غزة- خاص معا- يراقب الفلسطينيون في قطاع غزة باهتمام بالغ وحذر شديد مجريات الانتخابات الأمريكية.
وعلى الرغم من اعتقادهم، أن كلا المرشحين ينحاز إلى إسرائيل، إلا أنهم يؤكدون أن ترامب هو الأسوأ بالنسبة للقضية الفلسطينية.
من جهته، أكد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب أن العالم كله والشعب الفلسطيني يتابع الانتخابات الأمريكية بحذر شديد وقلق نظرا للظروف التي شهدها العالم خلال الأربع سنوات الماضية، وما تعرضت له القضية الفلسطينية من مجزرة على يد المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي حاول تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل من خلال ما سمي بصفقة ترامب_ نتيناهو، مؤكدا أن الفلسطينيين صمدوا في مواجهة هذه الصفقة.
وأضاف لـ معا :"الآن نحن أمام مرشح آخر هو جو بايدن يعلن بشكل كامل أنه سيعيد العلاقات مع الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية ويعيد المساعدات ويعيد التمسك بحل الدولتين ولذلك هو أفضل نسبيا من المرشح الأمريكي ترامب".
وقال:"على أية حال من كان الفائز نحن معينون بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية لنواجه المرشح الفائز بوحدة وطنية فلسطينية متينة".
من جانبه، قال الخبير بالشأن الأمريكي د. وجيه أبو ظريفة إن الجميع يتابع باهتمام الانتخابات الأمريكية وربما هذه المرة الأكثر متابعة في العالم وليس فقط في داخل الولايات المتحدة الأمريكية لأن هذه انتخابات مفصلية.
وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني ليس لديه من هو أفضل من الآخر، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن دونالد ترامب هو الأسوأ في تاريخ الإدارات الأمريكية وقام بما لايمكن لرئيس آخر القيام به، خاصة في القضايا الاستراتيجية اتجاه الصراع العربي الإسرائيلي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية لها وأيضا قطع التمويل عن الأونروا وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد أنه لم يكن هناك من هو أسوأ من دونالد ترامب، ومن أجل ذلك معظم الفلسطينيين لا يريدون أن يروا دونالد ترامب أربع سنوات قادمة في البيت الأبيض، مستدركا :"ولكن هذا لا يعني أن جو بايدن سيكون أفضل للشعب الفلسطيني، كل الإدارات الأمريكية وكل الرؤساء الأمريكيين هم تلقائيا مع دولة الاحتلال ومناصرين لدولة الاحتلال، ولكن ربما جو بايدن يخفف الاختناق عن الشعب الفلسطيني، ولكنه لن يرفع الحبل عن رقاب الفلسطينيين، وبالتالي لا يمكن المراهنة على أي منهم، المراهنة يجب أن تكون على قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود وقدرته على مواجهة الاحتلال وفرض معادلة جديدة تفرض على الإدارة الأمريكية، وعلى العالم أن ينتبه لهذه القضية وأن يعرف أن لا أمن ولا سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط وربما العالم دون حل الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عادل، يمنح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة في مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وأشار إلى أن هناك مراهنات الآن تدور ولكن الجميع سينتظر ماذا ستفزر النتائج النهائية للانتخابات.
سياسة المماطلة
وقالت د. عبير ثابت إن المرشحين سواء جو بايدن أودونالد ترامب، معربة عن اعتقادها إنه إذا فاز جو بايدن سنستمر في سياسة المماطلة والتسويف الإسرائيلي وسنعود إلى المفاوضات التي كانت تدور ما قبل فوز ترمب ولكن بايدن لن يتمكن من نزع أي قرار تم اتخاذه ترامب في إداراته السابقة سواء قرار الاعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال أو صفقة القرن لأن السياسة الخارجية الأمريكية هي سياسة ثابتة وواضحة خاصة اتجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضافت:" ولكن لربما أن نعود إلى مفاوضات فلسطينية إسرائيلية خاصة أن بايدن قال في تصريحات سابقة إنه متمسك بخيار حل الدولتين لربما يعود فتح مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد يعود دعم السلطة الفلسطينية ودعم للاونروا ولكن بشرط أن تعود السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات بمعني "حسب الأمر الواقع على الأرض التي فرضته السياسات الاستيطانية الإسرائيلية".
وتابعت، إن فاز ترامب باعتقادي سيستكمل ما توقف عنده خاصة أنه في آخر تصريحات له أن الملف الفلسطيني الإسرائيلي سيكون أهم الملفات وأولها، وسيستأنف العمل بها بعد فوزه بالانتخابات"
وفي حال فاز بايدن، أشارت إلى أن فوزه قد يكون عرقلة للمصالحة وخاصة أن الأطراف الفلسطينية اليوم تنتظر فوز بايدن أو ترامب لتحديد سياستها في الشأن الداخلي خاصة أن صدى أصوات المصالحة توقفت وكل الأطراف تنتظر ماذا سيحدث في البيت الأبيض.
وأضافت:"وباختصار شديد نحن ذاهبون إلى مرحلة تسويف ومماطلة مستمرة أو ذاهبون إلى عملية حسم من ترامب اتجاه القضية الفلسطينية وفرض حل وأمر واقع على القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وفي كلا الخيارين نحن كشعب فلسطيني خاسرون".