بيت لحم- معا- استضاف الديوان الثقافي الساحوري في مدينة بيت ساحور، مساء الجمعة الدكتور شادي عيسى اللحام مدير مديرية صحة محافظة بيت لحم، في ندوة مفتوحة للحديث عن فيروس كورونا "كوفيد 19"، وآخر تطوراته وانتشاره وسبل الوقاية، وتم فتح باب النقاش والاسئلة للمواطنين في الندوة.
في البداية، شكر د.شادي اللحام الديوان الثقافي والقائمين عليه على تنظيم هذه الندوة التي اجابت على اسئلة عديدة للمواطنين، مشيدا بجهود المنتدى وبأهالي مدينة بيت ساحور الذي واجهوا فيروس كورونا منذ بداية الجائحة بروح المسؤولية العالية كما هم دوما في مواجهة الازمات، حيث كانوا سداً منيعاً امام عديد الصعاب، كذلك اشاد بالوعي العالي للقائمين على المنتدى الثقافي بعقد المحاضرة في مكان مفتوح وليس قاعة مغلقة.
واطلع مدير صحة بيت لحم د.شادي اللحام الحضور في الندوة على بداية ظهور فيروس كورونا في العالم منذ بداية ديسمير 2019، والاجراءات التي عملت عليها الصحة قبيل ظهور الفيروس في 5 اذار في بيت لحم، وكيف تعاملت وزارة الصحة مع ظهور الفيروس، وكيفية التعامل مع الجائحة حاليا بكل تفاصيلها، وكيفية وضع آليات ناجعة واضحة لمواجهة الفيروس، ما حال دون تفشي الفيروس منذ بداية الازمة، مؤكدا استمرار الجهود لمحاربة الفيروس بالتوازي مع وعي المواطنين وحرصهم على انفسهم وعوائلهم، مشيرا الى ان وعي المواطنين حول الفيروس في تصاعد والذي ان استمر سيدفع منحى الاصابات الى التناقص وصولا الى فلسطين خالية من الكورونا.
واشار د.اللحام الى ان الاسبوع الماضي شهدَ عدد حالات تعافٍ اكثر من عدد الاصابات، ما يشير الى تصاعد الوعي من قبل المواطنين والتزامهم ببروتوكولات وزارة الصحة للوقاية، متمنيا على الجميع التحلي بروح المسؤولية كل في مكانه لحماية نفسه وعائلته ووطنه، الا انه اكد ان الاصابات الاخيرة زادت بين صفوف المسنين والمرضى عكس ما كانت عليه بالبداية، بالتالي زيادة عدد الوفيات، ما يدفعنا جميعا لتحمل مسؤولية اعلى تجاه آبائنا واجدادنا والمرضى حتى لا يكون احد منا باستهتاره بالوقاية وباستمرار تعامله مع الفيروس على انه "كذبة" سبباً في خسارة روح عزيز عليه، داعيا هذه الشريحة الى سؤال المصابين عن الاعراض.
وفي اجابته على عديد الاسئلة التي طرحها المواطنون في الندوة، اكد د.شادي اللحام مدير صحة بيت لحم ان وزارتي الصحة والتعليم وبجهود الحكومة والرئاسة ودعم الاجهزة الامنية يداً بيدٍ نجحنا في افتتاح العام الدراسي واستمراره حتى الان، في وقت عجزت فيه دول عظمى ودول شقيقة من استمرار الدراسة واضطرت لاغلاق المدارس لعدم قدرتهم السيطرة على الاصابات والمسارات الوبائية، مؤكدا ان الاصابات المعدودة في بعض المدارس هي اصابات واردة للمدارس وليست من المدارس وانه لا اصابات شاملة لمدارس، متمنيا تعاون الاهالي بالالتزام بالبروتوكولات الوقائية والمعلمين وموظفي المدارس والطلبة لحماية ابنائنا وعوائلنا اولا ومن ثم حماية العام الدراسي من الانهيار.
ولكنه وفي ذات الوقت، اكد د.شادي اللحام ان كافة الخيارات قائمة حول المدارس، ضمنها الاغلاق، وخصوصا مع حلول فصلي الخريف والشتاء موسم فيروس الانفلونزا الذي قد تتداخل اعراضه واعراض فيروس كورونا ما يزيد من خطورة حالة المصابين بكورونا، وصعوبة معرفة المواطن بطبيعة اصابته، لذلك جدد تأكيده على ضرورة الالتزام بالبروتوكوت الوقائية وتناول الاغذية الصحية وممارسة الرياضة.
وجدد مدير صحة بيت لحم مطالبته للاهالي والمعلمين وموظفي المدارس ان يكونوا قدوة للطلاب بالالتزام وارتداء الكمامة وبالتباعد الاجتماعي كي لا نضطر لخسارة ايام او اشهر دراسية من مستقبل ابنائنا.
وحول ارتداء الاطفال وطلبة المدارس للكمامات الواقية وتخوف الاهالي منها حيث طُرحت عدة اسئلة في الندوة، اشار د.اللحام الى ضرورة ان يأخذ المواطن وطلبة المدارس "شهيق وزفير" خارج الكمامة بعيدا عن زملائه كل ساعة ليتمكن من استمرار ارتدائها لحماية نفسه، كون استمرار ارتدائها بشكل متواصل لساعات طويلة يقلل من نسبة الاكسجين في الجسم.
وطرح المشاركون في الندوة من اهالي مدينة بيت ساحور، عديد الاسئلة حول فترة الحجر للمصاب بين بداية الجائحة واليوم وتقليص عدد الايام، أوضح د.شادي اللحام ان وزارة الصحة عملت وتعمل بشكل مستمرعلى تطوير البروتوكولات الخاصة بفيروس كورونا، بينها بروتوكولات الحجر والتعافي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، مشددا صعوبة وحساسية تعديل البرتوكولات كونها مسؤولية اخلاقية طبية عالية، لكن اي تعديل على فترة الحجر واعلان التعافي من الفيروس يجري بعد دراسات وابحاث على المصابين، وبناء عليه يتم اتخاذ القرار، وضرب مثالا ان الشخص المصاب في الحجر دون اعراض وبعد "8-10" ايام من الحجر لا ينقل العدوى، وبعد دراسات مئات الحالات تقرر تغيير البروتوكول على فترة الحجر التي تختلف من المصاب بأعراض عن المصاب دون اعراض، مؤكدا ان لا قرار طبي حول المصابين والمخالطين واي تعديل على اي نقطة في بروتوكول طبي يتم بعناية ومسؤولية ولا تغيير يأتي عشوائي، والنتيجة اننا في فلسطين نسيطر على الحالة الوبائية بشكل افضل من دول عظمى ودول مجاورة شقيقة اضطرت لاعادة فرض الاغلاق الشامل واغلاق المدارس.
واكد د.اللحام ان طواقم من وزارة الصحة تعمل في الوقت الحالي على اعداد دراسات علمية محكمة حول فيروس كورونا، ضمنها بعض اعراض الاصابات كفقدان حاستي الشم والتذوق لدى عديد المصابين بالفيروس، وحول طرق العدوى وانتقال الفيروس بين المواطنين، والتي ستزوّد وزارة الصحة بمعلومات اضافية حول الفيروس ليتم تطويرها لاحقا لبروتوكولات علاجية وقائية ولتكون مصدرا بالمستقبل للدارسين والباحثين، متمنيا على كليات العلوم والمهن الطبية وكليات الطب العمل مع طلبتهم على ابحاث علمية محكمة تمُدُ المجتمع والمواطنين ووزارة الصحة بمعلومات علمية تساهم في مواجهة فيروس كورونا.
وتساءل الحضور بالندوة حول التطعيم لفيروس كورونا والادوية المضادة للفيروس، وتمنى د.شادي اللحام مدير صحة بيت لحم ان يصل التطعيم الى فلسطين مع حلول العام القادم 2021، وخصوصا وان التطعيم لا يرتبط بالعوامل الصحية والطبية فقط انما بالعوامل السياسية والاقليمية ايضا.