"و زوجته الحاجة (أم شادي) كانت قد أصيبت بجلطة دماغية عقب اتمام صفقة شاليط في أكتوبر عام 2011، متأثرة لعدم ادراج اسم زوجها ضمن قوائم المحررين. وتدهورت أوضاعها الصحية أكثر بعد أن رفضت الحكومة الاسرائيلية الافراج عن الدفعة الرابعة من القدامى أوائل عام 2014، وفقا لما تم الاتفاق عليه، بين الجانبين الفلسطيني-الإسرائيلي برعاية أمريكية، فدخلت أم شادي في غيبوبة لنحو سنة وتوفيت بعد صراع مع المرض بتاريخ 2-1-2015".