أثينا- معا- تشهد العاصمة اليونانية اليوم مظاهرات بمئات الالاف في شوارعها ومدن يونانية أخرى من مؤيدي كافة الاحزاب السياسية اليونانية ، سيريزا ،الشيوعي ،الديمقراطية الجديدة ، ميرا ٢٥ ، كينال باسوك .
حيث ينتشر مئات عناصر الشرطة اليوم الاربعاء في اثينا تمهيدا لصدور الحكم في احدى أهم المحاكمات في التاريخ السياسي الحديث لليونان بحق قادة حزب "الفجر الذهبي" للنازيين الجدد المتهمين بتشكيل "منظمة إجرامية".
وتترقب اليونان وأوروبا هذا الحكم الذي ستصدره المحكمة العدلية في تمام الساعة 11 صباحا بعد جلسات استماع استمرت خمس سنوات ونصف لتحديد ما اذا كان الحزب "منظمة إجرامية" شنت هجمات عنيفة على معارضين بأوامر من مؤسسه نيكوس ميخالولياكوس ودائرته المقربة.
وقال السفير مروان طوباسي، سفير دولة فلسطين لدى اليونان ،"أن السؤال الاساسي بالنسبة للحكم هو معرفة ما اذا كانت المحكمة ستدين قادة وعناصر الحزب بتهمة جريمة +تشكيل و/أو الانتماء الى منظمة إجرامية، مشيرا الى أهمية هذا اليوم بالنسبة لكافة ابناء الشعب اليوناني الصديق ، حيث يعتبر يوما تاريخيا هاما للديمقراطية باليونان وأوروبا".
وأضاف السفير طوباسي ،" أن الاتحادات العمالية والنقابات اليسارية بالإضافة إلى كافة الاحزاب السياسية اليونانية تتظاهر اليوم الأربعاء ضد الفاشية امام مقر المحكمة الواقعة على بعد كليومترات قليلة من الوسط التاريخي للعاصمة حيث يرتقب ان تنشر الشرطة تعزيزات تحسبا لاحتمال وقوع مواجهات."
وانطلقت الملاحقات القضائية اثر مقتل مغني راب مناهض للفاشية يدعى بافلوس فيساس كان في الـ34 من عمره، بعدما طاردته مجموعة من حزب "الفجر الجديد" وطعن حتى الموت أمام مقهى في كيراتسيني، الضاحية الغربية لاثنيا، في أيلول/سبتمبر 2013.
والقاتل اعترف بالجريمة لكن الهجوم اثار استنكارا واسعا واتهامات بان حزب "الفجر الجديد" يشكل منظمة تعمل بشكل شبه عسكري وتلجأ الى تكتيك الضرب والترهيب والقتل وبان قادة الحزب يعلمون بذلك.
وأثار مقتل بافلوس فيساس صدمة في اليونان التي كانت في أوج الأزمة المالية ما دفع بالسلطات الى اعتقال قادة واعضاء حزب "الفجر الذهبي" المسؤولين عن عدة أعمال عنف بحق مهاجرين وناشطين يساريين، وإحالتهم الى القضاء.
وهناك قضيتان أخريان تتعلقان "بمحاولات قتل" تشمل أيضا عناصر من الحزب، احداها ضد صيادين مصريين في 12 حزيران/يونيو 2012 والاخرى استهدفت افرادا من نقابة شيوعية في 12 ايلول/سبتمبر 2013.
-ويحاكم 68 شخصا بينهم عشرون نائبا سابقا وكوادر من الحزب بما يشمل مؤسسه نيكوس ميخالولياكوس بتهمة "إدارة منظمة إجرامية" ويواجهون عقوبات تتراوح من خمس الى 15 عاما من السجن.
وهناك 45 شخصا متهمون "بالانتماء" الى مثل هذه المنظمة ويواجهون عقوبة سجن تتراوح بين خمس وعشر سنوات فيما يحاكم ثلاثة أخرون بتهم اخرى تتعلق بالقضايا المطروحة في المحاكمة.
وتنظيم "الفجر الذهبي" الصغير الذي أسسه نيكوس ميخالولياكوس في التسعينيات من مؤيدي القومية المتطرفة ويعتبر من النازيين الجدد.
وأشار السفير طوباسي الى انه، "وفي بادرة تضامن غير اعتيادية وذات مدلول سياسي خاص وهام ، قام القادة السياسيون من جميع ألوان الطيف الديمقراطي السياسي اليوناني وحتى الأوروبي بتوحيد أصواتهم بوجه التهديد النازي، عبر مقالات صحافية نشرت في ملحق صحيفة المحررين المحلية، تتعلق بمحاكمة حزب الفجر الذهبي اليميني المتطرف".