أعاصير نسمة صيف

الكاتب: السفير منجد صالح

تنسلّ من مخدعي خلسة

غاضبة

جامحة

إعصارا

تُلملم بقايا عطرها

تُلملم بقايا أنفاسها

تلملم بقايا جمرها

اوارا

تهيم في ظلام الليل

تُظللها وحشة النجوم

البعيدة الصامتة

ينبعث من جنباتها

أنوارا

باهتة

خافتة

لا تكفي

لتُنير لها دربها

في عتمتها

في ثورتها

في انفجارها

نارا

وبركانا

وإعصارا

يا نسمتي

اهدأي قليلا

انتظري قليلا

تمهّلي

رويد رويدا

لا تتعجّلي

لا تنفعلي

لا تنفجري

فمداد القلم ما زال سائلا

نثرا وشعرا

نارا وغزلا

جُرحا وبلسما

وأقمارا

وحضنا دافئا

يُدثّرك

يحميك

يُظللّك

صيفا شتاء

ليلا نهارا

سرّا جهارا

في مخدعنا

في حديقتنا

أزهارا وأنهارا

في بيتنا

ودّ

وورد

ومهد

وعهد

ورائحة عنبر

ومرساة بحر

ورائحة بخور

تنبعث من ثنايا السطور

شعرا ونثرا

غزلا ونارا

بلسما وقمرا

وعشق دُهور

يا نسمتي اهدأي

انتظري شقيقتك

توأم روحك

نسمة البحر

تهبُّ تهرعُ

تأتي إلينا

انتظري

قليلا رويدا

رويدا قليلا

تهبّ علينا

من رحيق البرتقال

من السهل

من وراء التلال

باسمة

ضاحكة

فاتنة الجمال

تلفحُ مُحيّاك

وتنزع منك بركانك

عنك ثورة غضبك

انفجارك

نارك

حُممك

تنزع عنك

النجوم البعيدة

الباهتة

الصامتة

وتكسوك وردا

غضّا

متورّدا

تكسوك نجما

فتيّا

مُتلألأ

تاجا على رأسك

زنبقا وأقحوانا

وياسمين ونورا

تُهديك

سرج حصان

ودلة قهوة

وضمّة نعنع

وقيثارة

وأزهارا

ورشفة

من شفاه المنبع

وتوصيك خيرا

بسنابل القمح

وسرب الحمام

وشمس الربيع

وخرير مياه الجداول

وتُوصيك

وتنصحك

وتُرشدك

وتهمس لك:

لا غضب بعد اليوم

ولا انفجارا

ولا حُمما

ولا نارا

ولا إعصارا.

*كاتب ودبلوماسي فلسطيني