القدس- معا- حذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) من خسارة قطاع النقل الجوي عالميا نحو 77 مليار دولار خلال النصف الثاني من العام الجاري، أي ما يعادل 13 مليار دولار شهريا أو 300 ألف دولار لكل دقيقة بالرغم من استئناف الرحلات الجوية.
وأفاد تقرير صادر عن (إياتا) اليوم الاثنين، بأن سيولة القطاع ستستنزف بمعدل متوسط يتراوح من 5 إلى 6 مليارات دولار شهريا العام المقبل بالرغم من التعافي البطيء في النقل الجوي.
ودعا الاتحاد الدولي إلى دعم القطاع خلال موسم الشتاء المقبل من خلال إطلاق إجراءات إغاثة مالية إضافية، بما في ذلك المساعدات المالية التي لا تضيف المزيد من المديونية إلى الميزانية العمومية لشركات الطيران المثقلة بالفعل.
ووصلت قيمة مساعدات الدول حول العالم إلى 160 مليار دولار حتى صدور التقرير، بما في ذلك المساعدات المباشرة وإعانات الأجور، والإعفاءات الضريبية للشركات، والإعفاءات الضريبية الخاصة بالصناعة بما فيها الضرائب على الوقود.
وقال المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي ألكسندر دي جونياك إن تداعيات أزمة فيروس كورونا تتزايد باستمرار، مؤكدا أن عدم استبدال برامج الدعم أو تمديدها سيعود بعواقب وخيمة على القطاع المتعثر، مشيدا بالجهود التي بذلتها الدول للحفاظ على عمل القطاع ودعم ملايين الوظائف في قطاعي السفر والسياحة.
وأضاف أن السيولة التي يجنيها القطاع من شهري الربيع والصيف في السابق كانت تدعمه خلال أوقات الشتاء، مؤكدا أن فترة الذروة للقطاع هذا العام لم توفر أي من التدفقات المالية ما أدى إلى استنفاد شركات الطيران لأصولها النقدية.
وشدد على ضرورة تقديم الدعم الحكومي للقطاع بأكمله لأن الانكماش الحاد أثر على السلسلة الكاملة لقطاع السفر بما في ذلك المطارات وشركات البنية التحتية للتحكم الجوي التي كانت تعتمد بشكل كبير على الحركة الجوية لاستدامة أعمالهم ما قبل هذه الجائحة. ولفت إلى أن زيادة الأسعار على مستخدمي الأنظمة لتعويض الفجوة قد تكون بداية حلقة مفرغة لا ترحم من ضغوط التكلفة الإضافية وتقليص النشاطات، وسيؤدي ذلك إلى إطالة أمد الأزمة الاقتصادية عالميا لنحو 10 بالمئة من النشاط الاقتصادي العالمي المرتبط بالسفر الجوي والسياحة.
وأظهر استبيان أجرته (إياتا) أخيرا أن قليلا من المسافرين قبلوا زيادة التكاليف، في حين أشار حوالي ثلثي المشاركين إلى تأجيل رحلاتهم الجوية حتى يستقر الاقتصاد العام أو وضعهم المالي الشخصي، ولا بد من الإشارة إلى أن زيادة تكاليف السفر خلال هذه الفترة ستؤثر على انتعاش السفر وتعرض الكثير من الوظائف إلى خطر.
وتشير توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن إيرادات القطاع ستنخفض حوالي 51 مليار دولار، أي ما يعادل 80 بالمئة من أرقام العام الماضي على الرغم من تخفيض القطاع للتكاليف خلال الربع الثاني لأكثر من 50 بالمئة، خاصة عندما واصلت شركات الطيران من استنزاف الأصول النقدية في فترة الصيف.
وتوقع الاتحاد في تقريره أن تستخدم شركات الطيران حوالي 77 مليار دولار إضافي من مخزونها خلال النصف الثاني من العام الجاري وحوالي 60 إلى 70 مليار دولار خلال العام المقبل.
ولفت التقرير إلى أن شركات الطيران اتخذت إجراءات مكثفة لحماية أصولها عبر تخفيض التكاليف وإلغاء الرحلات الدورية والمصاريف غير الحيوية والتخلي عن آلاف الموظفين.
وبحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن مجموعة عمل النقل الجوي (أتاغ) يهدد الانكماش الحاد إلى جانب التعافي البطيء حوالي 8ر4 مليون وظيفة في قطاع الطيران بأكمله.