رام الله –معا-اختتمت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" مؤخراً سلسلة ورشات تدريبية حول المشاركة السياسية للمرأة والعنف المبني على النوع الاجتماعي وتعزيز وعي جمهور الناخبين للمشاركة بالانتخابات القدمة، بمشاركة 81 من النشطاء الشباب والنساء في محافظات طولكرم، قلقيلية، جنين وطوباس، ونفذت خلال شهري آب وأيلول من العام 2020 شملت المتابعة مع المجموعات الشبابية والنساء لإعدادهم وتنسيق المهام لتنفيذ عدد من الورشات التوعوية في مناطق مختلفة ضمن المحافظات الاربعة تصل الى 160 ورشة ميدانية، تساهم في التوعية الجماهيرية بحقوق المواطنة والانتخابات والمشاركة السياسية للمرأة والشباب.
عن أهمية هذه التدريبات تحدثت ندى بدو، منسقة "مفتاح" في طولكرم، فقالت:" لقد بدا واضحاً تعطش المشاركين فيها لما تلقوه من مواد نمّت قدراتهم، وتم استكمال تدريبهم على كيفية إدارة ورشات العمل، ووضع خطة وآلية للعمل، وتنفيذ ورشات عمل في مراكز الجمعيات والأحزاب، ونقل الخبرات والمهارات التي تم اكتسابها، خاصة التركيز على المشاركة السياسية للمرأة وصولا إلى مراكز القرار، وتمثيل النساء في المجلس التشريعي والمجالس البلدية والمحلية".
أما فرحة أبو الهيجا منسقة "مفتاح" في جنين، فأشارت إلى أن التدريبات التي تم عقدها في محافظة جنين في إطار حقوق المواطنة والمشاركة السياسية للمرأة استهدفت 25 امرأة وشاباَ، وقد تميز التدريب بالتنوع بالجنس، والمواقع الجغرافية بين مخيم ومدينة وقرية، وتنوع في الفصائل والتنظيمات، وبمستوى الوعي بمفاهيم المشاركة السياسية والمواطنة وحقوق المرأة، وقد تجلى ذلك واضحا من خلال الاستمارة ومداخلات المشاركين، وفي ذات الوقت كان هناك شغف ورغبة منهم للاستفادة ورفع مستوى الوعي بالقضايا المطروحة". أضافت:" ساعد التدريب بإعطاء فرصة لرفع الوعي بمفهوم المشاركة السياسية، المواطنة وأهمية نبذ العنف المبني على النوع الاجتماعي، وضرورة دعم المرأة، والشباب كناخبين ومرشحين وأهمية وضرورة توسيع دائرة الوعي لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة في المجتمع، وبالتالي ساعد التدريب بتقوية بعض المشاركين في طرح أنفسهم والقضايا المتعلقة بالموضوع بطريقة أفضل، وأصبح لديهم حافز التطوع والعمل على عقد لقاءات توعوية. كما ساهم التدريب في تقوية المشاركين لتحديد الأهداف والآليات التي تساعدهم في إنجاح اللقاءات الجماهيرية التي سيتم عقدها خلال الشهور القادمة’.
بدوره قال عارف جفال – مدرب في المشاركة السياسية والانتخابات، تعليقا على تلك التدريبات:" تميزت المجموعات الشبابية الأربع بروح الاندفاع والسعي للمشاركة بفاعلية في الانتخابات العامة والمحلية، وركزت تلك المجموعات على أهمية ضمان تسجيل معظم من تنطبق عليهم شروط التسجيل، واستفاضوا في نقاش سن الترشيح وتأييدهم لتخفيضه في كافة المؤسسات لضمان أوسع مشاركة شبابية في العمليات الانتخابية، وكذلك السعي لدى القوائم الانتخابية لضمان مقعد للشباب في المقاعد الثلاثة والأولى للقائمة. من ناحية أخرى ركزوا على أهمية زيادة نسبة الكوتا لتصل إلى 30% التزاماً بقرار المجلس المركزي، وعلى كافة المستويات مع أهمية ضمان تعزيز مشاركة المرأة خلال العملية الانتخابية وبعدها، بما فيها السعي لتطوير النظام الانتخابي لضمان وصول النساء إلى رئاسة الهيئات المحلية. من جهة ثانية أكدت المجموعات على أهمية العمل للحد من حالة الاحباط لدى شريحة الشباب وواجب القيادة السياسة ألاّ تزيد حالة الاحباط وإنما الصدق والمصارحة في ضمان إجراء انتخابات عامة تتيح لمليون شاب وشابة المشاركة للمرة الأولى في هذه الانتخابات. كما دعمت المجموعات الأربع إلى ضرورة الاسراع بإصدار المرسوم الرئاسي بتحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني. وتم مساندة الشباب بقرار القيام بحملة لضمان أوسع مشاركة مجتمعية في الانتخابات المحلية والوطنية القادمة والضغط للإسراع بتحديد موعد الانتخابات العامة.
تأتي هذه التدريبات وما سيليها من تنفيذ لقاءات توعوية منسجمة مع اهتمام مؤسسة "مفتاح" بالتأثير في السياسات العامة والتشريعات ضمن توجهاتها الاستراتيجية بما يحقق الحماية والعدالة والإنصاف في المجتمع الفلسطيني، وبما يعزز من مبادئ الحكم الصالح، من خلال مشروع " معاً من أجل حماية وتعزيز حقوق المرأة" الذي تنفذه "مفتاح" بالشراكة مع مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي وبدعم من الاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على واقع النساء والفتيات من تحديات في الوصول للخدمات، وما يواجهن من ممارسات عنف تشمل الانتهاكات اليومية من قبل الاحتلال الاسرائيلي وممارساته، خاصة في المناطق المهمّشة في المحافظات الأربع.
وأشار فريق العمل لدى "مفتاح" حنان سعيد وتمارا معلوف، إلى أنّ "مفتاح" تستكمل جملة من التدخلات من خلال هذا المشروع، والذي سيعزز من بناء قدرات المؤسسات القاعدية والفاعلين المجتمعيين اتجاه نشر الوعي بقضايا المرأة الفلسطينية وبالأخصّ رصد وتوثيق الانتهاكات الممارسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي بحق النساء والفتيات في المناطق التي تواجه التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتقييد حرية الحركة من جانب، إضافة إلى توسيع جهود الضغط والمناصرة المتعلقة بالفجوات التي أبرزتها مؤسسة "مفتاح" في البرامج الخدماتية، ومنها الحماية الاجتماعية والقانونية، وضعف الانفاق الحكومي والتمويل الخارجي على هذه المناطق وبالأخصّ للخدمات الموجهة للمرأة والفتيات