الكاتب: محمد قاروط ابو رحمه
الإسلام من الداخل- بيان عام للغرب والشرق للدكتور. جبرا الشوملي، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله فلسطين، 2018.
هذا تعريف بالدراسة وليس قراءة لها.
الكتابة هي امتداد ذات الكاتب مع ذات القارئ، والقراءة فيما يكتبه الكاتب هو ما يفهمه كاتب القراءة من الكاتب الأصلي، أي أن القراءة في الدراسة هو تدخل بين الكاتب والقارئ (وسيط بينهما).
احد مشكلات فهم النص الإسلامي ان البعض يفهمه من خلال وسيط، ويعطي قيمة لفهم الوسيط للنص أكثر من النص نفسه.
اكتب بالعادة تعريفا للكتاب، وليس ما فهمته من الكتاب، ذلك أن كل كتاب اقرأه واعرف به يكون قد احدث فرقا في منظومة معرفتي، وهذا الكتاب – الدراسة قد أضاف لي أفكارا قيمة، وتعلمت منه الكثير.
من غير الإنصاف اختصار خمسة سنوات قضاها د. جبرا الباحث والأكاديمي والدبلوماسي الفلسطيني في إعداد وكتابة هذا الكتاب – الدراسة وتلخيصها في صفحات ثم توجيه القارئ لما أريده أنا وليس لما يريده الكاتب.
كيف نقرأ الكتاب – الدراسة:
هذا الكتاب يقرأ من وجهة نظري من المقدمة وبتمعن ثم الاستخلاصات العامة للدراسة (ص 184- 189) ثم المتن، وبعد قراءة كل فصل نعود لقراءة استخلاصاته، هكذا ننصف الكاتب فيما كتب.
عنوان الكتاب – الدراسة:
الاسم المركب للعنوان، الإسلام من الداخل – بيان عام للغرب والشرق هو عمل مميز، لان الكاتب يوضح في الاسم المركب الهدف من كتابه، وهذا يحسب له.
(إن من البيان لسحرا) حديث نبوي رواه البخاري، والبيان في اللغة، توضيح للكشف وإظهار الحقيقة (معجم المعاني الجامع عربي عربي) وبيان د. جبرا مستند إلى أدلة من داخل الإسلام قرانا وحديثا وفقها وفلسفة وعلوم، وكذلك يستند إلى ما كتبه المستشرقون ذما او مدحا في الإسلام.
والبيان العام الذي أدلى به د. جبرا في هذا الكتاب – الدراسة هو إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة ومتنوعة من التشبيه والمجاز والكناية والبلاغة والفصاحة.
يعيد الكاتب القارئ الى الصدر الأول للإسلام ليحاجج به العصر الوسيط، ويرد على المستشرقين الذين حاولوا تغطية أهدافهم الاستعمارية بالهجوم على الإسلام.
عالج الكاتب في مقدمة وستة فصول واستخلاصات موضوع الكتاب بعمق وترو، حياة محمد رؤية أخرى هو الفصل الأول، أما الفصل الثاني، الهجرة إلى المدينة – من خطاب البلاغة إلى خطاب المؤسسة، أما الفصل الثالث محمد والنساء – استعادة التوازن بين الرجل والمرأة، والفصل الرابع العقل في الإسلام – العقل ألحجاجي وامتناع المعجزة، والفصل الخامس، العقل في إسلام العصر الوسيط، والفصل السادس والأخير، الجهاد في الإسلام – من فقه الاضطرار إلى فقه الدم.
من مقدمة الكتاب – الدراسة:
كما لا نخفي أننا- نحن المسيحيين العرب الذين منحنا القدر ثلاثة عناصر نادرة في هوية واحدة: العروبة، والمسيحية، والإسلام- يفترض أن تزعم نخبتنا المثقفة،التي تنتمي فعلاً لا قولاً لهذه الهوية الفردية، أنها يمكن أن تتمتع مع غيرها من النخب الثقافية المستنيرة في الشرق والغرب من تأثير الموروث الذي تراكم في حضن الايدولوجيا، وليس في حضن العلم والعقل الحر، والذي أنتج شبكة صلدة من المفاهيم والتصورات المقلوبة والمشوشة المغذية لمشاعر الحقد والكراهية، وتقلدت مع الزمن صفة الحقائق المطلقة في العقلين الغربي والشرقي، كما المساهمة في توسيع منطقة الحقائق الموضوعية، ونشر القيم الإنسانية الكبرى التي توسع من فرص الحوار والتعايش بين الشرق والغرب.
شكرا د. جبرا على هذا البيان العميق والواضح، وشكرا لدار طباق الذين أوصلوا الكتاب إلى بيتي بعد أن طلبته عبر صفحة طباق على الفيس بك، وهذا متوفر للجميع.